السلام عليكم و رحمة الله و بركاته عظم الله اجورنا و اجورنا
قد تضاربت الروايات من طرقنا في تحديد مكان ولادة المسيح ابن مريم(على نبينا و آله و عليه الصلاة و السلام)،فتارة نجد رواية تقول انه ولد في بيت لحم،و طورا نجد أخرى تقول انه ولد عند قبر الحسين(عليه السلام) او ان مريم وضعته في ارض براثا،كما في قصة الراهب النصراني المشهورة الذي سجد للامير عليه السلام حينما حفر فنبع الماء.فما قول الشيخ الاستاذ دام ظله في هذه المسألة،و كيف نجمع بين الروايات؟ و دمتم سالمين برعاية محمد و آله الميامين عليهم السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نبارك لكم ذكرى ميلاد منقذ البشرية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وكل عام وأنتم بخير.
بمراجعة الشيخ،
في المقام روايات متعارضة، وإذ ذاك فلنا طرح رواية القمي في تفسيره التي تذكر بيت لحم، لموافقتها ما يرويه العدو، ولا سيما في قصة مراجعته صلى الله عليه وآله ربه بأمر موسى عليه السلام لأن الأمة لا تطيق الخمسين صلاة حتى خُفِّفت لخمس.
ولنا أيضا طرح رواية الكافي التي تذكر الكوفة لأنها مروية عن قاضي العامة حفص بن غياث.
فالمصير إذن إلى رواية التهذيب التي تذكر كربلاء، وهي رواية خاصية وفي سندها الثقات من أجلة القميين المعروفين بالتشدد وتجنب الرواية عن الضعاف، فلا يخدشها تضعيف بعضهم لبعض من في سندها أو مجهوليته، ولا سيما مع تعارض الأقوال فيه بين مضعف وموثق.
ولا تعارض هذه التي صرنا إليها؛ رواية أمالي الطوسي التي تذكر براثا، ذلك لأنها ليست صريحة في ذكر ولادة عيسى عليه السلام في هذا الموضع، وإنما تقول: «على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلَّتْ ههنا»، فلمكان قوله عليه السلام: «من عاتقها» لم تعد صريحة، فالوضع من العاتق غير الوضع مطلقا، وغاية ما تفيده أن مريم عليها السلام كان تحمل عيسى عليه السلام على عاتقها فوضعته على هذه الصخرة في هذا الموضع ثم صلَّت ههنا، فلا شيء في الرواية يذكر الولادة، وإنما هو مرور على هذا الموضع واتخاذه بيتا ومصلى ليس إلا.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
17 ربيع الأول 1445 هجرية