السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية عظم الله لكم الأجر وأحسن عزاؤكم في استشهاد أبا الأحرار سيدنا ومولانا الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته عليه وعليهم سلام الله. أرغب حقيقة في معرفة رأي أو الحصول على رد فضيلة الشيخ ياسر فيما يتعلق بما جرى هذا العام وبشكل ملفت ومبالغ فيه من على المنابر الحسينية في عشرة محرم هذا العام في البحرين. تراشقات بين الخطباء على عبارة( كل يوم عاشوراء،كل أرض كربلاء) الموضوع لم يقتصر بين مؤيد لها أو معارض لو كان ذلك لقضي الأمر ولكن كل فريق يظهر من الأدلية أو يسرد من الأسباب والتوضيحات يتطرق إلى ذم وتسفيه وتسقيط والإستهزاء بمن يخالف رأيه، وبشكل مبطن يذكر تفتصيل الخطيب الفلاني المخالف له في الرأي دون ذكر اسمه وهكذا كانت التراشقات التي انتقلت بين الجماهير في مختلف وسائل التواصل، ومنهم من طالب بطرد ذاك الخطباء وإنزالهم من المنابر. ووصل الأمر إلى أم قدم أحد الخطباء اعتذارًا علنيًا على المنبر وتراجع عن رأيه الذي لا يرى بصحةهذه المقولة كونها أمرًا اجتهاديًا شخصًيا لم يصدر من إمام معصوم وبرر قوله بأنه أخطأ التقدير إلى آخره.حتى إن بعض الخطباء إتهم الشيخ ياسر! ( دون ذكر إسمه شخصيًا ) ولكن بالتلوي والكلام المبطن واللهمز واللمز عرفت إنهم يقصدونه( التشيع اللندني). ! اتهموه بأنه سبب هذه الفتنة! مع العلم الذي بدأ ذلك هو خطيب يدعي بأنه يتبنى مفهوم الوحدة وكان مصرًا على أن هذه العبارة لا مانع بأن تؤخذ بمعناها المجازي ولكن لأنها صدرت من الخميني شن المناهضين له هجوما مضادًا.ناقض نفسه ونقض متبناه ومنه بدأت المشكلة! كل عام في البحرين عشرة محرم لها خصوصية كبيرة وعظيمة وحرارة منقطعة النظير يصعب وصفه أو بيان مكانته وكيف يهتم الشباب البحراني بإحياء هذه الشعيرة العظيمة ولكن هذا العام هذه المهاترات أخذت جزء من روح هذه الشعيرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته دمتم في حفظ الله وخدمة الزهراء عليها السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
جواب المكتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد أبي عبد الله الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، ولعنة الله على قتلتهم وأعدائهم أجمعين.
من جواب سابق عن المقولة: ”هذه المقولة ليست رواية عن أهل البيت (عليهم السلام) أصلا، وهي كما ذكرنا معارَضة بقولهم عليهم السلام: ”لا يوم كيومك يا أبا عبد الله“، ونصّهم على أن أرض كربلاء لا تماثلها أرض في الشرف والمنزلة. فالذي ينبغي لنا الالتزام بالروايات وردّ ما خالفها حتى وإن كان تأويلنا لما يخالفها مما تهواه أنفسنا ولا نرى فيه حرجا شرعيا، فإن أئمتنا (صلوات الله عليهم) علّمونا أن نقول ما يقولون ولا نزيد ولا ننقص فضلا عن أن نعارض، وهكذا قال الصادق (عليه السلام) لعبد الله بن سنان الذي كان يدعو الله بقوله: ”يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك“ فصحّح له الإمام وأمره بأن يقتصر في دعائه على قوله: ”يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك“- أي من دون (الأبصار) - قائلا: ”إن الله عز وجل يقلب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول“. وكذا عندما أضاف العلاء بن كامل عبارة (بيده الخير) في الدعاء الذي علّمه إياه الصادق (عليه السلام) وهو: ”لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، يحيي ويميت ويميت ويحيي، وهو على شيء قدير“. فقال له الإمام عليه السلام: ”إن بيده الخير ولكن قل كما أقول لك“. فتأمل جيدا كيف أن الإمام (صلوات الله عليه) أمر بأن لا يغيّر شيء من أقوالهم وما علّمونا أن ندعو به، رغم أن هذه الزيادات طفيفة وليس فيها محذور شرعي على الظاهر، فكيف بابتداع مقولة وشعار معارض تماما لأقوالهم عليهم السلام؟! إن ذلك يخالف الأمر المولوي: ”..ولكن قل كما أقول“.
أما عن إجبار الخطباء على الاعتذار فهو من العار على هؤلاء البلطجية أتباع ولاية السفيه، والأشنع من فعله هؤلاء السفلة هو رضوخ هؤلاء الخطباء إليهم وتقديم الاعتذارات التي لا مبرر لها، فقد قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (لا يقيم أمر الله إلا من لا يضارع ولا يصانع ولا يتبع المطامع)، وقال عليه السلام: (إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق).
فإن كان الخطيب الذي يعتلي المنبر الحسيني الشريف همُّه المال والنفس، فإن عليه أن لا يعتليه مرة أخرى، فقد ورد عن الباقر عليه السلام قوله: (يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير).
هكذا يجب أن يكون الخطيب الحسيني لا تأخذه في الله لومة لائم، لا أن ينجر وراء الناس وأهوائهم!
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
13 محرم الحرام 1445 هجرية
