بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وإلعن أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
س1:هل من لا يلعن الملعون ملعون سواء الذين لعنتهم الآيات والروايات بالخصوص أو الذين شملتهم الآيات والروايات بالعموم والإطلاق ، وما الرد على الذين يتحرجون ويرغبون عن سنة الله ورسوله والأئمة المعصومين عليهم السلام من لعن الظالمين كأبي بكر وعمر وصدام لعنهم الله وأخزاهم وغيرهم مع إقرارهم بظلمهم ولا يؤدون أقل مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالرتبة اللسانية أو القلبية حتى؟
س2:هل لسماحة الشيخ أن يتفضل علينا بأفضل الأدعية المعتبرة الصحيحة والمأثورة عن أهل البيت عليهم السلام في لعن أبي بكر وعمر لعنهما الله حتى تتم الفائدة؟
نشكر سماحة الشيخ أيده الله على جهوده المباركة في نشر فضائل أهل البيت وفضح أعدائهم ، وفقنا الله وإياكم لمراضيه وجنبنا معاصيه بجاه محمد وأله الطاهرين
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ج1: قد ورد في الحديث الشريف عن الجواد (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ”من تأثّم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله“. (رجال الكشي ج2 ص811) وبمقتضاه فإن الذي يتأثّم عن لعن الظالمين جماعات كانوا أو أفرادا مع علمه بظلمهم وتبيّنه لحالهم لا شك أنه يكون ملعونا، إذ البراءة من الظالمين واجبة في شرع الإسلام، ومصداقها التكليفي لعنهم.
وعدم القيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمراتبها مع القدرة هو عصيان وذنب كما لا يخفى، فعلى الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) أن يجتهد في فضح قتلتهم وظلمتهم، فإن لم يقدر فلا أقل من لعنه إياهم في خلواته، وفي هذا حديث شريف عن العسكري الزكي (صلوات الله عليه) حيث رُوي عن علي بن عاصم الكوفي قال: ”قلت له: إني عاجز عن نصرتكم بيدي وليس أملك غير موالاتكم والبراءة من أعدائكم واللعن لهم في خلواتي، فكيف حالي يا سيدي؟ فقال عليه السلام: حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله قال: مَن ضعف عن نصرتنا أهل البيت ولعن في خلواته أعداءنا؛ بلّغ الله صوته إلى جميع الملائكة، فكلما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة ولعنوا من لا يلعنهم، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له وأثنوا عليه وقالوا: اللهم صل على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده، ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل، فإذا النداء من قبل الله تعالى يقول: يا ملائكتي.. إني قد أجبت دعاءكم في عبدي هذا وسمعت ندائكم وصلّيت على روحه مع أرواح الأبرار وجعلته من المصطفين الأخيار“. (البحار ج50 ص316).
ومنه تعرف أن على المؤمن أن يبذل أقصى جهده في هذا السبيل وإلا كان ملوما، فتأمل في ما ورد في الحديث: ”إني عاجز.. مَن ضعف عن نصرتنا.. الذي بذل في نصرة أوليائه جهده، ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل“ تعرف أن اللعن في الخلوات إنما يكون في حال العجز عن النصرة باليد أو اللسان جهرا. أما ذاك الذي لا يلعن أصلا فإن الملائكة تلعنه: ”فكلما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة ولعنوا من لا يلعنهم“.
ج2: كل دعاء مأثور عنهم (صلوات الله عليهم) له فضل، والصحيح - على مبنانا - والمعتبر مما ورد في لعنهما وسائر الظلمة كثير، ودونك كتاب كامل الزيارات لابن قولويه (عليه الرحمة والرضوان) الذي لا يجسر أحدٌ على نفي اعتباره، وهو من أصحّ الكتب سندا ومتنا، وفيه عشرات الزيارات التي ورد فيها لعن الظالميْن أبي بكر وعمر وسائر قتلة وظلمة أهل البيت عليهم السلام.
مع ذا نقرّ عينك أولا بحديث صحيح رواه الكليني (قدس الله نفسه) بسنده عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: ”إن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكّرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين“. (الكافي ج8 ص246).
ثم نعطيك مطلوبك ثانيا بإرشادك إلى أدعية معتبرة ورد فيها لعنهما، فمنها ما رواه الكليني في باب التعقيب بعد الصلاة والدعاء بسنده عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: ”سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء، فلان وفلان وفلان ومعاوية - ويسمّيهم - وفلانة وفلانة وهند وأم الحكم أخت معاوية“. (الكافي ج3 ص342) ومنه يُستفاد استحباب لعن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم كتعقيب للصلوات الخمس المفروضة.
ومنها ما رواه ابن طاووس (قدس سره) بسنده عن أبي يحيى المدني عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ”من حقنا على أوليائنا وأشياعنا أن لا ينصرف الرجل منهم من صلاته حتى يدعو بهذا الدعاء وهو: اللهم إني أسألك بحقك العظيم العظيم أن تصلي على محمد وآله الطاهرين - إلى قوله عليه السلام - اللهم وضاعف لعنتك وبأسك ونكالك وعذابك على اللذين كفرا نعمتك وخوّنا رسولك واتهما نبيّك..“ إلى آخر الدعاء الشريف وفيه لعن ابنتيهما وكل من مال ميلهم وحذا حذوهم وسلك طريقتهم. (مهج الدعوات ص333).
ومنها ما رواه الكفعمي (قدس سره) عن الرضا (عليه السلام) قال: ”من دعا بهذا الدعاء في سجدة الشكر كان كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم: اللهم العن اللذين بدّلا دينك وغيّرا نعمتك واتهما رسولك..“ إلى آخر الدعاء الشريف. (المصباح 554).
وهناك أدعية متفرقة أخرى تجدها في مصباح الكفعمي ومهج الدعوات لابن طاووس وبصائر الدرجات للصفار والمحتضر للحلي وغيرها. وليس دعاء صنمي قريش المشهور والمعتمد عند العلماء عنك بغائب.
زادكم الله علما وبصيرة. والسلام.
ليلة العاشر من شوال لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.