تقرير محاضرة: كيف زيّف الإسلام - (5) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير محاضرة: كيف زيّف الإسلام - (5) 

تقرير لمحاضرة الشيخ الحبيب بعنوان: (كيف زُيِّفَ الإسلام؟) - (5)

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين.

ما زال حديثنا يدور في فلك التشريح لشخصية أحد أكبر المجرمين المُحرّفين للإسلام ومعرفة تفاصيل تلك الشخصية وحقيقة صاحبها وهو عمر بن الخطاب (لعنة الله عليه). وقد وصلنا في المحاضرة السابقة إلى إثبات أنّ عمر من ألدّ أعداء رسول الله, وأنه كان من أكثر وأشد المبغضين والمحاربين له طوال فترة وجوده ودعوته في مكة، وأيضاً بينا انه من أكثر وأبرز المعذّبين للمسلمين والساعين للقضاء على الإسلام في فترة البعثة التي سبقت الهجرة النبوية. كما  قد علمنا في ختام المحاضرة السابقة أنّ عمر وبتحريض من زعماء قريش أراد أن يغتال الرسول الأعظم وأن يدبّر وينفّذ هذه المؤامرة الخسيسة وذلك المخطط القرشي الدنيء الذي كُتب له الفشل بحمد الله جلّ وعلا.

اليوم في هذه المحاضرة نشرع في تسليط الضوء على تفاصيل محاولة الإغتيال ومنها نحاول أن ننطلق ونتوسّع في الحديث عن إسلام عمر
متى أسلم ؟ وهل كان إسلامه حقيقياً أم لا ؟
نبدأ بـهذا الحديث الذي يرويه أهل الخلاف
عن أنس بن مالك قال: (إن عمر خرج متقلداً سيفه فلقيه رجل من بني زهرة، فقال له: أين تعمد يا عمر، فقال: أريد أن أقتل محمد  قال: وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا ؟ ، قال عمر: ما أراك إلا صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه، قال: أفلا أدلُّك على العجب يا عمر ؟ إن ختنك -يعني زوج أختك- وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه)
تعليق:  ثم تستمر الرواية في الحديث عن أنّ عمر ذهب إلى بيت اخته وزوجها وأخذ دواة وشجّ بها رأس أخته حتى سال الدم  وطبعا كما اسلفنا هذا دليل على عنفه ووحشيته. بعد ذلك توجّه إلى دار الأرقم وهي الدار التي يتواجد فيها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
قال عمر: (فأتيت الدار وحمزة وأصحابه جلوس فيها ورسول الله في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: مالكم؟ , قالوا: عمر بن الخطاب ، قال حمزة: وعمر بن الخطاب ؟)
تعليق: هذا كناية عن استخفاف حمزة عليه السلام بعمر واحتقاره له
اي كما نقول في تعبيرنا الدارج(وعمر بن الخطاب؟ وخير يا طير؟ ومن يكون؟ )
  تقول الرواية : قال حمزة ( وعمر ابن الخطاب؟ إفتحوا له الباب فإن كان يريد خيراً بذلناه له وإن كان يريد شراً قتلناه بسيفه فإن قتله علينا هيّن )
تعليق : طبعاً هذه العبارة تنبىء وتكشف عن مدى ضعف عمر وتفصح عن شدة جبنه وصغاره وضعته . عمرعنترياته هي فقط بالكلام والصياح واما في سوح النزال والمواجهة فهو نعامة. ومن شدة استخفاف حمزة عليه السلام بعمر يقول: سنقتله بسيفه فإنّ قتله علينا هين, اي عمر ليس بشيء!
تقول الرواية : (فقال رسول الله: مالكم؟ قالوا: عمر بن الخطاب، قال الرواة: فخرج رسول الله فأخذ بمجامع ثيابه -شدّه من ثيابه- ثم نتره نتره  - أي طعنه أو جذبه بشدة وجفاء- فما تمالك إلا أن وقع على ركبتيه في الأرض، فقال رسول الله: ما أنت منتهٍ يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بـالوليد بن المغيرة، فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله )
هذه الرواية رواها ابن عساكر في (تاريخ دمشق الجزء 18 صفحة 62, سيرة ابن إسحاق الصفحة 160 ,الطبقات لابن سعد الجزء 3 صفحة 191) وكثير من المصادر.

تعليق: طبعا القوم لديهم اضافات على الرواية فهم لا ينقلون الحقيقة كاملة وإنما يدخلون عليها إضافات لتلميع شخصية ذلك الطاغية وتحسين موقفه ولكنها لا تصمد امام النقد العلمي ويثبت بطلانها وهذا نتطرق له لاحقا. احد الروايات المزيفة المضحكة يذكرون فيها ان رسول الله دعى ان يبدل الله مافي قلب عمر من عداء الى ايمان ولكنّ سيرة عمر حتى بعد دخوله الظاهري في الاسلام تبين وتثبت انه بقي على عدائه وبغضه وشقاقه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
 إذاً كما ترون , عمر توجّه لقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم  وحين وصل الى دار الارقم , أتاه النبي واخذ بمجامع ثوبة وجذبه بشدة وطعنه إلى أن سقط على ركبتيه للأرض، فقال له مهددا : ما أنت منتهٍ يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بـالوليد بن المغيرة؟.
الوليد بن المغيرة (لعنة الله عليه) كان من أشد أعداء رسول الله, وكان من أكثر المستهزئين بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو المعني في قوله تعالى: (فاصدع بما تُؤمر وأعرض عن المشركين, إنّا كفيناك المستهزئين)
تلك الآية الكريمة نزلت في الوليد بن المغيرة.
ذات يوم جاء الوليد لرسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يامحمد إنْ لم ترجع عن دعوتك, فإني عند الظهر سأقتلك. فدعا عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأصابه نبل قتله , و قُبيل موته وهو في النزاع  كان يقول : (قتلني رب محمد)
الآن النبي الاكرم يهدد عمر ويقول له : ألا تنتهي؟ ألا تكف عن محاولتك قتلي واذيتي إلى أن ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة؟
النبي يهدد عمر! فهنا وفي هذا الموقف وخوفا من عمر على نفسه من عاقبة الوليد بن المغيرة وما حل به , أعلن عمر اسلامه اضطرارا لإنقاذ نفسه من القتل وهو تحت قدمي رسول الله صلى الله عليه وآله.
 فكما ترون بذلك الحال المهين والمُذل له ، وهو تحت قدمي رسول الله جاثيا على ركبتيه بعد ان جذبه رسول الله بشدة وطعنه وهدده بمصير الوليد بن المغيرة وهو القتل حينها  نطق بالشهادتين . نطق بهما من أجل أن ينقذ نفسه وليس لأنه آمن بحق.
 الدليل على كلامنا هو أنّ تلك الحادثة وقعت في دار الأرقم.
ركِّزوا قليلا, إذا قلنا أنّ هذه الحادثة وقعت في دار الأرقم فمعنى ذلك أنه من المفترض أن يكون عمر قد أعلن إسلامه هناك ودخل في الاسلام بشكل فعلي.
 فإذا كان ذلك قد وقع  في دار الأرقم هذا يعني أنّ إسلام عمر كان في أول ثلاث سنوات من البعثة وهي المرحلة السرية في التبليغ. وكان الرسول في تلك الفترة قد اتخذ من دار الارقم مقرا للتبليغ, حيث يلتقي بالمسلمين القلائل ويعلمهم ويتباحث معهم شؤون الدعوة. ثم بعد أن أُذن له صلى الله عليه وآله في الجهر بالدعوة خرج من دار الارقم في السنة الثالثة من البعثة النبوية المباركة. حسب هذا النص الذي يذكرونه يُفترض أنّ عمر أسلم في المرحلة السرية وهي المرحلة الاولى من البعثة والتي امتدت لثلاث سنوات, أليس كذلك؟! ولكنّ القوم يذكرون ويصرِّحون في مصادرهم بأنّ عمر قد أسلم بعد هجرة المسلمين للحبشة, وهجرة المسلمين للحبشة كانت في السنة الخامسة وهذا يعني أنّ عمر قد أسلم في السنة السادسة كما صرَّحوا. لَحظتُم الإشكال؟!.في الرواية التي تلوناها آنفا يقولون أنه أسلم في دار الأرقم بينما في نفس مصادرهم ايضا يذكرون أنّه بقيَ على شركه حتى السنة السادسة من البعثة. فماذا بشأن اسلامه في السنوات الثلاث الاولى من البعثة وفق روايتكم تلك؟ هذا ليس له تفسير سوى أنّ إعلان عمر إسلامه في تلك الحادثة لم يكن حقيقيا بل كان اضطراريا, انقاذا لنفسه من الهلاك كما قد بينا. وإلا كيف نفسر هذا التناقض في رواياتكم حول اسلام عمر لعنه الله؟ فإذا ثبت عندنا أنّ عمر قد كذب وادّعى الاسلام في المرة الاولى وتلفظ بالشهادتين لغرض معين وهو انقاذ نفسه ثم نكث, فما اللذي يمنعنا من تصديق كونه أعاد الكرة في المرة الثانية وادعى الدخول في الاسلام بهدف تحقيق مطامع دنيوية؟
 ايضا مع مزيد من التحقيق  يتبين لنا أنّ عمر لم يسلم إلا قُبيل الهجرة بقليل.
