ناقشت احد الاشخاص المخالفين عن موضوع قوه وشجاعه الامام علي عليه السلام وقد تحدثنا عن مبارزه عمرو بن ود في الخندق وقد ذكر لي شبهه ان الامام هزم عمر ليس بالقوه بل بالخدعة وقد استدل بروايه ذكرت في مصادر مثل كتاب المغني وكتاب الشرح الكبير ونصها :
قال الامام علي لعمرو ما خرجت لمبارزة اثنين فالتفت عمرو فضربه الامام ثم قال عمرو خدعتني فقال الامام الحرب خدعه …
وايضا روايه مشابهه موجوده في تفسير القمي والبحار :
ان الامام قال لعمرو ما كفاك اني بارزتك وانت فارس العرب حتى استعنت علي بظهير فالتفت عمرو فاسرع الامام الى ضرب رجليه فقطعهما وحين عاد الى رسول الله قال الرسول يا علي هل ماكرته فقال علي نعم فالحرب خديعه
يستخدم هذا الشخص هذه الروايات للطعن في موقف الامام علي يوم الخندق وفي الطعن في قوته وشجاعته …
ارجوا الاجابه مع جزيل الشكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لعمري ما أتفه النواصب بقايا ابناء عائشة وما أتفه إشكالاتهم! ولعمري أرادوا أن يذموا فمدحوا! وما ضر أمير المؤمنين صلوات الله عليه نهيق الحمير وأشباههم، وما ذاك إلا لينبيك عن ضعفهم وخوارهم أبناء ابن صهاك الذي لا يعرف له صولة ولا جولة في ساحات الوغى!
كان يمتلك أمير المؤمنين صلوات الله عليه القوة البدنية وفن الحرب التي تسمى الآن بالتكتيكات العسكرية التي تجعل العدو مضطربا ومتخلخلا فيسهل الإجهاز عليه.
ألا قال لنا هذا الناصبي كيف استقام الإسلام؟ أليس بسيف علي صلوات الله عليه؟ فإن لم يكن عليه السلام يمتلك القوة البدنية فكيف استطاع أن يقتل كل أولئك الأبطال في الغزوات والمعارك التي شارك بها صلوات الله عليه، حتى نادى جبرائيل عليه السلام (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي)!
ولقد قال بأبي هو وأمي (ما لقيت رجلا إلا أعانني على نفسه) فإنه صلوات الله عليه السلام يومئ إلى تمكن هيبته في قلوب الخصوم مضافا لقوته البدنية.
وأما عن استخدام أمير المؤمنين صلوات الله عليه الخدعة مع عمرو بن ود، فأي إشكال في ذلك، فقد رووا العامة العمياء في صحاحهم أن النبي صلى الله عليه وآله قال (الحرب خدعة)، وعلي صلوات الله عليه تلميذ رسول الله صلى الله عليه وآله وباب مدينة علمه.
ولإنْ استحمق البكري عقله فإنا نسأله لماذا النبي صلى الله عليه وآله قد امتدح عليا صلوات الله عليه عندما قال: ”لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة“؟! (المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري)
من الجيد الاطلاع على هذه الورقة البحثية لسماحة الشيخ بعنوان: المخادعة والإذلال والتحول التاريخي:
https://youtu.be/iegEcwg2cqg
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
10 صفر الأحزان 1443 هجرية