ما الحكم فى أن أنكح امرأتى من دبرها فى حال حيضها أو عندما تشعر بألم فى فرجها؟
وهل هنالك خلاف فى السألة؟ فانى قد سمعت أقوالا كثيرة ما بين مبيح وغير مبيح
وكما تعلمون حاجة الانسان الآن الضرورية لتفريغ شهوته كل وقت خصوصا مع زيادة الفتن والعرى
نرجو الرد بسرعة
متجدد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طبقاً لبعض فتاوى علماء الطائفة البكرية (أتباع أبي بكر وعمر وعائشة) فإنه يجوز للرجل الذي لا يستطيع السيطرة على شهوته أن يقوم بالاستمناء (العادة السرية) أو ينكح البطيخة أو الصنم أو غيرهما بإيلاج ذكره في هذه الأشياء ونكاحها وذلك لأن صحابتهم كانوا يفعلونه في غزواتهم وأسفارهم، وكذلك يجوز للمرأة التي لا تستطيع السيطرة على شهوتها أن تدخل ذكرا اصطناعيا من القرع أو الاكرنبج أو غيرهما في فرجها، وذلك ما ذكره ابن القيم الجوزية في كتابه بدائع الفوائد الجزء 4 الصفحة 905 حيث قال:
"وإن كان مغلوبا على شهوته يخاف العنت كالأسير والمسافر والفقير جاز له الاستمناء، نص عليه أحمد رضي الله عنه وروي أن الصحابة كانوا يفعلونه في غزواتهم وأسفارهم ... وإن كانت امرأة لا زوج لها واشتدت غلمتها فقال بعض أصحابنا يجوز لها اتخاذ الاكرنبج وهو شيء يعمل من جلود على صورة الذكر فتستدخله المرأة أو ما أشبه ذلك من قثاء وقرع صغار ... وإن قور بطيخة أو عجينا أو أديما أو نجشا في صنم إليه فأولج فيه فعلى ما قدمنا من التفصيل قلت وهو أسهل من استمنائه بيده وقد قال أحمد فيمن به شهوة الجماع غالبا لا يملك نفسه ويخاف أن تنشق أنثياه اطعم وهذا لفظ منا حكاه عنه في المغني"
وقال منصور بن يونس البهوتي الحنبلي في كتابه كشف القناع الجزء 6 من كتاب الحدود والتعزير: "ومن استمنى بيده خوفا من الزنا أو خوفا على بدنه فلا شيء عليه ... وحكم المرأة في ذلك حكم الرجل فتستعمل أشياء مثل الذكر".
أما طبقاً لعلماء المسلمين (أتباع الرسول وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام) فإن كل ذلك حرام، وكذلك يحرم إتيان الزوجة في دبرها وهي في حال الحيض، وأما في غير حال الحيض فمع تسببه في إيذائها فهو حرام، وكذلك لو لم ترضَ هي به، وإلا فمكروه كراهة شديدة.
فأتباع أبي بكر وعمر وعائشة بإمكانهم فعل الأمور القبيحة السابقة لتفريغ شهواتهم.
أما أتباع الرسول وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) فيلتزمون بتعاليم نبيّهم وأئمتهم ويرتقون بإنسانيتهم على مستوى البهائم التي لا يهمّها إلا شهوتها.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
12 شعبان 1429