بسم الله والصلاة على سيدنا محمد،
اما الإختلاف فهو رحمة من الله عز وجل أما الفتنة فهي من الشيطان اتت على المسلمين بالويلات وما زالت ، فكيف نألف القلوب \"سنة وشيعة\" ؟
و السلام
بنفضيل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمراجعة الشيخ أفاد أن المفهوم الشائع من حديث: "اختلاف أمتي رحمة" والذي يُدّعى فيه أن جميع الفرق المنتسبة إلى الإسلام تعبّدها صحيح ومآلها إلى الجنة هو مفهوم باطل مناقض للأحاديث الصحيحة، ومن بينها قوله صلى الله عليه وآله: "لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" (صحيح البخاري ج3 ص88) وقوله صلى الله عليه وآله: "إن بني إسرائيل قد افترقت على ثنتين وسبعين فرقة وأنتم تفترقون على مثلها، كلها في النار إلا فرقة" (مسند أحمد ج3 ص120).
وقد ردّ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) على الذين أشاعوا المفهوم الخاطئ لحديث: "اختلاف أمتي رحمة" وذلك عندما سُئل عن ذلك فقال: "إنما أراد قول الله عز وجل: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون. فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويختلفوا إليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم، إنما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافاً في دين الله، إنما الدين واحد" (معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص157).
فإما أن يكون الشيعة على حق أو غيرهم لأن دين الله تعالى واحد، وهذا يتطلب أن يبحث الطرفان بجو علمي وصريح وحر في مسألة أيهما على حق.
وطريق تأليف القلوب واجتماع الكلمة إنما يكون بالعودة إلى كتاب الله تعالى ومنهاج رسول الله وعترته الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام) ونبذ المذاهب والفرق الباطلة المنحرفة التي جاء بها الحكام غير الشرعيين كأبي بكر وعمر وعثمان وبني أمية وبني العباس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض. ثم قال: إن الله عز وجل مولاي، وأنا مولى كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه". (مستدرك الحاكم ج3 ص109). وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة" (تفسير الكشاف للزمخشري ج3 ص82 والحوادث الجامعة لابن الفوطي ص153 وفرائد السبطين للحموي ص49 وينابيع المودة للقنوزي الحنفي ص27).
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 16 ذو القعدة 1429