جاء في رواية ابن عباس ( إن إبراهيم أُمّه أمةٌ ومتى مات لم يحزن عليه غيري ) فهل الأمَة لا تبكي على أولادها؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال ابن عباس: " كنتُ عند النبي(صلى الله عليه وآله) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي(عليهما السلام)، وهو تارةً يقبّل هذا، وتارةً يقبّل هذا، إذ هبط جبرائيل بوحي من ربّ العالمين، فلمّا سُرِّي عنه قال‏(صلى الله عليه وآله): أتاني جبرائيل من ربّي فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرأُ عليك السلام ويقول: لستُ أجمعهما فافْدِ أحدهما بصاحبه. فنظر النبي(صلى الله عليه وآله) إلى إبراهيم فبكى، وقال: إنّ إبراهيم أُمّه أمةٌ ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأُمّ الحسين فاطمةٌ، وأبوه علي ابن عمّي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمّي وحزنتُ أنا عليه، وأنا أُوثر حزني على حزنهما، يا جبرئيل، يقبض إبراهيم فديته بالحسين. قال: فقُبض بعد ثلاث ."

في هذه الرواية هناك إشكال وهو قوله صلى الله عليه واله: إنّ إبراهيم أُمّه أمةٌ ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، فهل الأمة لا تبكي على أولادها ؟ مع العلم أن كثير من الأئمة عليهم السلام أمهاتهم أم ولد ؟ فما هو الرد على هذا الإشكال ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.

بمراجعة الشيخ،

ليس المراد نفي حزن السيدة مارية (سلام الله عليها) على ولدها حين يموت فهذا أمر فطري، إنما المراد نفي حزن غيره (صلى الله عليه وآله) من أهل الكساء باعتبار أن إبراهيم (عليه السلام) ليس ولدا لهم وإنما هو ولد لأمة. هذا هو المراد وهو مع ذلك مردود لا نسلم بصدق صدوره عن النبي (صلى الله عليه وآله) إذ الراوي ابن عباس وهو متهم عندنا، وكذلك من روى عنه كسفيان الثوري، فالرواية إنما هي من طرق العدو أصلا. نعم لا يمنع ذلك من قبول مضمونها - بعد تقويته بشواهد أخرى - وليس قبول كل ما جاء فيها.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

8 محرم الحرام 1439 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp