إلى مكتب الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله تعالى و رعاه،،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين و على أصحابه المنتجبين ثم اللعن الدائم على أعدائهم و مخالفيهم و منكري فضائلهم و مناقبهم أجمعين من الساعة إلى قيام يوم الدين.
أما بعد،،
عندي سؤال أتمنى أن تمنحوني من وقتكم الغالي البعض منه للإجابة،،
يقول الله تعالى في آخر سورة الرعد :وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، هل المقصود بالذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه؟ هل يوجد مصادر لذلك؟ هل ورد ذلك في مصادر المخالفين؟
و دمتم برعاية الله و حفظه،،
خالد
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
نعم هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه. وقد ورد ذلك مستفيضا في رواياتنا، ومنها ما رواه الصدوق عن أبي سعيد الخدري قال: ”سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قول الله جل ثناؤه: قال الذي عنده علم من الكتاب. قال: ذاك وصي أخي سليمان بن داود. فقلت له: يا رسول الله فقول الله: قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب؟ قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب“. (أمالي الصدوق ص659).
ومنها ما رواه العياشي عن عبد الله بن عطاء قال: ”قلت لأبي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام بن عمران يزعم أن أباه الذي يقول الله: قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم - و من عنده علم الكتاب؟ قال: كذب! هو علي بن أبي طالب“. (تفسير العياشي ج2 ص220).
ومما روي في مصادر أهل الخلاف؛ ما رواه القندوزي الحنفي عن الثعلبي وابن المغازلي الشافعي بسنديهما عن عبد الله بن عطاء قال: ”كنت مع الباقر رضي الله عنه في المسجد فرأيت ابن عبد الله بن سلام، قلت: هذا ابن الذي عنده علم الكتاب. قال: إنما ذاك علي بن أبي طالب“. (ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج1 ص305).
وروى القرطبي في تفسيره عن عبد الله بن عطاء قال: ”قلت لأبي جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: زعموا أن الذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام. فقال: إنما ذلك علي بن أبي طالب. وكذلك قال محمد إبن الحنفية“. (تفسير القرطبي ج9 ص336).
ومما ينفي كون الآية قد نزلت في عبد الله بن سلام ويؤكد أنها قد نزلت في علي صلوات الله عليه؛ أن الآية مكيّة، ولم يكن ابن سلام حينها قد أسلم إذ إنه قد أسلم متأخرا في المدينة.
قال أبو حيان الأندلسي - وهو من علمائهم - في تفسير الآية: ”قال قتادة: كعبد الله بن سلام وتميم الداري وسلمان الفارسي. وقال مجاهد: عبد الله بن سلام خاصة. وهذا القولان لا يستقيما إلا أن تكون الآية مدنية، والجمهور على أنها مكية. وقال محمد بن الحنفية والباقر: هو علي بن أبي طالب“. (البحر المحيط لأبي حيان ج5 ص401).
وقد روى السيوطي بسنده: ”أن سعيد بن جبير سئل عن قوله: و من عنده علم الكتاب أهو عبد الله بن سلام؟ قال: وكيف وهذه السورة مكية“؟! (الدر المنثور للسيوطي ج4 ص69).
وفقكم الله وإيانا لجوامع الخير في الدنيا والآخرة. والسلام.
ليلة الثاني عشر من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.