هل هناك آية صريحة تذكر ولاية علي بن أبي طالب عليهما السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام على من إتبع الهدى
السيد ياسر الحبيب لدي سؤال يتعلق بالإمامه والتي هي أساس الخلاف بين السنه وبين الشيعه والتي يكفر من كفر بها حسب مرويات الشيعه
سؤالي هو
آية صريحة فيها الوعيد بالنار لمن أنكر ولاية علي رضي الله عنه ..

أو آية صريحة فيها وعد وترغيب لمن آمن بولاية علي رضي الله عنه أن يدخل الجنة ...

العندليب


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

تم عرض سؤالكم على سماحة الشيخ الحبيب (دام مجده) فابتسم وعلق بالقول:
قبل أن نجيبك هاتِ لنا آية صريحة فيها الوعيد بالنار لمن أنكر ولاية أبي بكر وعمر أو أنكر إيمانهما وعدالتهما وقال عنهما أنهما كافران فاسقان.
أو هاتِ لنا آية صريحة فيها وعد وترغيب لمن آمن بولاية أبي بكر وعمر أو آمن بأن الخلافة تكون بالشورى المزعومة أن يدخل الجنة.
بل هاتِ لنا ولو آية صريحة واحدة فيها ذكر فضيلة أو منقبة لأبي بكر أو عمر توجب الاعتقاد بحسن حالهما.
إن إجابتك على هذه الأسئلة سيحدد لنا مستواك العقلي لأن من المضحك أن يأتينا أحد يسألنا هذا السؤال الساذج مع أن إجابته واضحة وضوح الشمس وبراهينه معلومة لكل من وقف على العقيدة الإسلامية.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 17 محرم 1429



الحقيقه لا أدري كيف أصف أسلوب سماحة السيد فهو يجاوب على السؤال بسؤال !!!!!!!!!
أنا لم أتطرق للسؤال عن ولاية أبي بكر أو عمر لأن مسألة ولايتهم ليست من أصول الدين أساساً
أنا سألت سؤال عن أصل من أصول الدين لدى الشيعه الإماميه وهي ( الإمامه )
فلماذا لا نجد آيه واحده صريحه لهذا الركن العظيم عند الشيعه توعدنا بالنار إذا أنكرنا هذه الإمامه وترغبنا بالجنه إذا أمنا بها ؟ لماذا ؟

العندليب


باسمه تقدست أسماؤه.

قد تعمّدنا يا هذا أن نجيبك أولا بسؤال لتعلم أي خوار في دينكم، فإنك وقد اعترفت بأن ولاية أبي بكر وعمر ليست من أصول الدين في شيء، وأن لا آية صريحة في القرآن الحكيم توجب علينا موالاتهما أو الاعتقاد بإيمانهما وعدالتهما، كما لا آية صريحة تنفي كفرهما وفسقهما؛ فما بالكم تكفّرون من يقول عنهما أنهما كافران فاسقان؟!
تقولون: إنما نكفّر القائل بذلك لأنه يكذِّب القرآن في آيات امتدحت (الصحابة) وشهدت بإيمانهم وحُسن حالهم!
ورددنا عليكم بالقول: إن الآيات التي تستدلون عليها أجنبية عن امتداح الجميع، ولا تشهد بإيمان الكل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) بل إنها ظاهرة في التبعيض والتخصيص، فلا صراحة في شمولها لأبي بكر وعمر (عليهما اللعنة) فعلى مَ تكفرّون من يخرجهما عن ربقة الإيمان والإسلام سيّما وأن ولايتهما والاعتقاد بإيمانهما ليس من أصول الدين؟!
فإن قلتم: تكفينا الآيات الواردة في الموضوع ولا حاجة لأن تكون صريحة!
قلنا: رغم أن تأويلكم لتلك الآيات سخيفٌ ساقط حيث إنها على ما سبق بيانه أجنبية عن امتداح وتعديل الكل والجميع؛ إلا أننا نُلزِمكم بمبناكم، فنقول من جانبنا أنه تكفينا الآيات الواردة في موضوع ولاية علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ولا حاجة لأن تكون صريحة.
ومنها قوله تعالى: ”الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا“ (المائدة: 4) وقد جاء في تفاسير الفريقين أنها نزلت يوم قال النبي صلى الله عليه وآله: ”من كنت مولاه فعلي مولاه“، فعلمنا أن ولاية وإمامة علي أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) هي من الإسلام وبها يكمل، ثم نظرنا في كتاب الله تعالى فإذا به ينطق: ”وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ“ (آل عمران: 86) وبمقتضى الجمع يكون غير المعتقد بالولاية والإمامة مبتغيا غير الإسلام دينا، وهو إذ ذاك من الخاسرين ومآله جهنم وبئس المصير.
وعلى هذه فقس سائر الآيات التي وردت في النص على ولاية آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كقوله تعالى: ”إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ“. (المائدة: 56).

