بسم الله الرحمان الرحيم
سماحة الشيح الفاضل ياسر الحبيب حفظكم الباري عز وجل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل كشف التاريخ عن القاتل المباشر للخليفة عثمان بن عفان؟
ودمتم بخير والسلام عليكم
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى وفاة سيدتنا الصديقة أم المؤمنين خديجة الكبرى صلوات الله وسلامه عليها.
أما من مهّد القتل فهم عامة المسلمين، وأما الذين تسوّروا بيته وباشروا قتله فقد دوّن التأريخ أسماءهم وفيهم من كان من كبار الصلحاء والعبّاد كما فيهم من يسمّيهم القوم بالصحابة، وهم محمد بن أبي بكر (رضوان الله تعالى عليه) وعمرو بن الحمق الخزاعي (رضوان الله تعالى عليه) وكنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران ورومان اليمامي وعمير بن ضابئ وعبد الرحمن بن عُديس البلوي.
وأجمال الحادثة في مصادر المخالفين أن محمد بن أبي بكر تسوّر على دار عثمان من دار عمرو بن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران وعمرو بن الحمق، فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة، فتقدمهم محمد بن أبي بكر فأخذ بلحية عثمان فقال: ”قد أخزاك الله يا نعثل“! فقال عثمان: ”لست بنعثل ولكن عبد الله وأمير المؤمنين“! فقال محمد: ”ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان“؟ فقال عثمان: ”يابن أخي دع عنك لحيتي فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه“، فقال محمد: ”ما أريد بك أشد من قبضي على لحيتك“! ثم طعن جبينه بمشقص في يده، وضرب كنانة بن بشر جبينه ومقدم رأسه بعمود حديد فخر لجنبه، وضربه سودان بن حمران المرادي بعدما خر لجنبه فقتله، وأما عمرو بن الحمق فوثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات. وقال: ”أما ثلاث منهن فإني طعنتهن لله، وأما ست فإني طعنت إياهن لما كان في صدري عليه“. (راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص73 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج39 ص409 وتاريخ الطبري ج3 ص423 وغيرها كثير).
هذا ولا خلاف في جلالة شأن محمد بن أبي بكر وعمرو بن الحمق الخزاعي رضوان الله تعالى عليهما، فهما من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام، والمخالفون يقرون بهذا. كما يقرّون بأن عبد الرحمن بن عديس هو من ”الصحابة“ أيضا بل من كبارهم إذ هو من أصحاب بيعة الرضوان. ولهذا فإن المخالفين واقعون في حيرة من أمرهم تجاه هذه المسألة وهم يستذبحون لإيجاد حل لها لأنها تنقض نظريتهم في عدالة الصحابة جملة وتفصيلا وتجعلهم في مأزق لا مفرّ منه إلا بترك دينهم الباطل واعتناق الإسلام الحق القائم على الوعي.
شرح الله صدركم للإسلام والإيمان وتقبل أعمالكم في هذا الشهر الفضيل. والسلام.
ليلة العاشر من شهر رمضان لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.