السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
من اين عرفنا أن السفراء الاربعه صادقين
وليسوا كذبه على الامام المهدي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عرفنا ذلك من توثيق الأئمة (عليهم السلام) لهم وأمر شيعتهم بتصديقهم بكل ما يقولونه وينقلونه عن ناحيتهم المقدسة (جعلنا الله فداهم)، ومن ذلك ما ورد في السفير الأول (رضي الله عنه) فقد روى شيخ الطائفة الطوسي عن الثقة الجليل أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمد (صلوات الله عليه) في يوم من الأيام فقلت: يا سيدي أنا أغيب وأشهد ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت، فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي (صلوات الله عليه): هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه. فلما مضى أبو الحسن (عليه السلام) وصلت إلى أبي محمد ابنه الحسن العسكري (عليه السلام) ذات يوم فقلت له (عليه السلام) مثل قولي لأبيه، فقال لي: هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات، فما قاله لكم فعني يقوله، وما أدى إليكم فعني يؤديه (الغيبة ص٣٧٥)
وأيضا ما ورد في السفيرين الأول والثاني (رضي الله عنهما) ما رواه شيخ الطائفة الطوسي عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان قالا: دخلنا على أبي محمد الحسن (عليه السلام) بسر من رأى وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته، حتى دخل عليه بدر خادمه فقال: يا مولاي بالباب قوم شعثٌ غبر، فقال لهم: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن في حديث طويل يسوقانه إلى أن ينتهي إلى أن قال الحسن (عليه السلام) لبدر: فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري فما لبثنا إلا يسيرا حتى دخل عثمان، فقال له سيدنا أبو محمد (عليه السلام): امض يا عثمان، فإنك الوكيل والثقة المأمون على مال الله، واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال. ثم ساق الحديث إلى أن قالا: ثم قلنا بأجمعنا: يا سيدنا! والله إن عثمان لمن خيار شيعتك، ولقد زدتنا علما بموضعه من خدمتك، وأنه وكيلك وثقتك على مال الله تعالى، قال: نعم واشهدوا على أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم (الغيبة ص٣٧٦)
وكذا ما ورد في السفيرين الأول والثاني ما رواه ثقة الإسلام الكليني عن أبي محمد (عليه السلام) أنه قال: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان (الكافي الشريف ج١ ص٣٣٠)
فبعد توثيق الأئمة الماضين (عليهم السلام) لهذين السفيرين وأمرهم الشيعة بطاعتهم حال حياتهم حتى قبل حدوث الغيبة الصغرى دل على أنهما ثقتان مأمونان لا يكذبان على الأئمة (عليهم السلام) فما جائنا عنهم عن صاحب الأمر (صلوات الله عليه) نقبله بلا تردد لوقوع النص عليهما من العسكريين (عليهما السلام).
هذا في حال السفيرين الأول والثاني، أما الثالث وهو الحسين بن روح النوبختي (رضي الله عنه) فجاء النص عليه عن طريق السفير الثاني الذي أمرنا أهل البيت (عليهم السلام) بطاعته وتصديقه في الروايات سالفة الذكر فلابد أن يكون ما يحمله وينقله عن صاحب الزمان (عليه السلام) حقا وصدقا فبذلك ثبتت سفارته ونيابته الخاصة، وكذا حال السفير الرابع علي بن محمد السمري (رضي الله عنه) فقد جاء النص عليه من الإمام (عليه السلام) عن طريق السفير الثالث الذي ثبتت سفارته ونيابته الخاصة بما قدمنا.
فضلا عن إجماع الطائفة على وثاقة هؤلاء السفراء وجلالتهم حيث لم يختلف اثنان في شأنهم. فلا ينازع ذو مسكة بعد ذلك في صدق هؤلاء السفراء وصحة ما يخرج على أيديهم من الناحية المقدسة.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
16 شوال 1442 هجرية