ثم على رسلك يا هذا! من الذي قال لك بأنه ما من آية (صريحة) أيضا تدلّ على الإمامة؟
إنّا حيث نتبع أئمتنا الأطهار من آل محمد (عليهم السلام) فإنا نلتزم بقراءتهم لكتاب الله تعالى، وقد وردنا عنهم أنهم يقرأون: ” قَالَ هَذَا صِرَاطُ عَلَيٍّ مُسْتَقِيمٌ“ (الحجر: 41)، فجاء في تفسير هذه الآية الكريمة عن الصادق عن الباقر عن زين العابدين (عليهم الصلاة والسلام) أن عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه) قال يوما لرسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): ”إنك لا تزال تقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.. فقد ذكر الله هارون في أم القرى ولم يذكر عليا!“ فردّ عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: ”يا غليظ يا جاهل! أما سمعت الله يقول: هذا صراطُ عليٍّ مستقيم“؟! (مناقب ابن شهر آشوب ج2 ص302 وغيره).
كما قد ورد في سبب نزول الآية عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) عن أبي برزة أنه قال: ”بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ قال وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) إلى آخر الآية.
فقال رجل: أليس إنما يعني (الله فضّل هذا الصراط على ما سواه)؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: هذا جفاؤك يا فلان! أما قولك: فضّل الإسلام على ما سواه فكذلك. وأما قول الله: (هذا صراطي مستقيما) فإني قلت لربي مقبلا من غزوة تبوك الأولى: (اللهم إني جعلت عليا بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة له من بعدي، فصدّق كلامي وأنجز وعدي واذكر عليا كما ذكرت هارون، فإنك قد ذكرت اسمه في القرآن - فقرأ آية - فأنزل تصديق قولي: (هذا صراطُ عليٍّ مستقيم). وهو هذا جالس عندي، فاقبلوا نصيحته، واسمعوا قوله، فإنه من يسبّني يسبّه الله، ومن سبّ عليا فقد سبّني“. (تفسير فرات الكوفي ص43).
كما قد ورد عن أبي حمزة الثمالي (رضوان الله عليه) عن أبي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه)، قال أبو حمزة: ”سألته عن قول الله عز وجل: (قال هذا صراط علي مستقيم). قال: هو والله علي عليه السلام، وهو والله الميزان والصراط المستقيم“. (تفسير البرهان ج2 ص344).
بل إن في بعض ما رويتموه أنتم - معشر المخالفين - ما يؤيد ذلك، فقد روى الحاكم الحسكاني بسنده عن سلام بن المستنير الجعفي: ”دخلت على أبي جعفر - يعني الباقر عليه السلام - فقلت: جعلني الله فداك إني أكره أن أشقّ عليك فإن أذنت لي أسألك؟ فقال: سلني عما شئت. فقلت: أسألك عن القرآن؟ قال: نعم. قلت: قول الله تعالى في كتابه: (هذا صراط علي مستقيم)؟ قال: صراط علي بن أبي طالب. فقلت: صراط علي بن أبي طالب؟! فقال: صراط علي بن أبي طالب“. (راجع شواهد التنزيل للحاكم ج1 ص78).
وكذلك ما حكاه محمد بن مؤمن الشيرازي في تفسيره عن شعبة عن قتادة عن الحسن البصري أنه كان يقرأ الحرف ”هذا صراطُ علِيٍّ مستقيم“. قال قتادة للحسن: ”ما معناه؟ فقال: هذا صراط علي بن أبي طالب“. (عن تفسير محمد بن مؤمن الشيرازي راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج2 ص302 والطرائف لابن طاووس ج1 ص96).
ثم إن سياق الآية بنفسها يرجّح قراءتها على هذا النحو لا على النحو السائد، ذلك لأنه سبحانه في مقام تبيان جهوية الاستقامة في قبال انحراف طريق إبليس، لا في مقام مآلية الاستقامة إليه سبحانه كما يزعم الجهال، وهذا واضح لكل من تذوّق لغة القرآن وإلا ما كان هناك تمييز في الآية السابقة والآية اللاحقة بين الفريقين (العباد المخلَصين) و(العباد الغاوين). وعليه فلا تنفع قراءة (علي) بفتح اللام، كما لا تنفع قراءتها على أنها وصف للصراط - أي بالرفع كما قرأ بعضهم كقيس بن عباد وابن سيرين وقتادة - لأن السياق أيضا لا يسعف هذا التأويل، فليس المقام مقام بيان نعتية الصراط، لذا فإن الأصح هو القراءة المروية عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) أي إضافة (علي) وكسر اللام والياء. ليكون المعنى أن صراط الإمام علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهما) هو صراط مستقيم ليس للشيطان على سالكيه سبيل في إغوائهم.
وغير خافٍ أن مقتضى نصّه تعالى على أن الصراط المستقيم هو صراط علي عليه السلام؛ هو الحكم بإمامته ووجوب ولايته، إذ ليس معنى نسبة الصراط إليه إلا البعث على اتباعه والائتمام به عليه السلام.
ومعلوم بالبداهة أن بيان الله تعالى للصراط المستقيم يوجب على المؤمنين عدم الحيدودة عنه وإلا كان مصير الحائد الهلاك والعذاب ونار جهنم، كما يكون مصير الملتزم بهذا الصراط الفوز والنجاة وجنة الخلد.
وعلى ما تقدّم ثبت بأن الله تعالى قد أنزل في كتابه آية صريحة تنصّ على الإمامة بذكرها صراحة أن صراط أول الأئمة - علي عليه السلام - هو الصراط المستقيم الذي ندعو الله في صلواتنا دائما بأن يهدينا إليه بقولنا: ”اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ“. (الفاتحة: 6).

والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. الثامن والعشرون من محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp