السلام عليكم
طلب بتوضيح مخازي سعيد بن زيد احد المبشرين بالنار
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
سعيد بن زيد العدوي هذا هو ابن عم عمر بن الخطاب وصهره على أخته، وقد اشترك معه في خسّة النسب والتولّد من السفاح! قال ابن كثير في ترجمته: ”هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قريط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، وكان الخطاب والد عمر بن الخطاب عمّه وأخاه لأمّه! وذلك لأن عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة أبيه بعد أبيه! وكان لها من نفيل أخوه الخطاب“! (البداية والنهاية لابن كثير ج7 ص133 عن الزبير بن بكار وابن إسحاق).
ومن أبرز المآخذ عليه اختلاقه لما يُعرف بحديث العشرة المبشّرة، فإنه على الأظهر هو الذي اختلقه مزكيا لنفسه حين أقحم اسمه فيه، فكان هذا دافعه، ودافعه الآخر هو التودّد إلى عثمان بن عفان، وتستشف ذلك من المحاورة التي جرت بين أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين طلحة والزبير (لعنهما الله) قبيل معركة الجمل. قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لهما: ”لقد علم المستحفظون من آل محمد - وفي حديث آخر: من أصحاب عائشة ابنة أبي بكر وها هي ذه فاسألوها - أن أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وآله، وقد خاب من افترى!
فقال له طلحة: سبحان الله! تزعم أنّا ملعونون وقد قال رسول الله: عشرة من أصحابي في الجنة! فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا من حديث سعيد بن زيد بن نفيل في ولاية عثمان! سمّوا لي العشرة؟
فسمّوا تسعة وأمسكوا عن واحد، فقال لهم: من العاشر؟ قالوا: أنت! قال: الله أكبر! أما أنتم فقد شهدتم لي أني من أهل الجنة وأنا بما قلتما من الكافرين! والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وآله إليّ أن في جهنم جبّا فيه ستة من الأولين وستة من الآخرين، على رأس ذلك الجب صخرة؛ إذا أراد الله تعالى أن يسعّر جهنم على أهلها أمر بتلك الصخرة فرُفعت! إن فيهم لنفرا ممن ذكرتم! وإلا فأظفركم الله بي، وإلا أظفرني الله بكما وقتلكما بمن قتلتما من شيعتي“! (الكافئة للمفيد عليه الرحمة ص24 والاحتجاج للطبرسي عليه الرحمة ج1 ص237).
وأنت عالم بما ترتّب على حديث العشرة الباطل من آثار جعلت الأمة تنخدع بالمنافقين والمرتدّين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وما زالت الأمة تدفع ثمن تصديقها لكذبة سعيد بن زيد التي هي إحدى أسباب بقائها على الضلال إلى اليوم! فانظر أي ذنب عظيم ارتكبه سعيد هذا ببضع كلمات وضعها زورا على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله!
ولو غضضنا الطرف عن هذا فإن مجرد خذلانه للوصي الشرعي (صلوات الله عليه) وعدم نصرته له؛ يعني انحرافه عن الإسلام وارتداده. والرجل لم ينصر الوصي الشرعي بعد مؤامرة السقيفة، ولا نصره في حروبه الثلاث على الناكثين والقاسطين والمارقين، ولم يكن ممن يلتزم بإمامة أهل البيت (صلوات الله عليهم) مع أنه قد عاش إلى فترة طويلة تمتد إلى سنة خمسين من الهجرة.
وهذا كافٍ للحكم عليه بالنفاق والارتداد؛ وإنْ لم يحدّثنا التاريخ بمخازيه أكثر من هذا لأنه كان مغموراً ليس له دور يُذكر.
وفقكم الله لنصرة الدين وأهله. والسلام.
ليلة الأول من ذي الحجة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.