كيف نوفّق بين الآية «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» وبين الآية «كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ»؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

قال الله تعالى في كتابه العزيز-بسم الله الرحمن الرحيم ( ولا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون )كيف نستطيع أن نوافق بين الآية التي ذكرتها و الاية الكريمة التي تقول( كل نفس ذائقى الموت )

علي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال المجدد الثاني (قُدس سره) في تفسيره (تقريب القرآن إلى الأذهان) في تفسير الآية الأولى: ”ولو فرضنا أن الخارج الى الجهاد قُتل، فما يضلره ذلك، فإنّ من إستشهد في سبيل الله لا تنتهي حياته بل يبقى حياً يُرزق «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا» فكما أن هذه الحياة المادية ذات مراتب فمرتبة منها كاملة فيمن كان سعيداً فرحاً مرتبة منها ناقصة فيمن كان شقياً حزيناً كذلك من مات يكون على قسمين -بعد بقاء كليهما في حياة من لون آخر- قسم يكون حياً هناك، أي سعيداً فرحاً، وقسم يكون ميتاً هناك، أي شقياً حزيناً، فليس للآية الكريمة مفهوم أن غير المقتول لا حياة له هناك «بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» حياة غير مادية بل حياة عند ربهم ولهم رزقهم فيها بُكرة وعشيّا“.

أما في تفسير الآية الثانية فقال سماحته (قُدس سره): ”إن عدم الجهاد لخوف الموت، وعدم الإيمان لخوف ذهاب الرئاسة، وعدم الإنفاق لخوف الفقر، مما له عاقبة سيئة هي النار، فكل إنسان يموت وتذهب حياته ورئاسته وماله، فما أجدر أن يفعل ما يسبّب له حُسن العاقبة «كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ» تذوقه وتلاقيه «وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ» أيها الناس «أُجُورَكُمْ» الحسنة أو السيئة «يَوْمَ الْقِيَامَةِ» فهنا عمل ولا حساب وغداً حساب وجزاء“.

بمطابقة التفسيرين يتبين لك المعنى جلياً.

شكرا لحسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

11 ذي القعدة 1435 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp