السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله ...
لولا التقية ما عرف ولينا من عدونا، ولولا معرفة حقوق الإخوان ما عرف من السيئات شيء إلاّ عوقب على جميعها، لكن الله عزّ وجلّ يقول: (وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير)
فما المصاديق العملية لهذا الحديث الوارد عن إمامنا الحسين عليه السلام؟ وكيف تعرف النكات المذكورة هنا ؟
نسألكم الدعاء ... وشكرا لكم مقدما ...
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثاراتهم مع المدّخر لذلك مولانا صاحب الأمر صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف.
المعنى أن التقية علامة فارقة تميّز المؤمن الموالي عن غيره، وبعد التمييز يتوجّب برّ المؤمن الموالي وأداء حقوقه فهو الأخ في الدين، وهذا البرّ شرط لغفران السيئات والأمان من العقاب، وإلا فما ارتكبه العبد من سيئات يعاقب عليها جميعا.
والآية لا تنفي مدلول الحديث، إذ مدلول الحديث هو: ولولا معرفة حقوق الإخوان (وأدائها) ما عُرف من السيئات (التي ارتكبها العبد) شيء إلا عوقب على جميعها (في الدنيا والآخرة).
وإلى هذا يشير زين العابدين (صلوات الله عليه) بقوله: ”يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبيْن؛ ترك التقية وتضييع حقوق الإخوان“. (الوسائل ج16 ص222 عن تفسير الإمام العسكري صلوات الله عليه).
رزقكم الله وإيانا علما وفهما. والسلام.
الخامس من شهر محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.