بينما كنت اتنقل في مواقع الاعداء اذ رايت احدهم ينقل هذا الاثر من كتبنا
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبيدالله بن علي الحلبي ، أنه سأل أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن الحائض ما يحل لزوجها منها ؟ قال : تتّزر بإزار إلى الركبتين وتخرج سرتها ، ثم له ما فوق الإزار ، قال : وذكر عن أبيه ( عليه السلام ) أن ميمونة كانت تقول : إن النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) كان يأمرني إذا كنت حائضا أن أتزر بثوب ثم اضطجع معه في الفراش.
ويقول ان هذا هو الرد المفحم ونحو ذلك
وأن العمدة في فقه الأمور الجنسية هو ما ورد عن ازواج النبي [صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ] عند الشيعة وغيرهم
١. ما هو الجواب والحال ان الرواية مشهورة واستدل بها العلماء ومنهم السيد الخوئي قده اذا لم اشتبه؟
٢. كيف الجمع بين هذه الرواية والروايات الناهية عن التحديث بين الامور الجنسية بين الزوجين؟ والذي هو محل الاشكال على عائشة..!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن محل الإشكال على ما تفوهت به الحميراء (لعنها الله) ليس مجرد التحدث بهذا المقدار الذي ذكرت الرواية تحدث السيدة ميمونة (رضي الله عنها) به، وإنما التوسع فيه والإكثار منه في محضر الرجال الأجانب والشباب المراهق مع إطلاق ألفاظ وإيحاءات جنسية قبيحة.
يقول الشيخ الحبيب في كتابه الفاحشة: «روى الثعلبي والقرطبي عن المسيب بن شريك في قوله تعالى: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا) أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: هُنَّ عجائز الدنيا، أنشأهنَّ الله عز وجل خلقاً جديداً، كلما أتاهُنَّ أزواجهنَّ وجدوهنَّ أبكاراً. فلمّا سمعت عائشة قالت: واوجعاه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس هناك وجع».
أقول: سواءً دار هذا الكلام بينها وبين النبي صلى الله عليه وآله في محضر الرجال أم لا؛ فإنها نقلته إليهم حتى وصل إلى المسيب بن شريك، فأوقفت هؤلاء الرجال على قولها: (واوجعاه)! وهو من التهتّك والتفحّش بمكان، فإنها تصف وجع فض البكارة حين يولج الرجل إحليله في قُبُل المرأة الباكر، وهذا إيحاء قبيح فاضح، لا تتلفظ به امرأة ذات حياء أمام الناس، وكان يكفيها لو اضطرت أن تنقل قول النبي صلى الله عليه وآله في نفي الوجع دون أن تنقل قولها الذي يدغدغ غرائز الرجال! على أن سياق الرواية مُشعر بأن قولها الشنيع هذا كان في محضر النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه، وهذا إن كان فهو أفحش وأقبح!
وروى ابن سعد والطحاوي عن عبد الرحمن بن الأسود قال: كنتُ أدخل على عائشة بغير إذن، حتى إذا كان عام احتلمتُ؛ سلَّمتُ واستأذنتُ، فعرفتْ صوتي، فقالت: هِيْ يا عُدَيَّ نفسه! فعلتَها؟! قلتُ: نعم يا أمّتاه! قالت: ادخُلْ أي بُني! قال: فأقبلت عليَّ فسألتني عن أبي وأصحابه، فأخبرتها، ثم سألتها عمّا أرسلوني به إليها.
وروى ابن عساكر والذهبي عن عبد الرحمن بن الأسود أيضاً قال: كان أبي يبعثني إلى عائشة أسألها، فلمّا كان عام احتلمتُ أتيتُها فناديتُ من وراء الحجاب، فقلتُ: يا أم المؤمنين؛ ما يوجب الغسل؟ فقالت: أَ فعلتها يا لُكَع! إذا التقت المواسي!
أقول: يُعلم من الروايتيْن مدى وقاحة عائشة وميوعها، وكيف أنها امرأة تنتشي بإحراج المراهقين والشباب الذين احتلموا للتو، فهذا الشاب أتاها مرةً وقد استشعرت من صوته أنه احتلم أو أنها حدست ذلك، فلم تستحِ من أن تُخجله بالأمر بقولها له: (هِيْ يا عُدَيَّ نفسه! فعلتَها)؟! أي هل أمنيتَ؟! فيضطر هذا الشاب إلى أن يعترف بقوله لها: (نعم يا أمّتاه)! ثم هي لا تجد حرجاً أن تدخله عندها وتتبادل معه الحديث عن أبيه وأصحابه مع أنه قد أصبح بالغاً شرعاً ويحرم على المرأة إذ ذاك الخلوة به بل بالصبي المراهق الذي قارب البلوغ أيضاً!
وفي مرة أخرى يأتيها هذا الشاب ثانيةً فيسألها عمّا يوجب الغسل، فتقول له بلا حياء: (أَ فعلتها يا لُكَع)! أي هل نكحتَ يا صبي؟! ثم تجيبه عن مسألته بقولها: (إذا التقت المواسي) أي إذا التقى موضع ختان الذكر بموضع ختان الأنثى، والمراد حصول الإيلاج الذي يوجب الغسل!
فتأمل كيف تنزع الحميراء عن نفسها حجاب الحياء وتُظهر الميوعة، إذ كان بوسعها إنْ سُئلت أن تقتصر على الجواب، غير أنها كانت تتعمّد إطلاق مثل هذه التعابير الحرجة الحساسة، بل تبادر الشاب في مقتبل بلوغه قائلةً: (فعلتها؟! أَ فعلتها يا لُكَع)؟!
وهذه صفة مَن لم تتأدب بالحياء والعفة، فإن المرأة التي لا تستحي من الكلام الكثير المباح مع الرجال تكون ساقطةً في ميزان الشرع والعرف إذ يُقال عنها أنها بلتعة، فكيف بالتي لا تستحي من الكلام عن الاحتلام والإمناء والتقاء المواسي! وما هو الداعي لأن تركّز عائشة كلامها على هذه المفاصل الجنسية الحرجة؟! إلا أن تشعر بنشوة من وراء ذلك تشبع نفسيتها القذرة المريضة! وإلا أن تكون عينها على هذا الشاب المقدود العطنطط ليشفي غليل شبقها!
وأين هي عائشة في كلامها البذيء المائع هذا من قوله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا)؟ فإذا كان مجرّد الخضوع بالقول أي ترقيق الكلام محرّماً عليهنّ، فكيف بإطلاق التعابير والآهات والإيحاءات الجنسية كقولها: واوجعاه؟! وقولها: فعلتها؟! أَ فعلتها يا لُكَع؟! إذا التقت المواسي؟!
وتُرى.. حين يسمع الرجال (الذين في قلوبهم مرض) منها هذا الكلام المعبّر عن نفسها المسكونة بما يجري على الفراش واستعدادها؛ ألا يطمعون؟! ألا يشتهون»؟! (الفاحشة الوجه الآخر لعائشة ص822- ص825).
ولا مقارنة بين الرواية التي سألتم عنها وبين روايات عائشة لعدة أسباب:
1- إن ما جاء عن السيدة ميمونة (رضي الله عنها) في هذا الخصوص قليل نادر، بينما ما جاء عن عائشة (لعنة الله عليها) كثير جدا حيث كانت تتعمد الإكثار منه بشكل مريب، لأنه إذا كان الغرض هو بيان الحكم الشرعي حقا فلا حاجة لهذا الإكثار والتوسع.
2- إن ما حدّثت به السيدة ميمونة كان في نطاق داخلي ضيّق لا يتجاوز المحارم، فروايتها عندنا مروية عن أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم من محارمها، وروايتها عند مخالفينا (كما في البخاري ج١ ص٧٨) مروية عن عبد الله بن شداد الليثي وهو أيضا من محارمها حيث إنها خالته. أما ما حدثت به عائشة فكان في نطاق واسع وأمام الرجال الأجانب والمراهقين.
3- إن ما جاء عن السيدة ميمونة كان يقتصر لفظه على مقدار الضرورة ومع كمال الأدب وبدون أي ألفاظ تفصِّل أفعال العلاقة الحميمية، حيث ليس في روايتها إلا أنها في حالة الحيض كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأمرها بأن تزر بثوب للتحفظ من انتشار النجاسة قبل أن تدخل معه الفراش، بل لم تصرح بأنه (صلى الله عليه وآله) باشرها بشيء حسب روايتنا، ولم تذكر ما يكون بين الرجل والمرأة والتزمت الأدب في ذلك. أما عائشة الفاحشة فرواياتها كانت تتوسع فيها إلى ذكر الأفعال ومواضع الافتنان كالثديين والفخذين فتقول لعنها الله: «فقلت: إني حائض! فقال: وإنْ! اكشفي عن فخذيْكِ! فكشفت فخذي فوضع خدّه وصدره على فخذي وحنيتُ عليه حتى دَفِئَ ونام»! (سنن أبي داود ج1 ص67)، وتقول: «كان يأمرنا إذا حاضت إحدانا أن تتّزر بإزار واسع ثم يلتزم صدرها وثدييها»! (سنن النسائي ج1 ص189)، بل كانت لا تستحي من أن تعبّر عن أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يملك إربه فيما أنتم الرجال لا تملكون! فتقول: «أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها. قالت: وأيّكم يملك إربه كما كان النبي يملك إربه»! (صحيح البخاري ج١ ص٧٨).
وبناء على ذلك لا يرد الإشكال على رواية السيدة ميمونة حيث ليس فيها ذكر أي أمور جنسية بين الرجل والمرأة، والتزمت فيها بلغة شرعية محترمة لا تثير الغرائز، بخلاف الفاسقة عائشة عليها لعائن الله.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
6 ذو الحجة 1442 هجرية