السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى منكم الإجابة على هذا السؤال لماذا سُمِّي أبا لهب بعبد العُزى مع أن الشيعة الإمامية تقول أن أباه عبد المطلب كان حنيفًا مسلمًا من قبل بعثة رسول الله فما جوابكم على هذا وشكرا جزيلًا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ،
هذا لا يقاوم ما دل عليه الكتاب والسنة من كون آباء نبينا صلى الله عليه وآله من الموحدين، لأنه من الموارد الخاصة التي لها وجوهها وعللها، فقد يكون اسم (عبد العزى) على جهة الاكتساب والشيوع، لا أن عبد المطلب عليه السلام قد سمّاه به، كما شاع لعبد المطلب نفسه هذا الاسم اكتسابا، فيما اسمه على بعض الروايات عامر، وكما شاع لهاشم عليه السلام هذا الاسم اكتسابا، فيما اسمه على بعض الروايات عمرو.
وقد يكون المراد بالعزى غير الصنم المعروف، كما قيل في مناف على فرض صحة تسمية أبي طالب عليه السلام أصلا باسم عبد مناف، وإلا فقد روي أن اسمه عمران.
وقد يكون عبد المطلب عليه السلام قد سمّاه فعلا بعبد العزى لسبق علمه من الله بكفره وشقائه. إلى غير ذلك من الوجوه والعلل التي إنْ خفيت عنا أو لم تصلنا؛ فإنه لم يخفَ عنا أن لله مع أوليائه حكمة في كل تصرفاتهم، ومنها تسمية أبنائهم.
والمؤمن إذا ثبت لديه شيء بالقطع من أدلة مستفيضة صريحة صحيحة؛ فإنه لا ينتقض لديه ببعض الموارد المشتبهة، لأنها لا تعدو كونها موارد خاصة لا بد أن يكون وراءها عللا أو وجوها سيأتي زمان تفسَّر فيه، حين يقوم القائم صلوات الله عليه فينشر علومه الشريفة. عجل الله ذلك ونحن وإياكم في عافية.
والذي هو ثابت منه ما روي عن عن الأصبغ بن نباتة قال: «سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنمًا قط، قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم عليه السلام متمسكين به» (كمال الدين للصدوق ص103).
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
16 ذو الحجة 1445 هجرية