أما بعد
اسمحوا لي أن اسألكم : هل صحيح أن أبا بكر لعنه الله كان سيعيد الخلافة لسيدنا علي عليه السلام وكيف منعه شيطانه عمر؟؟
والشكر لكم وأدامكم الله وأسكنكم الجنة مع الأئمة الطاهرين
باسمه جلّت أسماؤه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نعم؛ وذلك حينما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشخصه في معجزة خاصّة فحذره وأوعده إنْ لم يُرجع الخلافة لصاحبها الشرعي. وقد جرت هذه الحادثة بعدما أنكر أبو بكر بن أبي قحافة (لعنه الله) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) مطلقا، زاعما أنه خليفته في أهله ونسائه فقط!
وإليك تمام الرواية التي رواها شيخنا المفيد (رضوان الله تعالى عليه) بسنده عن معاوية بن عمّار الدهنيّ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ”دخل أبو بكر على علي (عليه السلام) فقال له: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحدث الينا في أمرك حدثاً بعد يوم الولاية، وأنا أشهد أنك مولاي مقرّ لك بذلك، وقد سلّمت عليك على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإمرة المؤمنين، وأخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنك وصيّه ووارثه وخليفته في أهله ونسائه ولم يحل بينك وبين ذلك، وصار ميراث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليك، وأمر نسائه، ولم يخبرنا بأنك خليفته من بعده! ولا جرم لنا في ذلك في ما بيننا وبينك ولا ذنب بيننا وبين الله عزّ وجلّ!
فقال له علي عليه السلام: إنْ أريتُك رسول الله (عليه السلام) حتى يخبرك بأني أولى بالمجلس الذي أنت فيه، وأنك إن لم تنحّ عنه كفرت، فما تقول؟ فقال: إنْ رأيتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيتُ به! قال: فوافني اذا صلّيت المغرب.
قال: فرجع بعد المغرب فأخذ بيده وأخرجه الى مسجد قبا، فاذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس في القبلة! فقال: يا عتيق! وثبت على علي وجلست مجلس النبوّة وقد تقدّمت إليك في ذلك! فانزع هذا السربال الذي تسربلته فخلّه لعليّ والاّ فموعدك النار!
قال: ثم أخذ بيده فأخرجه، فقام النبي (صلى الله عليه وآله) عنهما، وانطلق أمير المؤمنين (عليه السلام) الى سلمان فقال له: يا سلمان أما علمت أنه كان من الأمر كذا وكذا؟ فقال سلمان: ليشهرنَّ بك وليبدينّه الى صاحبه وليخبرنَّه بالخبر، فضحك أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: أما إنْ يخبر صاحبه فسيفعل، ثم لا والله لا يذكرانه أبدا الى يوم القيامة، هما أنظر لأنفسهما من ذلك!
فلقي أبو بكر عمر فقال: إن عليّاً أتى كذا وكذا وصنع كذا وكذا وقال لرسول الله كذا وكذا! فقال له عمر: ويلك ما أقلَّ عقلك! فوالله ما أنت فيه الساعة إلاّ من بعض سحر ابن أبي كبشه! قد نسيت سحر بني هاشم؟! ومن أين يرجع محمد ولا يرجع من مات؟! إن ما أنت فيه أعظم من سحر بني هاشم! فتقلد هذاالسربال ومر فيه“! (الاختصاص للمفيد ص272 ونحوه في خصائص الأئمة عليهم السلام للشريف الرضي ص59).
قضى الله حوائجكم في الدنيا والآخرة، والسلام.
ليلة الثاني من ذي الحجة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.