إذا كان الأئمة ينفعون ويضرون، فلِمَ لا يحمون مراقدهم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك شبهة يطرحها أهل الخلاف يستدلون بها على أن المعصومين صلوات الله عليهم لا يضرون ولا ينفعون بدليل أنهم أنفسهم صلوات الله عليهم لم يحموا مراقدهم المقدسة من التدمير والتخريب وهذا كاشف على عدم قدرتهم في التصرف بعالم التكوين بحيث تفشل كل المخططات التي تحاول الاعتداء على معالمهم المشرفة.

ويستدل المخالفين على ذالك بقصة النبي إبراهيم (على نبينا وعليه أفضل التحية والسلام) عندما حطم أصنام المشركين وستدل بذالك على عدم أستحقاقها دعاء المشركين لها بسبب كونها لا تحمي نفسها من الضرر الذي سيلحقها, فكيف تنفع من يدعوها من المشركين.

فما هو جواب هذا الأشكال؟

نسألكم الدعاء

حسين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شبهة المخالفين هذه أسخف من أن يرد عليها، فإن الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم) لديهم ولاية تكونية وأيضا ولاية تشريعية مطلقة بأمر الله تبارك وتعالى، طولا لا عرضا أو استقلالا. أي أن أمر التصرف في الدين وأحكامه وحلاله وحرامه وفي الكون كله موكول إليهم بأمر الله تعالى وإذنه، ولن يشاءوا إلا أن يشاء الله تعالى.

فحيث أن ربّهم (تبارك وتعالى) أدبهم فأحسن تأديبهم، فإنه قد فوّض إليهم وهم الأعرف بالمصالح والمفاسد في كل الموارد، وبناء على معرفتهم (صلوات الله عليهم) هذه فإنهم يسنون القواعد والأحكام ويتصرفون في الكون. فتلك الاعتداءات الناصبية الإجرامية لمراقدهم الشريفة فيها حكمة إلهيه أو اختبار للأمة التي كانت ولازالت تخذل العترة الطاهرة من نسل نبيها صلوات الله عليهم ولعنة الله على أعدائهم.

الكعبة المشرفة تهدمت لعدة مرات على الظاهر، فهل يأتي مسلم على وجه الأرض ويقول أن لله سبحانه وتعالى ليس لديه الإرادة التكوينية لكي يحميها من الاعتداءات (والعياذ بالله)!

أما كان رسول الله يتمكن من استخدام الولاية التكوينية فيحول دون قتل المشركين للمسلمين في مغازيهم؟ أما كان يتمكن من كف أيدي المشركين عن إصابة رباعيته ورأسه الشريفين؟ما هذا الغباء البكري؟!

إذا استخدم رسول الله وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام المعجز في كل شيء لبطُل الابتلاء الإلهي للبشر، فكيف يكونون قدوة وأسوة لنا في الصبر والثبات وكيفية التعاطي والتعامل مع حوادث الدهر؟! بل هم أنفسهم كيف ينالون ثواب المُبتلى؟!

شكرا لحسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

20 ذي القعدة 1435 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp