يستشكل الملاحدة أن كيف الله تعالى جعل من الماء كل شيء حي وقد خلق الملائكة من نور وخلق الجن من نار؟!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم
الصلاة والسلام على محمد واله الاطهار
يستشكل الملحدين والنصارى.. على قول الله تعالى
\"وجعلنا من الماء كل شيء حي\"
فيستشكلون بان الملائكة من نور والجن من نار? فما علاقة الماء بهم!!

زكريا


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

ج1: لو أنهم رجعوا إلى تفسير عدل القرآن الكريم وهم آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم) لوجدوا الجواب على إشكالهم هذا، فقد وردت روايات شريفة دلّت على أن الماء هو أول شيء خلقه الله، وقد ذكر سماحة الشيخ الحبيب في دروسه الكلامية أن الروايات التي شرحت كيفية انبثاق الخلق من الماء أنما تمحورت حول الماديات المحسوسة (كالأرض والسماء وما فيهما وما بينهما من خلائق)، كذلك توجد روايات شريفة دلّت على أن أول المخلوقات هو العقل وهي تفسر بالاعتبار الإدراكي وإلا فهو أيضا مسبوق بغيره لما رواه المفيد عن الصادق (صلوات الله عليه): ”خلق الله تعالى العقل من أربعة أشياء؛ من العلم والقدرة والنور والمشية بالأمر، فجعله قائما بالعلم دائما في الملكوت“. (الاختصاص - الصفحة 244)

وعلى هذا ذكر سماحته في جواب سابق أنه يرى أن أول شيء خلقه الله هو نور محمد وآله (صلوات الله وسلامه عليهم) ولا شك أن نورهم سبق كل مخلوق بل كل ممكن، فإن العقل مثلا مخلوق من نور كما مرَّ، ما يعني أن النور كان موجودا قبله، وجوهر أهل البيت (عليهم السلام) نوري، فيقوى أن نورهم سابق للعقل متقدم عليه بضميمة الروايات، ومنها: ما رواه ابن أبي جمهور الأحسائي عن النبي (صلى الله عليه وآله): ”أول ما خلق الله نوري“. (عوالي اللئالي - الجزء 4 - الصفحة 99)

أما بالنسبة للنار فقد خلقها الله سبحانه من الماء، روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ”وخلق الشيء الذي جميع الأشياء منه، وهو الماء الذي خلق الأشياء منه فجعل نسب كل شيء إلى الماء، ولم يجعل للماء نسبا يضاف إليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء، فشققت الريح متن الماء حتى صار من الماء زبد على قدر ما شاء أن يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ولا هبوط ولا شجرة، ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار من الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولاثقب“. (الكافي الشريف - الجزء 8 - الصفحة 49)

أيضا روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ”كان كل شيء ماء، وكان عرشه على الماء، فأمر الله تعالى الماء فاضطرم نارا، ثم أمر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان فخلق الله السموات من ذلك الدان، وخلق الأرض من الرماد“. (الكافي الشريف - الجزء 2 - الصفحة 65)

شكرا لحسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 21 محرم الحرام 1435 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp