يحتج المخالف بأن عيد الغدير عيد منحول ودخيل علي اعياد المسلمون
فلو كان كما قلتم ايها الشيعة انه عيد عظيم القدر لاحتفل به رسول الله صل الله عليه وآله او امر بالاحتفال به
هل احتفل امير المؤمنين عليه السلام بذلك العيد ؟
وما الرد علي شبهة ان اول من احتفل بذلك العيد هم البويهيون ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وردت عندنا روايات مستفيضة عن أهل البيت عليهم السلام في شأن فضل يوم الغدير وأنه عيدٌ من أعياد المسلمين، وأنه يوم فرح وسرور، بل وأنه عيد الله الأكبر. منها على سبيل المثال:
عن عبد الله بن الفضل، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي، يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأتم على أمتي فيه النعمة، ورضي لهم الإسلام دينا. (الأمالي للصدوق)
وعن الحسن بن راشد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما، قال قلت له وأي يوم هو؟ قال يوم نصب أمير المؤمنين عليه السلام علما على الناس، قلت جعلت فداك وأي يوم هو؟ قال إن الأيام تدور وهو يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، قال قلت جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال تصومه يا حسن وتكثر الصلاة فيه على محمد وأهل بيته وتتبرء إلى الله ممن ظلمهم وجحد حقهم فإن الأنبياء عليهم السلام كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا، قال قلت ما لمن صامه منا؟ قال صيام ستين شهرا.. (ثواب الأعمال للصدوق)
وعن أبي الحسن الليثي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوما شيد الله به الإسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا؟ فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو يا سيدنا؟ قال: لا، قالوا: أفيوم الأضحى هو؟ قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان ويوم منار الدين أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم أمر الله عز وجل جبرئيل عليه السلام أن يهبط على النبي صلى الله عليه وآله وقت قيام الظهر من ذلك اليوم وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين عليه السلام وأن ينصبه علما للناس بعده، وأن يستخلفه في أمته، فهبط إليه وقال له: حبيبي محمد إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي صلى الله عليه ليكون علما لأمتك بعدك، يرجعون إليه، و يكون لهم كأنت، فقال النبي صلى الله عليه وآله: حبيبي جبرئيل إني أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه وأن يبدوا ما يضمرون فيه، فعرج وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له:
"يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس" فقام رسول الله صلى الله عليه وآله ذعرا مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء وقدماه تشويان، وأمر بأن ينظف الموضع ويقم ما تحت الدوح من الشوك، و غيره، ففعل ذلك، ثم نادى بالصلاة جامعة، فاجتمع المسلمون وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار، ثم قام خطيبا وذكر بعده الولاية، فألزمها للناس جميعا فأعلمهم أمر الله بذلك فقال قوم ما قالوا وتناجوا بما أسروا…. ألخ (كتاب الإقبال لابن طاووس)
وعن عمارة بن جوين العبدي أيضا، قال: دخلت على أبي عبد الله في اليوم الثامن من ذي الحجة: فوجدته صائما، فقال: ان هذا اليوم يوم عظم الله حرمته على المؤمنين إذ أكمل الله لهم فيه الدين، وتمم عليهم النعمة، وجدد لهم ما اخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأول إذ أنساهم الله ذلك الموقف، ووفقهم للقبول منه، ولم يجعلهم من أهل الانكار الذين جحدوا، فقلت له: جعلت فداك، فما ثواب صيام هذا اليوم؟ فقال: إنه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكر لله عز وجل، فإن صومه يعدل ستين شهرا من الأشهر الحرم، ومن صلى فيه ركعتين أي وقت شاء، وأفضل ذلك قرب الزوال، وهي الساعة التي أقيم فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم علما للناس وذلك انهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت فمن صلى ركعتين ثم سجد وشكر الله عز وجل مائة مرة ودعا بهذا الدعاء بعد رفع رأسه من السجود. (نفس المصدر السابق)
وعن صفوان بن يحيى سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: الثامن عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر، ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند الله منه، وهو الذي أكمل الله فيه دينه لخلقه، وأتم عليهم نعمه، ورضي لهم الإسلام دينا، وما بعث الله نبيا إلا أقام وصيه في مثل هذا اليوم، ونصبه علما لأمته، فليذكر الله شيعتنا على ما من عليهم بمعرفته هذا اليوم دون سائر الناس. قال: فقلت: يا بن رسول الله، فما نصنع فيه؟ فقال: تصومه؛ فإن صيامه يعدل ستين شهرا، وتحسن فيه إلى نفسك وعيالك وما ملكت يمينك بما قدرت عليه.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
20 شهر ذو الحجة 1439 هجرية