السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب ما رأي سماحتكم في الرواية المنسوبة الى الامام الصادق عليه السلام
في كتاب لآلئ الاخبار
بان الارض محمولة على قرنيّ ثور
ومتى الله شاء ان يحدث زلزالا في مكان ما
ارسل حوتا فدخل انف الثور فعطس فاهتز قرن الثور فصار الزلزال
هذا ولكم مني كل الشكر والتقدير
أخوك / أبو علي
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأرهم مع مولانا المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
هذا الخبر وأشباهه إما أن يكون من المدسوس، وذلك بقرينة وجود نظائره عند المخالفين، كما رُوي عن ابن عباس مثلا من قوله: ”الأرض على نون، والنون على البحر، وأن طرفي النون رأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش، والبحر على صخرة خضراء خضرة السماء منها وهي التي قال الله تعالى فيها: فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض، والصخرة على قرن ثور ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله تعالى“. (تفسير القرطبي ج11 ص169).
وإما أن يُحمل معناه على القوى الخفية المحرّكة للأرض وظواهرها الطبيعية كالزلازل، وتلك القوى الخفية هي الملائكة عليهم السلام، وقد رُمزَ لها بتلك الرموز تقريبا للمفهوم إلى الأذهان، فيكون معنى الثور هنا مَلَك من الملائكة يقوم بوظيفة إثارة الأرض، وكذا معنى الحوت.
وهذا المحمل مؤيَّد بقرائن من قبيل ما رُويَ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) من قوله: ”أما قرار هذه الأرض لا يكون إلا على عاتق مَلَك، وقدما ذلك الملك على صخرة، والصخرة على قرن ثور، والثور قوائمه على ظهر الحوت في اليم الأسفل، واليم على الظلمة، والظلمة على العقيم، والعقيم على الثرى، وما يعلم تحت الثرى إلا الله عز وجل“. (علل الشرائع للصدوق عليه الرحمة ج1 ص2).
فكان أوّل ما أشار إليه (عليه السلام) هو كون الأرض على عاتق مَلَك من الملائكة عليهم السلام، فيكون ما يتلوه من رموز محمولا عليه. كل هذا إنْ سلّمنا باعتبار هذه الأخبار، وهي عندنا غير معتبرة لورود نظائرها الموافقة عند المخالفين فيكون الأرجح تركها لقوله عليه السلام: ”دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم“. (الكافي للكليني عليه الرحمة ج1 ص8).
وفقنا الله وإياكم لنيل رضاه. والسلام.
ليلة الأول من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.