بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ليس ما تفضلتم به هو المقياس الذي تقاس به شجاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما أكثر المجرمين الذين أوقعوا المجازر وقتلوا آلاف البشر وهم في الواقع أجبن الخلق! كما أن العكس ليس بصحيح أيضا.

فشجاعة نبينا الأقدس (صلى الله عليه وآله) وشدة بأسه في الحروب نأخذها عن أهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) وحتى على فرض لم يصلنا خبر واحد في اسم شخص واحد قتله رسول الله (صلى الله عليه وآله) فليس لأحد أن ينكر شجاعته!

من شجاعته (صلى الله عليه وآله) ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: {كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وآله فلم يكن منا أقرب إلى العدو منه} (نهج البلاغة ج٤ ص٦١)

وأيضا عنه (عليه السلام): {لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وآله وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا} (بحار الأنوار ج١٦ ص٢٣٢)
ومما يستجلى منه الدور العظيم الذي كان يخوضه النبي الأقدس (صلى الله عليه وآله) في تلك الحروب هو ما جاء في الخطبة الفدكية الشريفة لسيدة النساء فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) حيث نسبت كل تلك الأمور له (صلى الله عليه وآله) مباشرة بقولها: {اعلموا أنّي فاطمة وأبي محمد (صلى الله عليه وآله)، أقول عوداً وبدواً، ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، فإن تُعزوه وتعرفوه، تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمّي دون رجالكم، ولنعم المعزى إليه (صلى الله عليه وآله)، فبلّغ الرسالة صادعاً بالنذارة، مائلاً عن مدرجة المشركين، ضارباً ثَبَجهم، آخذاً بأكظامهم، داعياً إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسر الأصنام، وينكث الهام، حتى انهزم الجمع وولّوا الدبر}.

ومع ذلك فإنه قد روي عندنا أنه صلى الله عليه وآله قد قتل أُبي بن خلف ومسجع بن عوف، كما جاء في كتاب سليم بن قيس عن أمير المؤمنين علي عليه السلام حيث قال “وقد علموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قاتل بنفسه فقتل أبي بن خلف وقتل مسجع بن عوف. وكان من أشجع الناس وأشدهم لقاء وأحقهم بذلك”.

وقد روي كذلك من طرق أهل الخلاف أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام بقتل أبي بن خلف بطعنه بالحربة.

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى

2 جمادى الأولى 1442 هجرية

شارك الإجابة على