السلام عليكم ورحمة الله
عظم الله اجوركم بمصاب المحسن الشهيد أرواحنا له الفداء
سؤال موجه لسماحة الشيخ ،
ما هي الروايات الواردة عن أهل البيت التي تنهي عن التسمية بأسماء أعداء أهل البيت (كأبي بكر - عمر - عثمان - معاوية- وأضرابهم) وهل يشمل ذلك إسم (عبدالرحمن)
أو إن إسم عبدالرحمن مستثنى عنهم.
أخوكم الدرازي
باسمه تعالت أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن كل اسم من أسماء أعداء أهل البيت (عليهم السلام) إذا صار مع مرور الزمان علَما ينصرف معناه إلى هؤلاء المعلونين أول ما ينصرف؛ فإنه يكون مبغوضا عند الله تعالى ومنهيا عن تسمية الأبناء به، حيث يوجب ذكره اختيال الشيطان واهتزازه فرحا. فقد رُوي عن جابر أن أبا جعفر الباقر (عليه السلام) قال لابن صغير: ”ما اسمك؟ قال: محمد. قال: بمَ تُكنَّى؟ قال: بعلي. فقال أبو جعفر عليه السلام: لقد احتظرت من الشيطان احتظارا شديدا. إن الشيطان إذا سمع مناديا ينادي: يا محمد، أو: يا علي؛ ذاب كما يذوب الرصاص، حتى إذا سمع مناديا ينادي باسم عدو من أعدائنا؛ اهتزّ واختال“. (الوسائل للحر العاملي ج21 ص393 عن الكافي).
وعليه فإن أسماء عتيق وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد وما أشبه تكون مبغوضة مذمومة، والكُنى تلحق الأسماء في الحكم، فتكون كُنى أبي بكر وأبي حفص وأبي الحكم وما أشبه مبغوضة مذمومة.
وينبغي لمن يُسمِّ أحدا من أبنائه باسم مبغوض أن يغيّره، فقد رُويَ عن يعقوب السراج قال: ”دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى (عليه السلام) وهو في المهد يسارُّه طويلا، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه، فقال: أُدْنُ من مولاك فسلِّمْ، فدنوت منه فسلّمتُ، فردَّ عليَّ بكلام فصيح ثم قال لي: اذهب فغيّر اسم ابنتك التي سمَّيْتها أمس فإنه اسم يُبغِضه الله! وكانت لي ابنة فسمَّيتها بالحميراء - أي عائشة - فقال أبو عبد الله عليه السلام: انتهِ إلى أمره ترشد. فغيَّرتُ اسمها“. (الوسائل للحر العاملي ج21 389 عن الكافي).
أما اسم عبد الرحمن؛ فإذ إنه بالأصل اسم ممدوح، ولم يغدُ علما ينصرف معناه إلى ابن ملجم لعنه الله، فلا بأس من التسمية به، ويبقى الحكم على الاستحباب. فقد رُويَ عن فلان بن حميد أنه سأل أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) وشاوره في اسم ولده، فقال: ”سمّه اسما من العبودية. فقال: أي الأسماء هو؟ قال: عبد الرحمن“. (الوسائل للحر العاملي ج21 ص391 عن الكافي).
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح. والسلام.
الحادي عشر من شهر ربيع الأول لسنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة.