بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الجليل ياسر الحبيب
قرأت قبل ايام في كتاب( لقد شيعني الحسين ) للمستبصر المغربي ادريس الحسيني اورد الرواية التالية في نسب عمر عليه اللعنة:
يروي محمد بن السائب الكلبي في كتاب (الصلابة في معرفة الصحابة) (3/212) ...كان نفيل لكلب بن لؤي بن غالب القرشي فمات عنه ثم وليه عبد المطلب، وكانت صهاك ترعى غنمه وكان يفرق بينهما في المرعى فاتفق يوماً اجتماعهما في مراح واحد فهواها وعشقها نفيل، وكان قد ألبسها عبد المطلب سروالاً من الأديم وجعل عليه قفلاً وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه، فلما راودها قالت:مالي إلى ما تقول سبيل وقد ألبست هذا الأديم ووضع عليه قفل فقال:أنا أحتال عليه، فأخذ سمناً من مخيض الغنم ودهن به الأديم وما حوله من بدنها حتى استله إلى فخذيها وواقعها فحملت منه بالخطاب،فلما ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل خيفة من عبد المطلب فالتقطت الخطاب امرأة يهودية اسمها جنازة وربته،فلما كبر كان يقطع الحطب فسمي الحطاب لذلك بالحاء فصحف بالمعجمة ،وكانت صهاك ترتاده في الخفية فرآها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها،ولم يدر من هي فوقع عليها فحملت منه بحنتمة ،فلما وضعتها ألقتها على مزابل مكة خارجها فالتقطها هشام بن مغيرة بن وليد ورباها فنسبت أليه،فلما كبرت وكان الخطاب يتردد على هشام فرأى حنتمة فأعجبته فخطبها إلى هشام فزوجه إياها فولدت عمر ،وكان الخطاب والد عمر لأنه أولد حنتمة إياه حيث تزوجها وحده. لأنه سافح صهاك قبل فأولدها حنتمة والخطاب من أم واحدة وهي صهاك.
شيخنا الجليل ما مدى صحة هذا الكلام وهل ناقل هذا الحديث من ثقاتهم؟؟، وهل نقله شخص آخر من ثقاتهم؟؟؟
واذا كان هذا الكلام صحيح فلماذا يتبع ملايين الناس الذين يسمون نفسهم بالمسلمين شخصاً مشبوه النسب شاذ جنسياً سكيراً ومجرم ارهابي، ويبجله علماءهم ويصفوه سيد التقشف والتدين؟؟؟ مع العلم بأن هذه الامور يقولوها هم في كتبهم وليس نحن؟؟؟؟!!!!!!
اخوكم في حب امير المؤمنين ابو تراب
فائز الجبوري
باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما أورده الكلبي صحيح. وهو محمد بن السائب الكلبي الذي هو من أشهر النسابين عند المسلمين والعرب، والرواية عنه مشهورة في كتب الفريقين، وكتاباه (جمهرة النسب) و(نسب قطحان ومعد واليمن الكبير) هما الأساس الذي يرجع إليه كل علماء النسب حتى العصر الراهن. يقول عنه ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أحداث سنة أربع ومئتين: "هشام بن محمد بن السائب، الكلبي، الإخباري، النسابة، صاحب كتاب الجمهرة في النسب، ومصنفاته تزيد على مائة وخمسين تصنيفاً في التاريخ والأخبار، وكان حافظاً علامة".
ويقول عنه ابن عدي في الكامل ج6 ص2132: "وللكلبي غير ما ذكرت من الحديث؛ أحاديث صالحة وخاصة عن أبي صالح، وهو رجل معروف بالتفسير، وليس لأحد أطول ولا أشبع منه".
ويقول عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج6 ص248: "العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن المفسر وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث يروي عنه ولده هشام وطائفة".
وهذه الثناءات منهم على الرجل تكشف عن الاعتماد عليه في التفسير والأنساب، وإن كان ثمة شك ففي الحديث فقط لا في الأنساب، مع أن الترمذي قد أخرج له الحديث في سننه، فيما أخرج له البخاري في تاريخه.
وعلى هذا فالرجل في مثل الأنساب والأخبار والتفسير من ثقاتنا وثقاتهم على السواء، وشهرته عظيمة جدا، فهو عمدة النسّابين بلا منازع، والكل يرجع إليه في علم الأنساب. أما لماذا يتبع الملايين عمر مع كل هذه المخازي في شخصيته، فلأنهم مخدوعون، والمتبصرون بأمره لا يعمل منهم إلا القليل على رفع غشاوة الآخرين خوفا أو مراعاة، ولهذا فإنه لا يهتدي إلى حقيقة أمره إلا القليل من الناس فيحتقرونه وينبذون اتباعه.
وفقكم الله لخير الدنيا والآخرة. والسلام.
السابع عشر من شهر ذي الحجة لسنة 1426 من الهجرة النبوية الشريفة.