السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفقكم الله لكل خير وبارك في جهودكم
1/ في بعض الروايات تقول أن الله عز وجل عاقب حواء بالحيض هل هي روايات صحيحة؟ وأن كانت صحيحة فأن الله عاقب آدم وحواء عليهم السلام بنزولهم إلى الاض ومرة ثانية عاقب حواء بالحيض ولم يعاقب آدم بشيء ثاني؟
2/ وفي بعض الروايات تقول أول من حاضت هي سارة هل هذا يعني أن حواء لم تحض؟
3/كتاب علل الشرائع الجزء الأول صفحة 290 باب 215 علل الطمث عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال الحيض من النساء نجاسة رماهن الله بها قال وقد كن النساء في زمن نوح إنما تحيض المرأة في كل سنة حيضة حتى خرجن نسوة من حجابهن وهن سبعمائة أمرأة فانطلقن فلبسن المعصفرات من الثياب وتحلين وتعطرن ثم خرجن فتفرقن في البلاد فجلسن مع الرجال وشهدن الاعياد معهم وجلسن في صفوفهم فرماهن الله بالحيض عند ذالك في كل شهر أولئك النسوة بأعيانهن فسالت دماؤهن فخرجن من بين الرجال وكن يحضن في كل شهر حيضة قال فاشغلهن الله تبارك وتعالى بالحيض وكثر شهوتهن قال وكان غيرهن من النساء اللواتي لم يفعلن مثل فعلهن كن يحضن في كل سنة حيضة قال فتزوج بنو اللاتي يحضن في كل شهر حيضة بنات اللاتي يحضن في كل سنة حيضة قال فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء وهؤلاء في كل شهر حيضة قال وكثر أولاد اللاتي يحضن في كل شهر حيضة لاستقامة الحيض وقل أولاد اللاتي لا يحضن في السنة إلاحيضة لفساد الدم قال فكثر نسل هؤلاء وقل نسل أولئك
أ ) الله عز وجل عاقب هؤلاء النساء على فعلتهن وهو الحيض كل شهر ؛ الله عز وجل عادل لا يعاقب شخص على شيء لم يفعله فما ذنب نسلهن يحضنَ كُل شهر ؟
ب) نفترض أن نسل هؤلاء النساء المتبرجات يحضنَ في كل شهر أذن ماذا عنا نحن من نسل فاطمة الزهراء عليها السلام وهي لم تحض قط لماذا نحض في كل شهر هل هذه الرواية معتبرة أم القصة ليست بالنسل ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ،
لم يصح شيء من هذه الأخبار، وفي أسنادها متهمون بالوضع، فلا داعي للكلام في توجيهها. إنما المعتبر منها الأخير، ولا ينافي العدل، لأنه على الأثر التكويني، فالمرأة الحامل مثلا إذا لم تراعِ صحة جنينها وكانت تشرب الدخان في فترة الحمل فوُلد الولد مشوها أو معاقا؛ فلا يعني ما أصابه أن له ذنبا عوقب عليه، وإنما الذنب ذنب أمه، فإن الله سبحانه جعل الدنيا دار أسباب ومسببات تكوينية، وله في ذلك الحكمة.
وعليه فإن على ما في الخبر من امتزاج القوم حتى حضن النساء كلهن حيضة كل شهر؛ ليس إلا من هذا الأثر التكويني، لا أنه من العقوبة. وهذا بعد الفراغ من كون الحيض أمرا طبيعيا في النساء عامة؛ صالحتهن وطالحتهن، وفي بعض الروايات أنهن عليه يؤجرن. نعم؛ يكرم الله عنه الصفوة منهن - كسيدتنا الزهراء صلوات الله عليها - على نحو المعجزة الخارقة للعادة، إلا أن ذلك لا يتوارث في نسلها من النساء ضرورة عدم توارث خوارق العادة.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
22 ذو القعدة 1445 هجرية