بسم الله الرحمان الرحيم
سماحة الشيح الفاضل ياسر الحبيب حفظكم الباري عز وجل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
1 في تونس نفتقر إلى دعاة إلى المذهب و الذين حملوا على عاتقهم هذه المسؤولية يفتقرون إلى التكوين اللازم فكيف يمكننا أن نتكون؟ وماهي الكتب التي يمكننا الاستفادة منها في هذا المجال؟ نرجو من سماحتكم إعطائنا قائمة كافية وشافية؟
2 يؤسفا أن نعلكم أنه في تونس و بالرغم من أن التشيع لزال في بداياته لأننا أصبحنا نعيش صراعا مريرا خاصة بين أتباع آل الشيرازي الكرام و بين المتعصبين للنظام الإيراني فكيف يمكننا تجاوز هذا الخلاف ؟ وماهو واجبنا و تكليفنا تجاه التيار المخدوع هل نقاطعهم أم نتعامل معهم فيم يفيد التشيع عموما ؟
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، التي تزامنت مع فاجعة الاعتداء الناصبي الثاني على الحرم العسكري الشريف في سامراء المقدسة. نسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من الطالبين بالثأر مع سيدنا الإمام المنتظر أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
ج1: بذل الجهود الجدية المتواصلة في كسب العلم كفيل إن شاء الله تعالى بتكوين كتيبة عقيدية متميزة في بلادكم، تنهض بمهمة تبليغ الإسلام ونشر التشيع. ونرى أن تهتموا بمطالعة ودراسة الكتب التالية:
- تفسير كنز الدقائق للمشهدي.
- نهج البلاغة.
- كتاب سُليم بن قيس الهلالي.
- التوحيد للصدوق.
- دلائل الإمامة للطبري الإمامي.
- الشافي في الإمامة للمرتضى.
- تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي.
- اللوامع الإلهية للفاضل المقداد.
- شرح التجريد للخواجة نصير الدين الطوسي والعلامة الحلي.
- الصراط المستقيم للنباطي العاملي.
- السقيفة وفدك للجوهري.
- الاحتجاج للطبرسي.
- الاستغاثة لأبي القاسم الكوفي.
- موسوعة الغدير للأميني.
- المراجعات لشرف الدين.
- من فقه الزهراء عليها السلام للشيرازي.
- كلمة الإمام المهدي عليه السلام للسيد حسن الشيرازي.
- الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام لعبد الزهراء مهدي.
- مكيال المكارم للميرزا محمد تقي الأصفهاني الأحمد آبادي.
ج2: لا تجب مقاطعتهم، بل اسعوا إلى تبصيرهم بحقائق الأمور، وأن الخلاف شرعي مبدئي، فلو قام الدليل على أن الحاكمين في طهران ذوو عقيدة سليمة صافية، وأنهم يتورّعون على ظلم عباد الله، لكنا أول من وقف إلى جانبهم وساندهم، وأما إذ قام الدليل على العكس فإن أقل الواجب شرعا هو مباينتهم.
ثم إنه لا داعي للصراع في هذا الشأن، إذ هو يتعلق بموقف من كيان سياسي لا أكثر ولا أقل، والتشيع لأهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم) أعظم منه، وأنتم في بلد تواجهون فيها تحدّيات أهم من الانشغال في مثل هذا الصراع.
وعلى فرض تعنّت المتعصبين للنظام الإيراني وإصرارهم على تأييده، فلا مانع شرعا من التعاون معهم في ما تعود فيه المصلحة على عموم المؤمنين عندكم، على أن لا يكون ذلك التعاون متضمنا لمدح الظالمين أو الترويج لهم ولعقائدهم المنحرفة الفاسدة.
وفقكم الله لما تنالون به سعة من رحمته في الدنيا والآخرة. والسلام.
4 من شهر جمادى الآخرة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.