بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيح الفاضل ياسر الحبيب حفظكم الباري عز وجل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ذكرتم في بعض الأجوبة أن الحسنين عليهما السلام قد شاركا في فتح افريقية فماهي المصادر التي ذكرت هذه المسألة ؟ و هل يعني أن التشيع وصل مع الفتح إلى افريقية ؟ و مارأيكم في من ينكر هذه المسألة من علمائنا مثل علي القائمي ؟
ودمتم موفقين
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
قد ذكر ذلك المؤرخون ومنهم ابن خلدون في شأن فتح أفريقية، قال: ”فاستشار عثمان الصحابة فأشاروا به، فجهّز العساكر من المدينة وفيهم جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاص وابن جعفر والحسن والحسين وابن الزبير“. (تاريخ ابن خلدون ق1 ج2 ص128).
ولا شك أنهما (عليهما السلام) قد بذرا بذرة التشيع في أفريقية بمشاركتهما في الفتح، على ما ذكرناه في أجوبتنا السابقة من أنهما والأجلاء من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الشيعة قد شاركوا في تلك الفتوحات لا لإسباغ الشرعية عليها وعلى الآمرين بها من حكام الضلالة والجور؛ وإنما لاستنقاذ الناس وإيصال الدين الإسلامي بحقيقته السليمة لهم، فيكون ذلك من قبيل تقديم الأهم على المهم.
أما عن إنكار هذه المشاركة فإن كان ذلك مستندا إلى دليل روائي أو تاريخي فيمكن النظر فيه والتحقيق، أما إن كان مستندا إلى استحسانات فلا. ولم نرَ دليلا ينفي المشاركة، كما لا نرى موجبا لردّ الاعتماد على ما رواه هؤلاء المؤرخون.
زادكم الله من فضله وإحسانه وكرمه. والسلام.
11 شوال لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.