السلام عليكم ورحمة الله
مما يثير العجب بيانكم الاخير حول سماحة المرجع الشيخ الفياض وسحب الاعتراف بعدالته ومرجعيته نرى ان هذا لا اقل فيه من العجلة وعدم الاحتياط الكثير، وخلاف ما اوصى به العلماء الاعلام في اجازاتهم للشيخ الحبيب بسلك سبيل الاحتياط قدر المستطاع اما بالنسبة للإشكال على الشيخ الفياض في نكتة فضل الله فالجواب التالي : يجيب احد تلامذة الشيخ وهو الشيخ علي آل محسن "بسم الله الرحمن الرحيم ما انتشر يوم أمس بقلم كاتب مجهول عبر بعض برامج التواصل الاجتماعي من أن سماحة المرجع الكبير الشيخ محمد إسحاق الفياض دام ظله الشريف دافع عن السيد محمد حسین فضل الله وانتقد من يخطئه ... كله غير صحيح. والذي حصل أن سماحة الشيخ الفياض كان في صدد توجيه .. نصيحته للحاضرين في مجلسه المبارك، وكان يتحدث بنحو عام، حول ما يصدر من بعض الشيعة هذه الأيام من تضليل بعض الذي يختلفون معهم من الشيعة في بعض المسائل، مع أن الواجب هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكلمة الطيبة وبالموعظة الحسنة، والابتعاد عن لغة التفسيق والتضليل، كيلا تحصل فتنة بين الشيعة ويقع الاختلاف والتفرق فيما بينهم. وانتقد سماحته خوض العوام في أمثال هذه الاختلافات وبين أن تكليفهم هو الرجوع إلى مراجع التقليد المجمع على مرجعيتهم.
وسئل سماحته هل يجوز للعامي أن يقول عن شخص: (إنه ضال مضل اعتماداً على فتوى بعض المراجع بذلك. فاجاب سماحته بقوله لا باس بذلك، بل إن وظيفة العوام هي الأخذ بفتاوى مراجع التقليد." انتهى كلام الشيخ. ويشهد لذلك ما هو موجود في مقطع الفيديو التالي: https://youtu.be/alIZRe4G6_8 وبالدقة في الدقيقة ١٦ ذكر الشيخ ان الاستناد لكلام الفقهاء في القول ان المذكور ضال مضل لا بأس به، والواضح والله العالم ان كلام الشيخ مبني على انفعالات العامة التي ترمى بلا بينة هذا والله العالم ولا حول ولا قوة الا بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قاتليهم أجمعين.
لا يوجد أي تعجل من الشيخ في صدور البيان وسحب الاعتراف بمرجعية المذكور وبخاصة مع العلم بأنه تم التحقيق في الأمر والتأني لفترة، وحتى عندما تم التأكد كان القرار من سماحته عدم إعلان سحب الاعتراف إلا إذا شاع الأمر وكثر السؤال وذلك لقطع الطريق على العدو البكري والعدو البتري.
لقد اتضح أن هذا الفيديو قديم مضى عليه ١١ سنة ولكنه كان غير منتشر.
(وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) فلحن كلام المذكور بعيد تمام البعد عن اللغة المستقيمة لأهل عالم التشيع والرفض والولاء الذين وقفوا بقوة ضد الخبيث البتري محمد حسين فضل الله حتى صدرت عشرات الفتاوى من المراجع والأعلام بتضليله وتفسيقه.
يقول أن قضية حرق دار الزهراء عليها السلام قضية تاريخية منكرها لا يكون ضالا مضلا! وهو بذلك يرد على المراجع والأعلام الذين اعتبروها قضية متصلة تمام الاتصال بالعقيدة ولذلك حكموا بضلال فضل الله المشكك بها، بل فضل الله هو بنفسه كان يقول لماذا تنكرون علي فهذه مجرد قضية تاريخية!
إن المظالم المشهورة الواقعة على أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم الصلاة والسلام) ليست مجرد قضايا تاريخية! هذه القضايا تترتب عليها العقيدة من جهة الولاء والبراء، وإنكارها جريمة ولا سيما إذا كان ممن يطلب بهذا الإنكار تبرئة الغاصبين الظالمين أبي بكر وعمر لعنة الله عليهم، وهذا هو حال البتري الشاذ عن المذهب فضل الله وأشباهه. والعجيب أنه عندما يتم سؤال هذا التعيس الفياض أن هذا هو مسلكه في الشذوذ عن المذهب يقول: لعله يكون معذورا عند الله! ويدافع عنه بقوة حتى أنه هو الذي جاء بذكر اسمه ولم يذكره أحد بالاسم من الحاضرين، وقال أن هناك جماعة تقدسه أكثر منكم فعليكم إذاً السكوت ومنع الفتنة وهكذا معناه التضحية بمظلومية الزهراء (عليها الصلاة والسلام) من أجل جماعة فضل الله! فما هذا المنطق التعيس المتدني؟!
