الكشّي (135)، الحديث 31:
(عن محمد بن عيسى، عن زكريّا، عن ابن مسكان، عن قاسم الصيرفى، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام، يقول: قوم يزعمون أني لهم إمام، واللّه ما أنا بإمام، مالهم، لعنهم اللّه، كلّما سترت ستراً هتكوه، هتك اللّه ستورهم).
هل هذا الحديث صحيح سندا ومتنا يا شيخنا الكريم؟
ومن المقصود فيه؟
علي الفضلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم باستشهاد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).
كعادة البكريين في بتر الروايات محاولين الإنتصار لباطلهم ولكن هيهات, لنراجع الراوية كاملة:
عن قاسم الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قوم يزعمون أني لهم إمام، والله ما أنا لهم بإمام، مالهم لعنهم الله، كلما سترت سترا هتكوه، هتك الله ستورهم، أقول كذا، يقولون إنما يعني كذا، إنما أنا إمام من أطاعني.
لاحظ:
أولا: أسقطوا (لهم) محاولة منهم لإثبات أن الإمام ينفي أنه إمام, يحاولون بذلك أن يمرروا زيفهم على المؤمنين.
ثانياً: في ذيل الرواية التي بتروها الإمام يصّرح بأنه إمام لمن أطاعه (سلام الله عليه) وأما المندس في الشيعة ويفشي سرهم (صلوات الله عليهم) ويضرهم فهو ليس له بإمام, فلم يكملوا الرواية, فأين الأمانة في النقل؟!
ثالثاً: ورد في الكافي الشريف يوضّح ما ورد في الرواية السابقة:
قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: حلق في المسجد يشهرونا ويشهرون أنفسهم أولئك ليسوا منا ولا نحن منهم، أنطلق فأواري وأستر فيهتكون ستري هتك الله ستورهم، يقولون: إمام، أما والله ما أنا بإمام إلا لمن أطاعني فأما من عصاني فلست له بإمام، لم يتعلقون باسمي، ألا يكفون اسمي من أفواههم, فوالله لا يجمعني الله وإياهم في دار.
لاحظ, فهي كما بيّن الشيخ بعد مراجعته, فأفاد:
الحديث معتبر والمقصود به هم الذين يفشون أسرار الأئمة (صلوات الله عليهم) التي حرمّوا إفشاءها في القضايا الخارجية المرتبطة بذلك الزمان, فهؤلاء كانوا من جملة المندسين في الشيعة ويزعمون أنهم يعتقدون بإمامة أهل البيت (عليهم السلام) لكنهم لا يلتزمون بأوامرهم فيتعمدون إفشاء أسرارهم مع علمهم بأن ذلك يؤدي إلى إيقاع الضرر عليهم فكأنهم كانوا يتعمدون الإضرار بالأئمة.
مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 19 جمادى الأولى 1430