شيخنا الجليل
ظهرت بعض الاصوات من المعممين المشككين في ثورة وخروج الامام الحسين عليه الصلاة والسلام، وفي عدد اصحابه،ووصفهم ذالك باكبر نكته في التاريخ!! مبررين ذالك بشماعة المنطق وتحريف التاريخ الاسلامي
اسئلتي:
هل كان الامام روحي له الفداء يملك جيشاً تعداده بالالف ام ان عدد اصحابه 72 فقط؟
وان كان الامام يملك جيشاً هل هدا الشي ينقص من ثورة ورسالة سيد الشهداء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.
أمثال هذه الأصوات لا تستحق أن يُلتفت إليها فضلا عن تكبد عناء الرد عليها كونها تنطق عن هوى وعقل قاصر يتصور أن حادثة كربلاء ويوم عاشوراء هي كسائر الحوادث والأيام!
نعم عندما خرج من مكة المكرمة كان العدد الذي معه صلوات الله عليه أضعاف من كان معه في كربلاء لأنهم تفرقوا عنه في الطريق وهذا ما أطبقت عليه المصادر التاريخية.
أما عدد أصحابه فاختلفت الأقوال في التاريخ بشأنهم وأشهر الأقوال أنهم كانوا 72 (صلوات الله عليهم أجمعين) وهو ما ذكره شيخنا المفيد (عليه الرحمة والرضوان) في الإرشاد من أنهم كانوا: اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً وفي بعض المصادر التاريخية يصل العدد الى المئة.
وعلى فرض أن الإمام عليه السلام كان يملك جيشاً ضخماً لا يعد انتقاصاً منه أو من ثورته بل الخلق كانوا واقعا مكلفون بنصرته والذب عنه والكون تحت لوائه إلا أن في ذلك مصادمة للحقائق التأريخية المسلمة وتصوير للواقعة على أنها كسائر الوقائع التي وقعت مجرد حدوث صدام مسلح بين الطرفين وآلت الأمور إلى انكسار جيش الحسين عليه السلام ومقتله ومقتل أصحابه!
إن هؤلاء الجهلة ما فهموا القضية الحسينية أصلا، ويتصوروا أن سبب مقتل الإمام الحسين وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام بسبب قلة عددهم في قبال عدد جيش يزيد لعنه الله! هذا تصور خاطئ، فالمسألة لا تتعلق بالقلة أو الكثرة أبدا.
فحتى لو قاتل أهل الأرض بأجمعهم مع الإمام الحسين عليه السلام فإن مصيرهم القتل كما جاء في إحدى الروايات الشريفة.
ففي نوادر علي بن أسباط عن الحسن بن زياد العطار قال سألت أبا عبد الله عن قول الله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ) قالت نزلت في الحسن بن علي أمره الله بالكف، قال قلت فلما كتب عليهم القتال؟ قال نزلت في الحسين بن علي عليهما السلام كتب الله عليه وعلى أهل الأرض أن يقاتلوا معه قال علي بن أسباط: وقد رواه بعض أصحابنا عن أبي جعفر قال لو قاتل معه أهل الأرض لقتل كلهم!
وقد جاء في الوصية المختومة التي أنزلها جبرائيل عليه السلام على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وهي وصية لكل إمام، فلما جاء زمان إمامة أبي عبد الله الحسين عليه السلام فتح الوصية فوجد فيها: “أن قاتل فاقتِل وتُقتل واخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلا معك”. (الكافي الشريف ج1 ص280)
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
28 محرم الحرام 1441 هجرية