السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الحبيب في الآونة الآخيرة البعض من اصحابنا ولاحظت ذلك ايضاً من بعض التلامذة للسيد المرجع قول ان الله لايباشر او يبتدأ بالخلق فجعل الله محمد وآله صلوات الله عليهم وسيطة للأيجاد ومن ثم ايكال ذلك الى الملائكة فيخلق الله بالوساطة هذه ويستشهدون بحديث نحن صنائع الله والخلق من بعدنا صنائعنا أي ان الصانع للكون والوجود بما هو وجود اهل البيت صلوات الله عليهم لكن برأي مختلف عن المفوضة لقولهم ان الخلق جاء بالوساطة والرزق كذلك وباقي المستلزمات هذا وقولهم بأستلزام أن اهل البيت خلقوا الملائكة ايضاً لأن في ذلك الحين لم تكون هنالك ملائكة لكي تخلق فلا وسيطة الا الله واهل البيت فهل هذا الاعتقاد سليم ويوافقه الأعلام والروايات المعتبرة وما قولكم به؟ نتمنى الأفادة برد سماحتكم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن الالتزام بمطلق أنه سبحانه لا يباشر الخلق؛ باطل؛ لاستلزامه التسلسل. نعم؛ إنه سبحانه بعد أن يخلق ويعطي كل مخلوق قدرته في التصرف؛ على السعة أو الضيق؛ فإن مقتضى تنزيهه تعالى عن مباشرة الأفعال بنفسه هو إيكالها إلى خلقه بإذنه وتفويضه، فتكون أفعال الخلائق في طول إرادته من غير استقلال، على ما جرت عليه السنن الكونية. إلا أن هذا بمجرده لا ينهض بإثبات أن الوجود وما فيه مصنوع بواسطتهم عليهم السلام، رغم القول بسعة قدرتهم التكوينية بالقياس إلى ما لدى غيرهم، وأن لهم تفويضا من الله سبحانه في خلق الكائنات لا على الاستقلال؛ بل على التبعية والامتثال لأمر الرب المتعال. كما هي الحال في ولايتهم التشريعية، فإن لهم عليهم السلام تفويضا من الله سبحانه في تشريع الأحكام لا على الاستقلال؛ بل على التبعية والامتثال لأمر الرب المتعال. بيد أن إرجاع الشرائع كلها إليهم لا دليل عليه، بل الدليل على خلافه.
ومن ثمَّ؛ فإن صح ما نسبتموه إلى بعض تلامذة السيد المرجع دام ظله؛ فإنه غير سديد.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
17 ذو القعدة 1445 هجرية