 النبي صلى الله عليه وآله هاجر في السنة الثالثة عشر من البعثة. بذلك يكون رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد قضى ثلاثة عشر سنة من دعوته في مكة ثم توجّه الى المدينة المنورة.
 قبل أن يُهاجر النبي الكريم الى المدينة دخل عمر في الاسلام. وذلك هو الإسلام الذي من المفترض حسب الظاهر ان يكون عمر قد ثبت عليه لأن الإسلام الأول في دار الارقم كذب فيه عمر وادعى الاسلام لينقذ نفسه ولكنه استمر في معاداة النبي ومحاولة قتله وإيذائه.
انتم تذكرون ان شاء الله ما رويناه في المحاضرة السابقة عن تلك المرأة التي كان عمر يؤذيها و في تلك الرواية  كانت تقول أنّ عمر كان من أشدِّ المشركين علينا, وذكرت انها في طريقها الى الحبشة أي في السنة الخامسة من البعثة لقيت عمر في طريقها وكان لا يزال على كفره. فمعنى هذا أن الرجل نطق بالاسلام في المرحلة الأولى مضطرا لدفع الموت عن نفسه. ثمّ بعد أنْ أصبح للرسول صلى الله عليه وآلة دولة في المدينة وانصار وقد هيأ صلى الله عليه واله الامور للهجرة حينها ادعى مجددا الاسلام وثبت على اسلامه الظاهري هذه المرة ثم هاجر. ولدينا على ذلك دليلان من كتب مؤرخيهم :
الدليل الأول: ذكروا أنّ عمر أسلم بعد 40 أو 45 رجلا ً بعد الهجرة للحبشة.
ذكر ذلك (ابن حبّان في الثقاة الجزء الأول الصفحة 73 , ابن حجر في البداية والنهاية الجزء الثالث صفحة 80) وغيرها من المصادر.
الآن لاحظوا معي التالي..
ذكروا أيضا ً أنّ جميع المهاجرين المسلمين الذين آخى رسول الله بينهم وبين الأنصار في المدينة كانو لا يتجاوزون 45 رجلا ً.
ذكر ذلك (ابن سعد في الطبقات الجزء الأول الصفحة الأولى من القسم الثاني, فتح الباري الجزء 7 الصفحة 210)
ركِّزوا الآن..
من جهة القوم يذكرون أنّ عمر أسلم بعد 45 رجلاً وذلك بعد الهجرة الى الحبشة.
أليس كذلك؟
 لكنهم من جهة اخرى يذكرون أنّ جميع المسلمين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة كانوا لا يتجاوزون 45 رجلاً!  وعمر كان من بين المهاجرين الى المدينة، فما معنى هذا؟
معناه أنّه كان آخر من أسلم في مجتمع مكة قبل الهجرة لأنه أسلم بعد الخمسة والأربعين رجلا. وهم يذكرون أنّ اسلامه كان بعد الهجرة الى الحبشة وهذه فترة ممتدة حتى قُبيل الهجرة الى مكة. اي الايام المعدودة الاخيرة التي سبقت الهجرة الى مكة داخلة في الفترة التي تلت الهجرة الى الحبشة. أي عمر اسلم في آخر تلك المرحلة فالمهاجرون الى مكة لا يتجاوز عددهم 45 رجلا. فإذا كان عدد من كانوا مهاجرين الى المدينة 45 رجلا فهذا يعني أنّ ذلك هو عدد من استعدوا قُبيل الهجرة بقليل وهي آخر مرحلة من الفترة التي تلت الهجرة الى الحبشة وهذا مالم يذكروه. قالوا أنّ عمر اسلم بعد  هجرة الحبشة ليوهموا الاخرين أنّ ذلك كان في فترة متقدمة من تلك المرحلة ولكنّ الصحيح أنّ ذلك كان في نهاية تلك المرحلة قُبيل الهجرة الى المدينة ويبرهن على ذلك قولهم أنه اسلم بعد 45 رجلا وهؤلاء هم اللذين تهيأوا واستعدوا قبيل الهجرة و شدوا الرحال الى المدينة كما يذكرون.
