بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
بارك الله فيكم و في سعيكم تجاه نصرة المذهب الحق مذهب أهل البيت عليهم صلوات الله أجمعين،، أما بعد،
كنت أتصفح إحدى مواقع المخالفين ووجدت عندهم بعض الأسئلة التي يدعون بأنها تبهتنا و نحن نعجز عن الإجابة عليها ،، فهل أجد عندكم من مصادرهم الموثوق بها ما نستدل عليهم به حتى نجيب عليهم من كتبهم و من كتبنا أيضا ،،
من الأسئلة : لماذا لم يهتم القرآن بمسألة الإمامة كاهتمامه بالصلاة والحج ؟
ووفقكم الله أجمعين
باسمه عزّ اسمه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إنه من أسخف الأسئلة! ومع ذا نجيب عليه استجابة لالتماسك ليس إلا.
هذا قول مضحك! فإن القرآن الحكيم قد ذكر الإمامة وأشار إليها وبيّنها في أكثر من آية كمفهوم ديني عقدي، فقال سبحانه: ”وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ“ (الأنبياء: 74) وقال سبحانه: ”وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ“. (السجدة: 25) وقال سبحانه: ”وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ“. (القصص: 6) وقال سبحانه: ”وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ“. (البقرة: 125). وقال سبحانه: ”إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ“. (المائدة: 56) وقال سبحانه: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ“. (النساء: 60) وقال سبحانه: ”وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا“. (النساء: 84).
إلى غيرها من الآيات الشريفة التي ذُكرت فيها الإمامة تصريحا أو تلميحا أو إشارة، وكلّها تصبّ في مصبّ واحد هو أن الله تعالى يستحيل أن يترك عباده بعد أنبيائه (عليهم السلام) كالإبل السائبة بلا إمام يهديهم ويقودهم إلى الحق! فبعد هذا يأتي هؤلاء الجهلة قائلين أن القرآن لم يهتم ببيان الإمامة والولاية كما اهتم ببيان الصلاة والحج! سبحان الله! ما أجهلهم وأغباهم!
صبّركم الله وإيانا على جهل الجاهلين. والسلام.
ليلة الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.