السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال محمد رضا السيستاني في كتابه بحوث في شرح مناسك الحج الجزء الأول ص ٨٠
"وعليه فلم يثبت ان الاعتقاد بالولاية أعظم من الاعتقاد ببقية الفرائض،...الى اخر الكلام الجاهل
فنتمنى الرد منكم على مثل هذا الهُراء والانتقاص من الامام والولاية له علما ان معرفة الله هي معرفة العبد امام زمانه وفي القبر الولاية هي المتممة لما ينقص من الفرائض الأخرى والولاية هي الصك المطلوب للدخول الى الجنة وكل الأعمال دونها باطلة فأي انتقاص وجهل بمقام الولاية،علما بأن هذا الشخص عليه علامات عديدة خاصة من الشعب العراقي ونتمنى من الشيخ ياسر الحبيب مثل ما تعوّدنا عليه ان يضع النقاط على الحروف تجاه أي من كان
٢-قد انتقد مرة الشيخُ الخمينيَّ في نصيحته لشخص نسيت اسمه انْ يقرأ كتاب لشخص ناصبي،ولكن هذه النقطة قد قام بها المجدد الراحل محمد الشيرازي في نصيحة للآخرين بقراءة كتاب لسيد قطب لعنه الله وقال في نصيحته بغض النظر الى صاحب الكتاب! ولكن هذا أيضا خطأ ولا يصح النصيحة بمثل هذا فمن الممكن لشخص غير متفقه ومتثقف جيدا بكلام اهل البيت ان يسمع للمجدد ويقرأ ويتأثر بفكر الناصبي ويحب ان يقرأ كتب اخرى له وينحرف لا سمح الله...!
والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ج1: يبدو أن هناك التباسا في فهم المراد من كلام السيد محمد رضا السيستاني حيث إنه في نفس الصفحة من الكتاب المذكور يؤكد أعظمية الولاية بقوله: «لأن الثابت أن الاعتقاد بالولاية أعظم من أداء الصلاة والصيام والزكاة والحج» وبذلك تكون العبارة الأخرى التي نقلتموها نافية لثبوت أعظمية الولاية على غيرها من الفرائض من جهة ما يترتب على عدم الاعتقاد بها من أحكام في دار الدنيا فقط، حيث إن منكر الولاية في الدنيا محكوم بالإسلام في المشهور بخلاف منكر الصلاة على سبيل المثال فإنه محكوم بالكفر لقيام الأدلة على ذلك، وهذا يختلف عن كون الولاية أعظم من الصلاة وغيرها من جهة ما يترتب عليها في الآخرة كما هو ثابت وقطعي لا خلاف فيه. وبمراجعة الشيخ أكد أن هذا هو المراد وقال: «مَن ليست له خبرة بلغة الفقهاء والبحث الفقهي يخطئ في الفهم هكذا. إنه من ضيق العطن».
ج2: هناك فرق حيث إن الخميني عندما نصح غورباتشوف بقراءة كتب ابن عربي وصفه بقوله: «الشيخ الكبير» وكان هذا في سياق دعوته للتعرف على العقيدة عبر مطالعة «مباحث هذا العظيم»! مع أن ابن عربي محكوم بالكفر لاعتقاده بوحدة الوجود والموجود وهو أيضا ناصبي منحرف، وهو ما يعني أن الخميني يغري غورباتشوف بأنه يزكي ابن عربي من باب الاعتقادات ويعتبرها هي الإسلام الحقيقي.
أما المجدد الشيرازي الثاني (قدس سره) فهو عندما نصح البعض بقراءة كتاب (مشاهد القيامة) لسيد قطب فلا يمكن لأحد أن يعتبر ذلك تزكية له أو لعقيدته وذلك لثلاثة أسباب:
1- لقد أكد (قدس سره) في نفس الكلام رفضه للمؤلف أو تحفظه عليه بقوله: «لا علينا بمؤلف الكتاب لأن عليا عليه الصلاة والسلام قال: انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال». وهذا معناه أنه لا يزكي المؤلف نفسه بشيء وإنما فقط يرجع إلى كلامه في جانب التصوير الفني والأدبي لما جمعه من القرآن من مشاهد القيامة.
2- لقد أكد (قدس سره) على انحراف سيد قطب في مؤلفاته الأخرى بأشد العبارات في أكثر من مناسبة وكتاب حيث وصفه بأنه: لم يهتد بنور الإيمان وملأ قلبه بالحقد والغل للرسول وآله وذويه عليهم السلام، وأنه ذو لفائف من الكلام المزيف، وأنه صاحب التقليد الأعمى عن الأمويين أعداء الله والرسول، وأنه «أتى بكل ما لفقته الأموية النكراء، ولكن في لفائف حريرية وقفازات براقة، فيظن الغير أنه بريء عن العصبية الجاهلية، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. (راجع تفسير تقريب القرآن للمجدد الشيرازي الثاني ج4 ص163).
3- أن من الواضح أنه إذا تم الإرجاع إلى كتاب فني أو أدبي فهذا يختلف تمام الاختلاف عن الإرجاع إلى كتاب عقائدي، وشتان بين من يرجع إلى كتاب شخص منحرف في الفنيات والأدبيات مع التأكيد على رفض المؤلف أو التحفظ عليه كما فعل الشيرازي وبين من يرجع إلى كتب شخص منحرف في الاعتقادات مع التزكية والمديح والإطراء للمؤلف كما فعل الخميني.
ومع هذه الأمور والتحذيرات لا يمكن لشخص حتى لو كان غير متفقه أن يغتر بسيد قطب أو ما تتضمنه مؤلفاته الأخرى.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
8 ذو القعدة 1442 هجرية