بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم والعن أعدائهم.
الشيخ الفاضل المجاهد ياسر الحبيب حفظه الله تعالى وسدد خطاه لدينا بعض الأسئلة التي نود من سماحتكم الكريمة التكرم علينا بالإجابة عنها.
ألا يعتبر وجود الحاجز الفاصل حول بعض الأضرحة المقدسة لأهل البيت عليههم السلام بدعة ، فقد جاء في الخبر عن أصول الكافي كتاب الحجة باب ( ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الامامة ) ، وفيه عن يحيى بن أكثم قال : " بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله ( ص ) فرأيت محمد بن علي الرضا ( ع ) يطوف به فناظرته في مسائل عندي ...”؟
وفقكم الله لكل خير بجاه محمد وآله الطيبين الطاهرين.
باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثاراتهم مع مولانا قائم آل محمد صلى الله عليه وآبائه الطاهرين وعجل الله فرجه الشريف.
الحواجز التي أقيمت حاليا ليست بدعة لكنها خلاف الأولى، لأن المسنون شرعا هو الطواف حول أضرحتهم المقدسة (صلوات الله عليهم) وتقبيل الأركان، ثم الصلاة إلى جوار الرأس الشريف مع التأخر قليلا وما إلى ذلك من آداب تحول هذه الحواجز الموضوعة دون تحققها لأحد الطرفين - رجالا أو نساءً - على الوجه الأكمل.
وما خيف من اختلاط الرجال بالنساء لا مبرّر له، إذ هو واقع في الحج، كما كان واقعا في العتبات المقدسة حتى زمن قريب، وقد شهدناه كراراً وفي أوقات الزحام الشديد فلم نرَ ما يهتك حرمة المكان إذ كان الناس ينظمون أمورهم بأنفسهم، ولو وقع من هذا أو ذاك أو هذه أو تلك ما هو مخلٌّ فإنه لا يعدو كونه حالات استثنائية شاذة نادرة، كما يحدث في الحج أحيانا، ثم إن الجميع - على ما هو معلوم - يكونون أحرص في مثل هذه المشاهد على الالتزام بتقوى الله تعالى وطلب التوبة ونيل الرضا من الإمام المعصوم صلوات الله عليه، وهم يدركون أن الإخلال بالأحكام الشرعية في مثل هذه الأمكنة أجلبُ لغضب الله تعالى وسخطه، وكثير منهم قد سمعوا أو شاهدوا عاقبة بعض الذين أخلوا وما نزل بهم.
لذا فإن من الأفضل إزالة هذه الحواجز وإرجاع الأمر إلى ما كان عليه، وقد كان هذا - على ما نتذكّر - رأي الإمام الراحل قدس الله نفسه.
رزقكم الله وإيانا نور الإيمان والعمل الصالح. والسلام.
ليلة الثلاثين من محرم الحرام لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.