من الواضح إذاً دفاع الفياض عن فضل الله بالخصوص مع علمه بموقف الحوزة وأعلامها الكبار منه، وكلامه وكأن فضل الله يتكلم! وبالأخير فقط عندما أكثروا الضغط عليه وإحراجه قال إذا نقلتم فتوى العلماء بأنه ضال مضل فلا بأس.
إذاً موقف سماحة الشيخ الحبيب صحيح والمذكور يستحق سحب الاعتراف بمرجعيته وعدالته، وهذا أقل شيء.
وأما بالنسبة لدفاع الشيخ علي آل محسن عن المذكور فبمراجعة الشيخ الحبيب أفاد بالتالي:
إن للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مراتب تصاعدية معلومة، وسيرة أئمتنا عليهم السلام وأصحابهم المتكلمين الأبرار على الشدة مع المنحرفين المضلين في الداخل الشيعي بأضعاف شدتهم مع المنحرفين المضلين في الخارج، إذ فتنة أولئك أخطر وأعظم، ولذا ما اقتصر تعاملهم معهم على الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة - وهي ههنا كلمة حق يراد بها باطل - بل امتد للغة التفسيق والتضليل والنبز إلى حد: الكلاب الممطورة! وإن جاء هذا بفتنة فحيهلا بها فإنها والله للفتنة المحمودة!
وهذا الرجل ليس ترقيعه لصاحبه بشيء، فلقد عرفنا منه الترقيع والتعامي. انظر إلى كتابه (كشف الحقائق ص178) وهو يرد على مخالف يُدعى أبو بكر جابر الجزائري كان قد شنّع علينا بخبر في الكافي عن الكاظم عليه السلام في تكفير الرجلين ولعنهما: «وكيف كان، فلا يمكن أن نقول: إن المراد بالرجلين المذكوريْن في هذه المكاتبة أبو بكر وعمر، إلا بحمل ألفاظ الحديث على ما لا تحتمله»! هذا مع أن ذلك من المعلوم كما جاء في (شرح أصول الكافي للمازندراني ج12 ص77): «أريدَ برجليْن؛ الأول والثاني».
ويقول أيضا ردا على المخالف في إيراده حديثين عن الباقر عليه السلام في لعن أبي بكر وعمر: «إن هذين الحديثيْن لا يشبهان أحاديث أهل البيت عليهم السلام، ولم يسبق أن قرأتهما لا في الكافي ولا في غيره»! هذا مع أن الحديثين موجودان في الكافي!
ويقول أخيرا في منتهى التعامي والمكابرة: «ما قاله من أن النصوص المروية في كتب الشيعة في تكفير أبي بكر وعمر لا تحصى كثرة،؛ غير صحيح»! هذا مع أن هذه الكثرة معلومة بالضرورة في آثارنا حتى لقد قال العلامة المجلسي رحمه الله في (ج30 ص230): «أقول: الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم وما يتضمن بدعهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتى». وكذلك قال الحر العاملي رحمه الله في (الفوائد الطوسية ص515: «وأما لعن المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام والمحاربين له فالذي ورد فيه أكثر من أن يحصى».
فانظر بنفسك واعجب لهذه المكابرة واستغفال العقول! فلا قيمة تبقى بعد هذا لترقيع هذا الرجل لصاحبه وهذه حاله. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
- انتهى ما أفاده سماحته.
ويمكنكم مراجعة جواب قديم سابق عن علي آل محسن حيث كان تقييمه عند الشيخ أنه: «رجل ضعيف البصيرة من عمائم العالم الثالث» هنا:
https://www.al-qatrah.net/an1722
ونحن نستغرب كيف اعتبرتم سماحته قد تعجل ولم يسلك سبيل الاحتياط ولم يأخذ بوصية العلماء الأعلام في إجازاتهم له حيث إنكم بنيتم كل ذلك على كلام شخص عرف عنه الترقيع والمراوغة فكيف نجعله حكما على مثل الشيخ الحبيب المعروف بدقته واحتياطه؟!
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
17 محرم الحرام 1444 هجرية