السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحتج علينا المخالفون في الرواية التي سنذكرها ان السيدة الزهراء(ع) تصف والعياذ بالله أمير المؤمنين(ع) بالوزغ، إليكم نص الرواية :-
وفي رواية السيد مكانهما: وتوسدت الوراء كالوزغ ومستك الهناة والنزغ..
المصادر: بحار الانوار-ج٢٩ - صفحة ٣١٧
(اللمعة البيضاءج1 ص733)
فما هو الرد على هذه الشبهة ولكم مني جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بإمامنا الجواد أبي جعفر محمد بن علي التقي صلوات الله عليهما ولعنة الله على قاتليهما.
أولا: إن هذا اللفظ لم يثبت فهذه فقط رواية السيد الشاذة وبقية الروايات خالية منه ومختلفة عنه باللفظ.
وثانيا: لقد بيّن العلماء حقيقة مجمل هذا الكلام من سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وأنه جارٍ مجرى بلاغة العرب في العتاب الذي لا يراد به المخاطَب بل يراد به السامع.
قال العلامة المجلسي قدس سره: «أن هذه الكلمات صدرت منها عليها السلام لبعض المصالح، ولم تكن واقعا منكرة لما فعله، بل كانت راضية، وإنما كان غرضها أن يتبين للناس قبح أعمالهم وشناعة أفعالهم، وأن سكوته عليه السلام ليس لرضاه بما أتوا به. ومثل هذا كثيرا ما يقع في العادات والمحاورات، كما أن ملكا يعاتب بعض خواصه في أمر بعض الرعايا، مع علمه ببراءته من جنايتهم، ليظهر لهم عظم جرمهم، وأنه مما استوجب به أخص الناس بالملك منه المعاتبة. ونظير ذلك ما فعله موسى عليه السلام لما رجع (إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا) (وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) ولم يكن غرضه الإنكار على هارون، بل أراد بذلك أن يعرف القوم عظم جنايتهم، وشدة جرمهم، كما مر الكلام فيه» (بحار الأنوار ج٢٩ ص٣٢٤).
وقال الشيخ الحبيب حفظه الله في جواب سابق: «فهاهنا ترى عدم اشتمال النص على ذلك المقطع المزعوم المصرّح فيه أن فاطمة غضبت على علي (صلوات الله عليهما)، وأقصى ما يمكن أن يُتوهم منه أنها تعاتبه، وليس الأمر على وجه الحقيقة في هذا أيضا، فهو من قبيل "إياك أعني واسمعي يا جارة" الذي هو أسلوب بلاغي أدبي معهود في اللغة العربية عندما يريد المرء تعظيم أمر ما خطير قد وقع، فيتوجّه بالخطاب إلى جهة وهو يقصد غيرها. وقد استخدم الله تعالى هذا الأسلوب في قرآنه الحكيم إذ قال عز من قائل: "عفا الله عنك لمَ أذنت لهم حتى يتبيّن لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين". (التوبة: 43). وللوهلة الأولى يتوهّم المرء أن هذا الخطاب من الله تعالى لنبيه الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) هو نوع معاتبة، والحال أنه ليس كذلك، وإنما هو عتاب للذين تخلّفوا عن معركة تبوك، لكنه جاء على هذا النحو ليفهم المخلّفون فظاعة ما أجرموه بتخلّفهم. ولهذا الأسلوب البلاغي شواهد عديدة في كلام العرب. فراجع. وإنما استخدمته الزهراء (صلوات الله عليها) ليبقى موضوعه حيا في ذاكرة الزمان، كما حصل بحمد الله تعالى».
رابط الجواب:
https://www.al-qatrah.net/an28
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
29 ذو القعدة 1443 هجرية