السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
تعقيبا على إجابة السؤال"كيف فتك أبو لؤلؤة بعمر مع أن الإسلام حرم الفتك؟"
ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:"والله ما معاوية بأدهى منّي، ولكنّه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كلّ غدرة فجرة، وكلّ فجرة كفرة...".
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام:"الغدر بأهل الغدر وفاء عند الله".
فكيف نجمع بين هاتين الروايتين الشريفتين؟ وإذا كان الغدر جائزا بأهل الغدر فلماذا لم يستعمل الأمير عليه السلام هذا الأسلوب مع معاوية لعنه الله وهو من أهل الغدر؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ؛
غدر معاوية لعنه الله كان يمتد إلى الأبرياء من غير ذوي الاحتراب معه، كما كان يفعل في غاراته على أهالي القرى في العراق والحجاز واليمن ومصر لإخضاعهم لسلطانه أو ابتزازهم لترك طاعة أمير المؤمنين عليه السلام، فهذا هو الغدر الذي يتنزه عنه وإلا فقد كان بإمكانه عليه السلام مثلا أن يأمر بالإغارة غدرا على قرى الشام حتى يضيق الخناق على ابن آكلة الأكباد، إلا أنه لم يفعل.
وأما الغدر بمعاوية وخاصته من ذوي الاحتراب فليس بممنوع لأنه في الحقيقة لا يكون إلا جزاء من جنس العمل إذ كان معاوية البادئ بالظلم، غير أن هذا لم يحصل بسبب موانع أخرى كانشغال أمير المؤمنين عليه السلام بالفتن الداخلية والعصيان المتزايد أو لحكم أخرى كترك باب الابتلاء للأمة مفتوحا.
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
14 ربيع الآخر 1438 هجرية