قرأت في بعض الكتب ان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم منع ضمنيا عثمان من دخول قبر ام كلثوم عليها السلام لكن تفسير الامر من جانب علماء السنة لم يكن مقنعا لذا ارجو من الشيخ ان يفيدنا في هذا الامر خاصة اذا كان هناك معلومات في مصادر اهل البيت
وصلى الله على محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما يرويه المخالفون غير صحيح حتى يثبت العكس، وقد عرفنا من سلسلة أهل السنة أم أهل الخدعة كمية التزوير والتدليس والبتر وما أشبه الذي قام به أصحاب الصحاح كالبخاري ومسلم وغيرهم في أحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والآثار التي خرّجوها في صحاحهم وكتبهم الروائية. وهذا الحديث من تلك. فإنهم وإن خرّجوا هذا الحديث إلا أنهم لم يخرّجوه كاملاً وقاموا ببتره كما سيتبين لكم من الرواية التي رواها العلامة المجلسي عليه الرحمة والرضوان في موسوعة البحار.
ما رواه المخالفون في صحاحهم:
روى البخاري الحديث برقم 1285: عن أنس بن مالك، قال: "شهدنا بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، قال: فرأيت عينيه تدمعان، قال: فقال: (هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟) ، فقال أبو طلحة: أنا، قال: (فانزل) قال: فنزل في قبرها".
ورواه أحمد برقم 13398: "(لا يدخل القبر رجل قارف أهله) فلم يدخل عثمان بن عفان القبر".
والقارئ لهذين الحديثين لا يجد أي مثلبة على عثمان بن عفان أو أي غضاضة كما يزعمون، ولكن سيتبين لكم الآن من الرواية التي رواها المجلسي ما فعله عثمان بن عفان لعنه الله في ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله، وما قام به الرسول صلى الله عليه وآله من تهديد عثمان لعنه الله بفضحه وذكر اسمه على رؤوس الأشهاد إنْ لم ينصرف عن تشييع الجنازة.
الرواية طويلة نضع لكم محل الشاهد:
"فضرب عثمان بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: أنت أخبرت أباك بمكانه (أي بمكان المغيرة بن العاص أبي العاص)، فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تشكو ما لقيت، فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وآله اقني حياءك فما أقبح بالمرأة ذات حسب ودين في كل يوم تشكو زوجها، فارسلت إليه مرات كل ذلك يقول لها ذلك، فلما كان في الرابعة دعا عليا عليه السلام وقال: خذ سيفك واشتمل عليه، ثم ائت بنت ابن عمك فخذ بيدها، فإن حال بينك وبينها فاحطمه بالسيف، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله كالواله من منزله إلى دار عثمان، فأخرج علي عليه السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نظرت إليه رفعت صوتها بالبكاء، واستعبر رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى ثم أدخلها منزله وكشفت عن ظهرها، فلما أن رأى ما بظهرها قال ثلاث مرات: ماله؟ قتلك قتله الله، وكان ذلك يوم الأحد وبات عثمان متلحفا بجاريتها، فمكث الإثنين والثلاثاء وماتت في اليوم الرابع، فلما حضر أن يخرج بها أمر رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام فخرجت ونساء المؤمنين معها، وخرج عثمان يشيع جنازتها، فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه آوله قال: من أطاف البارحة بأهله أو بفتاته فلا يتبعن جنازتها، قال ذلك ثلاثا، فلم ينصرف فلما كان في الرابعة: قال: لينصرفن أو لأسمين باسمه، فأقبل عثمان متوكيا على مولى له ممسكا ببطنه فقال: يا رسول الله إني أشتكي بطني، فإن رأيت أن تأذن لي أن أنصرف، قال: انصرف! وخرجت فاطمة عليها السلام ونساء المؤمنين والمهاجرين فصلين على الجنازة. (بحار الأنوار م22).
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
8 شهر رمضان 1438 هجرية