ما معنى الأحرف السبعة والقراءات السبع؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

سماحة الشيخ ما هو الفرق بين القراءات الست والأحرف الستة؟

علي الجابري


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يزعم المخالفون أن القرآن الكريم أنزل على سبعة أحرف. وزعموا أن معنى الأحرف هنا هو اللغات، فيكون القرآن الكريم - على زعمهم - أنزل على سبعة لغات مختلفة، ولا نرى اليوم القرآن الكريم إلا على لغة واحدة.

كما زعموا أن القرآن الكريم له قراءات مختلفة كلها واردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتوقفوا عند القول أن القراءات الصحيحة هي سبع وما سواها فهي شاذة لا يؤخذ بها. والاختلاف في القراءات هو اختلاف في ألفاظ بعض آيات القرآن الكريم.

ومما لا يخفى على كل مطلع أنّ كل هذا المزاعم ما هي إلا محاولات منهم لخداع الناس عن قولهم بتحريف القرآن الكريم، حيث ورد لدى الطائفة البكرية روايات صحيحة مستفيضة تثبت أن جزءً من القرآن الكريم قد سقط، ولِطَيِّ هذه الفضيحة أنشأوا ما أسموه بالأحرف السبعة والقراءات السبعة.

وإليك ما ورد في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ليتبيّن لك كيف أنهم يقولون بتحريف القرآن الكريم وإن ألبسوه رداءً آخر:

”قلت: ويمكن الجمع بين القولين بأن يكون المراد بالأحرف (الأحرف السبعة) تغاير الألفاظ مع اتفاق المعنى مع انحصار ذلك في سبع لغات، لكن لاختلاف القولين فائدة أخرى وهى ما نبّه عليه أبو عمرو الداني أن الأحرف السبعة ليست متفرقة في القرآن كلها ولا موجودة فيه في ختمة واحدة، فإذا قرأ القارئ برواية واحدة فإنما قرأ ببعض الأحرف السبعة لا بكلها وهذا إنما يتأتى على القول بأن المراد بالأحرف اللغات، وأما وقول من يقول بالقول الآخر فيتأتي ذلك في ختمة واحدة لا ريب؛ بل يمكن على ذلك القول إن تحصل الأوجه السبعة في بعض القرآن كما تقدّم. وقد حمل ابن قتيبة وغيره العدد المذكور على الوجوه التي يقع بها التغاير في سبعة أشياء: الأول: ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل: ولا يضار كاتب ولا شهيد بنصب الراء ورفعها. الثاني: ما يتغير بتغير الفعل، مثل: بعد بين أسفارنا وباعد بين أسفارنا بصيغة الطلب والفعل الماضي. الثالث: ما يتغير بنقط بعض الحروف المهملة، مثل: ثم ننشرها بالراء والزاي. الرابع: ما يتغير بإبدال حرف قريب من مخرج الآخر، مثل: طلح منضود في قراءة علي، وطلع منضود. الخامس: ما يتغير بالتقديم والتأخير، مثل: وجاءت سكرة الموت بالحق في قراءة أبي بكر الصديق وطلحة بن مُصَرِّف وزين العابدين، وجاءت سكرة الحق بالموت. السادس: ما يتغير بزيادة أو نقصان، كما تقدم في التفسير عن ابن مسعود وأبي الدرداء: والليل إذا يغشى والنهار إذا تخلى والذكر والأنثى؛ هذا في النقصان. وأما في الزيادة، فكما تقدم في تفسير تبّت يدا أبي لهب في حديث ابن عباس وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين. السابع: ما يتغير بإبدال كلمة بكلمة ترادفها، مثل: العهن المنفوش في قراءة ابن مسعود وسعيد بن جبير كالصوف المنفوش، وهذا وجه حسن لكن استبعده قاسم بن ثابت في الدلائل لكون الرخصة في القراءات إنما وقعت وأكثرهم يومئذ لا يكتب ولا يعرف الرسم وإنما كانوا يعرفون الحروف بمخارجها، قال: وأما ما وجد من الحروف المتباينة المخرج المتفقة الصورة، مثل: ننشرها وننشزها؛ فإن السبب في ذلك تقارب معانيها واتفق تشابه صورتها في الخط“.

شكرا لحسن تواصلكم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

23 شوال المكرّم 1435 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp