السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد و آل محمد وعجل فرجهم
اريد منكم سماحة الشيخ ان تكتبوا لي صفات الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم صفاته الخلقية اي صفات ذاته الشريفة مثل الوجه واللحية والشارب وشعر الرأس وغيرها..كلها الواردة من طرق اهل البيت عليهم السلام خاصة لحبته الشريفة وشاربه الشريف وشعر رأسه الشريف صلى الله عليه واله وسلم كلها
جزاكم الله خيرا
ادريس
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه (صلوات الله عليهم) وجعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
قد روى الشيخ إبراهيم بن محمد بن هلال الثقفي (رضوان الله تعالى عليه) في كتابه الغارات كيف وصف أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) أخاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأبلغ وأروع الألفاظ، فإليكها مع التفسير:
قال عليه السلام: ”لم يكُ بالطويل المُمَغَّط (كمن مُدِّ مدّاً) ولا بالقصير المتردد (كمن ضُغِطَ ضغطا فتداخلت أجزاؤه وتردّد بعضها في بعض) وكان ربعة من القوم (متوسط الجسم لا طويل ولا قصير) ولم يكُ بالجعد القطط ولا السبط؛ كان جعدا رَجِلاً (أي لم يكن شعره جعدا فيه تكسّر ولا سبطا فيه استرسال بل كان وسطا بينهما) ولم يكُ بالمُطهَّم ولا المُكلثم وكان في وجهه تدوير (أي لم يكن وجهه منتفخا سمينا ولا نحيفا أو قصير الحنك منضم الوجه من أعلى وأسفل وإنما كان وجهه معتدلا مع تدوير غير مخل).
أبيض مشربٌ حُمرةً (في بياضه حمرة) أدعج العينيْن (عيناه شديدتا السواد وشديدتا البياض مع وسعة فيهما) أهدب الأشفار (طويل شعر الأجفان أي ما يسمى الآن بالرموش) جليل المُشاش والكتد (عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين، الكتد هو الكاهل) أجرد ذا مسرُبة (بدنه ليس كثيف الشعر بل شعره دقيق ناعم كشعر المسربة أو الزغب) شَثْن الكفين والقدمين (فيها غِلظة وشدة وقِصَر) إذا مشى تقلَّع كأنما يمشي في صبب (إذا مشى ارتفعت قدماه عن الأرض كأنهما تُقتلعان منها ثم تحطّان بقوة كما توضع القدم على الأرض الصبب أي المنحدرة) وإذا التفت التفت معا (لترابط جسده الشريف كان إذا التفت لا يلوي عنقه وإنما يميل بمقاديم بدنه إلى اليمنة أو اليسرة محل الالتفات) بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفا وأرحب الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس ذمة وألينهم عريكة (ألينهم طبيعة أي أنه سلس) وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته (واصفه): لم أرَ قبله ولا بعده مثله“.
وأما عن لحيته الشريفة (صلى الله عليه وآله) فقد روى الصدوق (رضوان الله تعالى عليه) عن مولانا الرضا عن آبائه عن الإمام الحسن المجتبى (صلوات الله عليهم) تقريره لوصف هند بن أبي هند للنبي (صلى الله عليه وآله) وكان من جملة الصفات أنه (صلى الله عليه وآله) كان كثّ اللحية. (عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2 ص282).
هذا واعلم أنك جعلتني أبكي بسؤالك هذا إذ راجعتُ صفاته صلى الله عليه وآله وروحي فداه.
رزقنا الله وإياكم شفاعة خاتم الأنبياء وأهل بيته النجباء صلوات الله عليهم. والسلام.
ليلة الثامن والعشرين من محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.