السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته....
هناك مقطع في مناجاة الشاكرين لمولانا السجاد عليه السلام ((وَأَعْجَزَنِي عَنْ إحْصآءِ ثَنآئِكَ فَيْضُ فَضْلِكَ))
فاستدل البعض بهذا بأن الإمام لايحصى نعم الله ولكن هناك آية تقول: ((وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)) وظاهر الآية تدل على أن الإمام يحصى نعم الباري عز وجل.
فما القول الفصل في ذلك وجزاكم الله خير الجزاء؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه سلام الله عليهم، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.
بمراجعة الشيخ،
ليس من مدلول الآية قدرة الإمام عليه السلام على عدِّ وإحصاء نعم الله تعالى، لأن فعل الإحصاء فيها راجع إلى الله تعالى ووعاؤه الإمام عليه السلام، وتكون النتيجة أن كل شيء - مما هو قابل للإحصاء في ذلك الوعاء - هو فيه، لضرورة تخالف سعة الخالق وسعة المخلوق في العلم. وقدرة الله وسعة نعمه ونحو ذلك مما يرجع إلى عظمته؛ غير قابلة للإحصاء. قال تعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا).
ثم إن المراد بنفي العد والإحصاء نفي القدرة على أداء حق الشكر لنعم الله سبحانه لأنها لا تُحصى، فقد جاء في الكافي الشريف: «كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا قرا هذه الآية: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا) يقول: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم أنه لا يدركه، فشكر جل وعز معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره، فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا، كما علم علم العالمين أنهم لا يدركونه فجعله إيمانا، علما منه أنه قد وسع العباد، فلا يتجاوز ذلك، فإن شيئا من خلقه لا يبلغ مدى عبادته، وكيف يبلغ مدى عبادته من لا مدى له ولا كيف؟! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا».
هذا والمناجيات الخمس عشرة المشهورة - التي منها مناجاة الشاكرين - ليست عندنا للسجاد صلوات الله عليه، بل هي - على الراجح - من إنشاء الصوفية.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
13 محرم الحرام 1443 هجرية