السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى على نبي الله محمد وآله الطاهرين
من كتاب الأمالي للمفيد:
قال: أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا يحيى بن زكريا ابن شيبان قال: حدثنا محمد بن سنان قال: أخبرني أحمد بن سليمان القمي الكوفي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالجوع حتى يموت جوعا، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالعطش حتى يموت عطشا، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالعراء حتى يموت عريانا، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالسقم والأمراض حتى تتلفه، وإن كان النبي من الأنبياء ليأتي قومه فيقوم فيهم، يأمرهم بطاعة الله ويدعوهم إلى توحيد الله وما معه مبيت ليلة فما يتركونه يفرغ من كلامه و لا يستمعون إليه حتى يقتلوه، وإنما يبتلي الله تبارك وتعالى عباده على قدر منازلهم عنده. (الأمالي)
نجد: "..وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالعراء حتى يموت عريانا.."
هل هذا الحديث ضعيف ومرفوض عندنا الشيعة؟
أو هل هناك تأويل وتفسير لهذا الجملة؟
جزاكم الله خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن سند الحديث مجهول إلا أن معناه مقبول، ولا يلزم منه أي إشكال، ذلك لأن المراد من العبارة المشار إليها ليس ابتلاء النبي من الأنبياء بتجريده من ثيابه تماما حتى يموت وقد ظهرت عورته كما يؤمن الناصبة والمخالفون أنه وقع للكليم موسى عليه السلام عياذا بالله؛ بل المراد ابتلاؤه بالفقر والفاقة حتى أنه ليس له إلا مثل الثوب البالي المتمزق، فتلك من صفة العريان عند العرب، يعرب عنها ما جاء في حديث الصادق عن أبيه عليهما السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري رحمه الله قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة العصر، فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله، فبينما هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب، عليه سَمَلٌ قد تَهَلَّلَ وَأَخْلَقَ، وهو لا يكاد يتمالك كِبَرًا وضعفًا، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله يستجليه الخبر، فقال الشيخ: يا نبي الله؛ أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسني.. إلخ» (بحار الأنوار ج43 ص56).
ومن الواضح أن وصف الرجل لنفسه أنه عاري الجسد ليس يعني أنه دخل على النبي صلى الله عليه وآله في مسجده أمام الناس ولا شيء عليه يستر سوأته! بل المراد ما وصفه جابر من أن «عليه سَمَلٌ قد تَهَلَّلَ وَأَخْلَقَ» وهو الثوب البالي الخَلِقُ المتمزق.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
6 جمادى الآخرة 1444 هجرية