السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
لقد سئل سماحة الشيخ بشير النجفي دام ظله عن وحدة الوجود فقال :
( بسمه سبحانه حصر الفاعل في واحد ليرجع الممكنات كلها إليه ابتعادا من التسلسل والدور وتجنبا للزوم الإمكان في مبدأ المبادئ والله الهادي .)
فما هو رأي سماحتكم في هذا التعريف ؟
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا اشتباه ظاهر مع ما في العبارة من اللحن، فإن هذا هو تعريف وحدة الموجد لا وحدة الوجود، والأخير ناظر إلى حقيقة الوجود في الواقع الخارجي بما هو وجود، ولا يُنظر في تعريفه إلى الفاعل الموجد وإلا كان خلطا بين الأثر والمؤثر، وهو باطل في علم الكلام.
ولا خلاف في وحدة الموجد أو الصانع وحصر مبدئية الفعل به احترازا من الدور والتسلسل، إنما الخلاف في أنه هو بوجوده الواجب وما أوجده من الممكنات هل هم جميعا ذوو حقيقة وجودية واحدة أم متعددة؟ الأول باطل وهو المعرّف بوحدة الوجود، والثاني صحيح وهو المعرّف بتعدد الوجود.
وهذا كلّه غير وحدة الموجود.
زادكم الله علما وفهما واستقامة. والسلام.
الثالث من ذي الحجة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.