هل الله يغفر للضالم. ارجو ان تحجبو السؤال والرد لاني بنت واسال الله لكم التوفيق وان يحفضكم من الاعداء بحق محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبارك لكم ذكرى ميلاد الإمام التاسع محمد الجواد عليه السلام، وكل عام وأنتم بخير.
وردت روايات شريفة عن الأئمة صلوات الله عليهم أن الله سبحانه وتعالى لا يغفر مظالم العباد بعضهم لبعض، منها ما ورد في المحاسن عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام:
"إن أمير المؤمنين عليه السلام صعد المنبر فحمد الله فأثنى عليه ثمّ قال: يا أيها الناس !.. إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك، فقال له حبة العرني: يا أمير المؤمنين! قلت: الذنوب ثلاثة ثم أمسكت، فقال له: ما ذكرتها إلا وأنا أريد أن أفسرها، ولكنه عرض لي بُهرٌ حال بيني وبين الكلام، نعم الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، قيل: يا أمير المؤمنين! فبينّها لنا.
قال: نعم: أمّا الذنب المغفور: فعبد عاقبه الله تعالى على ذنبه في الدنيا، فالله أحكم وأكرم أن يعاقب عبده مرتين. وأما الذنب الذي لا يغفر: فظلم العباد بعضهم لبعض، إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسماً على نفسه فقال: وعزتي وجلالي! لا يجوزني ظلم ظالم ولو كفّ بكف، ولو مسحة بكف، ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجمّاء، فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض، حتى لا يبقى لأحد عند أحد مظلمة، ثم يبعثهم الله إلى الحساب. وأما الذنب الثالث: فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة، فأصبح خاشعاً من ذنبه راجياً لربه، فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة، ونخاف عليه العقاب".
وفي روايات أخرى ذكرت أن مظالم العباد بعضهم لبعض لا تترك، أي أن الله سبحانه وتعالى يقتص للعباد بعضهم من بعض:
"قال علي عليه السلام: إذا رأيتم خيراً فأعينوا عليه، وإذا رأيتم شراً فاذهبوا عنه، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: يا بن آدم! اعمل الخير ودع الشر فإذا أنت جواد قاصد. ألا وإن الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب: فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، قال الله سبحانه: {إن الله لا يغفر أن يشرك به}. وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات. وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص هناك شديد، ليس هو جرحاً بالمُدَى، ولا ضرباً بالسياط، ولكنه ما يستصغر ذلك معه". (نهج البلاغة)
وجاء في الكافي الشريف أن الله سبحانه وتعالى ينادي يوم القيامة "أنا الله لا إله إلّا أنا الحكم العدل الذي لا يجور، اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي، لا يظلم اليوم عندي أحد، اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقّه ولصاحب المظلمة بالقصاص من الحسنات والسيّئات وأثيب على الهبات ولا يجوز هذه العقبة عندي ظالم ولا أحد عنده مظلمة إلّا مظلمة يهبها صاحبها وأثيبه عليها، وآخذ له بها عند الحساب فتلازموا أيّها الخلائق واطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدّنيا وأنا شاهد لكم بها عليهم وكفى بي شهيداً..".
وفقكم الله لمراضيه
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
11 رجب الأصب 1439 هجرية