السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما رأي سماحة الشيخ بـ (رفاعة بن شداد البَجَلي)؟! وهل هو فعلا من أصحاب الإمام علي صلوات الله عليه؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمراجعة الشيخ،
ورد أنه كان من الذين تولوا الصلاة على أبي ذر رضوان الله عليه، وقد شهد النبي صلى الله عليه وآله بصلاحهم إذ يقول أبي ذر: «فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أني أموت في أرض غربة، وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة عليَّ رجالٌ من أمتي صالحون».
وورد أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه نصبه قاضي الأهواز وكتب إليه كتابًا جليلًا قال فيه: «واعلم أني ولَّيْتُكَ لثقتي بك، فلا تخلف ما أمَّلْتُهُ فيك».
وكان من أمراء جيش أمير المؤمنين عليه السلام في الجمل وصفين، وله مواقف تدل على إيمانه ورفضه، منها ما كان قبيل مقتله إذ رجع إلى المختار وانضم مجددًا إليه بعدما سمع رجلًا من قومه يقول: «يا لثارات عثمان! فقال رفاعة: ما لنا ولعثمان؟! لا أقاتل مع قوم يبغون دم عثمان. فرجع إلى المختار فقاتل معه وهو يقول:
أنا ابن شداد على دين علي
لست لعثمان بن أروى بولي
لأُصلِيَنَّ اليوم في من يصطلي
بحرِّ نار الحرب غير مُؤتَلِ». (تاريخ الطبري ج6 ص50)
وهذه كانت من هناته؛ أنه انضم إلى المختار دون استئذان من إمام وقته عليه السلام، ودون إدراك أن المختار كذاب. وقد ذكروا أنه لمّا تبيَّن له كذبه انفصل عنه إلا أنه عاد إليه حميةً بعدما سمع ذلك الرجل من قومه يقول: «يا لثارات عثمان» كما تقدّم.
ويبقى تخلفه عن نصرة أبي عبد الله الحسين عليه السلام مع أنه كان من الذين كتبوا له؛ منقصة. وقد خرج بعدُ مع التوابين تكفيرًا عن ذنبه، وقال في خطبته مخاطبا المسيب بن نجبة: «أما بعد، فإن الله قد هداك لأصوب القول ودعوت إلى أرشد الأمور، بدأت بحمد الله الثناء عليه والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، ودعوت إلى جهاد الفاسقين وإلى التوبة من الذنب العظيم، فمسموع منك مستجاب لك مقبول قولك». (تاريخ الطبري ج4 ص427)
فالمتحصل من هذا المجموع أن الرجل كان إلى الصلاح أقرب، على بعض الهنات والتذبذب.
وفقكم الله لمراضيه.
مكتب الشيخ الحبيب في أرض فدك الصغرى
14 ربيع الآخر 1446 هجرية