السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
نبارك لكم هذه الايام السعيده , بولاده النور الاول والصادر الاول الذي خلقه الله عز وجل وخلق منه كل خير , سيدنا وسيد الكونين , ابو السبطين الحسن والحسين , رسول رب العالمين وخاتم النبيين ابو القاسم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين .
الرجاء .
نرجو من حضراتكم ان تجعلو لنا مكان للبحث حول الاساله والاجوبه , من اجل سهوله الوصول اليها , فهناك عناء ليس بالبسيط للوصول الى الموضوع الذي نريد معرفه الجواب حوله , شاكرين لكم جهودكم .
السؤال:
ما هي حقيقه ان ابو بكر قد جمع المنافقين من حوله من اجل الحصول على الخلافه , فقد سمعنا ان هناك ما يقارب الالفين من مبغضين امير المؤمنين عليه السلام قد اجتمعو حول وحول عمر , وقائدهم خالد بن الوليد , لكي يثبتو له امر الخلافه , لذلك لم يستطع امير المؤمنين عليه السلام من قتالهم الا بوجود انصار , فما حقيقه هذا الامر , فان كان حقيقه فما هي المصادر لهذا الامر !؟
هذا ولكم جزيل الشكر , وحفظكم الله لخدمه المذهب , وجزاكم الله عنا خير الجزاء .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نعتذر على الإجابة المتأخرة وذلك لظروف خارجة عن الإرادة وأسعد الله أيامكم بمولد خاتم النبيين الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
بإمكانكم البحث السريع بوضع كلمة مفتاحية من خلال الرابط التالي:
اضغط هنا
قال الله تعالى: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِين" (سورة آل عمران آية 145)
بعد استشهاد رسول الله "صلى الله عليه وآله" انقلبت الأمة على أعقابها بعدما بايعوا أمير المؤمنين علي "عليه السلام" في غدير خم، فأوفى فريق من المسلمين بوصية نبيهم وبقوا مؤمنين بخلافته "عليه السلام"، وفريق منهم ارتد وانقلب على عقبيه واجتمعوا زمرة من المنافقين في سقيفة بني ساعدة لتنصيب الطاغية الأول أبا بكر بن أبي قحافة "لعنه الله"، بينما كان أمير المؤمنين منشغل بتجهيز أخيه ونفسه رسول الله "صلى الله عليه وآله".
فحدث جدال في السقيفة بين الأنصار والمهاجرين، فقد روي أن شيخ الانصار سعد بن عبادة، قال لعمر بن الخطاب "لعنه الله": "أما والله لو أن لي ما أقدر به على النهوض، لسمعتم مني في أقطارها زئيرا، يخرجك أنت وأصحابك، ولألحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع، خاملا غير عزيز". (الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1 ص 10، تاريخ الطبري ج2 ص 459).
وأثناء ذلك الجدال تدخل المنافقين من قبيلة بني أسلم تحرس الطرق لنصرة أبي بكر وعمر وأبي عبيدة "لعنهم الله" وفي ذلك قال عمر بن الخطاب عندما علم بدخول قبيلة أسلم وسيطرتها على المدينة: "ما هو إلا أن رأيت أسلم، فأيقنت بالنصر". (الكامل لابن الأثير ج 2 ص 224).
وروى الطبري عن الكلبي: "إنّ قبيلة أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول: لما رأيت أسلم أيقنت بالنصر". ( تاريخ الطبري ج3 ص 222)
ومثله روى ابن سعد في الطبقات، وقال عمر بعد ذلك: "فكثر اللغط وارتفعت الاصوات حتى تخوَّفتُ الاختلاف فقلت لأبي بكر: أُبسط يدك لاُبايعك". ( السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص 336).
وقد ذكر الطبري ما يدل على تقاسم عمر وأبو بكر للخلافة: "فقال عمر: ابسط يدك يا أبا بكر فلأبايعك ؛ فقال أبو بكر: بل أنت يا عمر، فأنت أقوى لها مني. قال : وكان عمر أشد الرجلين، قال: وكان كل واحد منهما يريد صاحبه يفتح يده يضرب عليها، ففتح عمر يد أبي بكر وقال: إن لك قوتى مع قوتك" ( تاريخ الرسل والملوك للطبري ج2 ص 116).
فلم تكن البيعة كما يزعم المخالفين بأنها شورى بين المسلمين أو كانت بأمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" بل كانت مؤامرة سقيفية وتخطيط عسكري انقلابي يتزعمهم الطغاة وهم أبابكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح "لعنهم الله".
وقد روي ابن الحديد في شرحه للنهج: "إنّ علياً عليه السلام لمّا استنجد بالمسلمين عَقيب يوم السقيفة وما جرى فيه، وكان يحمِل فاطمة عليها السلام ليلاً على حمارٍ، وابناها بين يدي الحِمار وهو عليه السلام يسوقه، فيَطْرُق بيوت الأنصار وغيرهم، ويسألهم النُّصرة والمَعُونة، أجابه أربعون رجلاً، فبايعهم على الموت، وأمرهم أن يُصْبِحوا بُكرةً مُحلّقي رُؤوسهم ومعهم سلاحهم، فأصبح لم يُوافِهِ عليه السلام منهم إلا أربعة: الزبير، والمِقداد، وأبو ذرّ، وسلمان. ثمّ أتاهم من الليل فناشدهم، فقالوا: نُصبّحك غُدوة، فما جاءه منهم إلا الأربعة، وكذلك في الليلة الثالثة، و كان الزبير أشدّهم له نُصرة، وأنفذهم في طاعته بصيرةً، حلق رأسه وجاءه مِراراً وفي عنقه سيفه، وكذلك الثلاثة الباقون، إلّا أنّ الزبير هو كان الرأس فيهم". (شرح النهج لابن أبي الحديد ج11 ص14).
وروى أيضاً أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأبي بكر وعمر عليهما اللعنة: "أما والله لو أن أولئك الأربعين رجلاً الذين بايعوني وفوا لي؛ لجاهدتكم في الله". (كتاب سليم ص275).
وهذا نظير قعود رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قتال قريش قبل بدر رغم إجرامها بحق المسلمين، وما ذلك إلا لأن العدة المطلوبة - وهي ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً - لم تكتمل، وحين اكتملت أعلن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الجهاد بأمر الله تعالى.
فلا يُقال: ولماذا الأربعون؟ إذ يُقال: إن الله تعالى هو مَن يحدّد، وكما حدّد عدة الثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً شرطاً لقتال قريش، كذلك حدّد عدة الأربعين رجلاً لقتال أبي بكر وعمر والمنافقين.
لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، ندعوكم لمشاهدة سلسلة محاضرات (كيف زيف الإسلام؟):
اضغط هنا
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
12 ربيع الآخر 1438 هجرية