إلى مكتب الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله تعالى و رعاه،،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين و على أصحابه المنتجبين ثم اللعن الدائم على أعدائهم و مخالفيهم و منكري فضائلهم و مناقبهم أجمعين من الساعة إلى قيام يوم الدين.
أما بعد،،
عندي سؤال أتمنى أن تمنحوني من وقتكم الغالي البعض منه للإجابة،،
سمعت في محاضرات الشيخ عن الحديث المحرف (أصحابي كالنجوم) و نحن نعلم أن أصل الحديث هو أهل بيتي كالنجوم، هل ورد في مصادر المخالفين هذا الحديث بصيغة أهل بيتي كالنجوم؟
و دمتم برعاية الله و حفظه،،
خالد
باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين الشهيد وأهل بيته وأصحابه صلوات الله عليهم، جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع ولده المنتظر المهدي أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.
نعم ورد حديث: ”أهل بيتي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم“ في مصادرهم، ومنها ميزان الاعتدال للذهبي (ج1 ص82) وتذكرة الموضوعات للفتني (ص98) والفوائد المجموعة للشوكاني (ص144) وغيرها.
إلا أن المخالفين يزعمون أن هذا الحديث موضوع لأن روايه ”نبيط الكذاب“! فقد قال الفتني: ”أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم من نسخة نبيط الكذاب“! (تذكرة الموضوعات ص98) وقال الشوكاني: ”حديث أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، قال في المختصر: هو من نسخة نبيط الكذاب“! (الفوائد المجموعة ص144).
ولكن نبيطا هذا هو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله! والمخالفون يعتقدون بأن جميع هؤلاء الأصحاب عدول لا يكذبون، فكيف رموا نبيطا بالكذب على خلاف معتقدهم لمجرّد أنه روى هذا الحديث التي لا يوافق أهوائهم؟!
قال ابن عبد البرّ في ترجمة والده: ”شريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي، شهد حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه خطبته، وكان ردفه يومئذ ابنه نبيط بن شريط، وكلاهما مذكور في الصحابة“. (الاستيعاب لابن عبد البر ج2 ص160).
وقال ابن حجر: ”شريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي والد نبيط، وله ولنبيط صحبة“. (الإصابة لابن حجر ص2 ص146).
فالمخالفون بين أمريْن أحلاهما مرّ! إما أن يُسقطوا هذا الحديث ويلازم ذلك سقوط ما يسمى ”بعدالة الصحابة“ كون الحديث قد رواه نبيط ”الصحابي“! وإما أن يتمسكوا بما يسمى ”بعدالة الصحابة“ فيضطروا لإثبات صحة هذا الحديث الذي رواه نبيط ”الصحابي“!
على أن بعض حمير المخالفين الذين يحملون أسفارا - كالألباني - حاول أن يبرّر اتهام سلفه لنبيط بالكذب بادعائه أنه قد سقطت من أقوالهم (ابن) حيث كانوا يقصدون اتهام أحمد بن إسحاق بالكذب وليس جدّه نبيط بن شريط!
ولا يخفى ما فيه من التهافت، فإنه لو كان المتهم بالكذب الابن المباشر لنبيط أو الحفيد المشهور بهذه الكنية لأمكن قبول هذه الدعوى ولكان لها وجه على علاتها، إلا أن كلا الأمرين مفقود! فإنه ”أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط“! ولم يكن معروفا بكنية ”ابن نبيط“ قط! فلا يمكن أن يكون قول الفتني والشوكاني وغيرهما اشتباها مع كتابتهما عبارة: ”من نسخة نبيط الكذاب“ بهذا القطع!
وفقكم الله وإيانا لجوامع الخير في الدنيا والآخرة. والسلام.
ليلة الثاني عشر من صفر الأحزان لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.