 اصلا عدد المسلمين في مكة بعد الهجرة الى الحبشة كان قليلا جدا. 
الأنصار هم الأكثرية وهم الذين قويت بهم شوكة الدعوة وقدموا الدعم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. مع الأسف أهل مكة كانوا معادين لرسول الله.
مجتمع النبي صلى الله عليه وآله حاربه و قومه رفضوه وآذوه بينما نصره اهل المدينة.
عدد المسلمين اللذين هاجروا  كان لا يتجاوز ذلك العدد, أي كانوا قلة وعمر قد أسلم بعدهم  وهذا يدل على أنه لم يسلم إلا قبل هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقليل , ولربما بأيام معدودة. وهذا معناه أنّ عمر استمر لمدة 13 سنة يرى رسول الله في مكة و يؤذيه.
بلغت أذية عمر لرسول الله من الشدة ما جعل رسول الله صلى الله عليه وآله يضج منها كما يروي المخالفون.
 يذكرون أنّ النبي قال لعمر ذات مرة : يا عمر ما تتركني ليلا ً ولا نهاراً ؟
ورد ذلك في (حلِّية الأولياء الجزء 1 الصفحة 40)
تعليق: رسول الله يخاطب عمر قائلا له أما تكف أذيتك عني؟ تسعى في أذيتي ليلا ونهارا؟ هذا يعني أنّ عمر لعنه الله كانت قضية حياته طوال تلك الفترة أذية رسول الله ومحاربته. كان قد نذر نفسه لمحاربة رسول الله ليلا ونهارا.
كان ذلك الدليل الأول على أنّ عمر أسلم متأخراً أي لم يسلم في مرحلة متقدمة كما يزعمون. وسبحان الله ذات الامر أثبتناه سابقا على صاحبه وبرهنا على أنّ أبا بكر أسلم في المرحلة الاخيرة قبيل الهجرة وبينا متى وكيف.
وكذلك الآن عمر سنبين انه لم يسلم إلا في السنة الأخيرة من الدعوة في مكة قُبيل الهجرة.
في المقابل أمير المؤمنين علي متى أسلم؟
المخالفون يقولون: علي عليه السلام كان أول من أسلم بمجرد أن بُعِثَ النبي ودعا الاسلام.  ونحن لا نعتقد بذلك, فمتى كان علي غير مسلم , حتى يُسلِم أصلا ً؟!
هو ولي الله وسيد أولياء الله والمولود في جوف الكعبة  وهو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصنوه.
فعلى أقل التقادير وفقا لما أنتم يا معاشر المخالفين تعتقدونه من أسبقية لعلي عليه السلام في الاسلام على صاحبيكم ابي بكر وعمر ،كيف تقدِّمون أبا بكر وعمر على رجل لم يشرك بالله طرفة عين ولم يسجد لصنم قط , وكان أول القوم إسلاما وايماناً؟!
فرق شاسع بين  رجل يرى ويسمع  رسول الله وهو يقول من يؤازرني على الدعوة لله فيقول أنا يا رسول الله ويعلن نفسه أول جندي لرسول الله وبين من يرى رسول الله ثلاثة عشر سنة و يعاينه ويعيش في مجتمعه ويرى معجزاته وأخلاقه  ومع ذلك يرفضه ويؤذيه ويحاول قتله،الجاهل الأحمق هو من يقدِّم الطرف الثاني على الطرف الأول. فأين الثرى من الثريا؟
الدليل الثاني الذي يثبت أنّ عمر أسلم متأخراً ..
ذكروا في قصة أو حادثة أخرى أنّ عمر دنى من رسول الله في مكة وهو يصلي ويجهر في القراءة , وكان عمر يتربص برسول الله ويختبيء خلف أستار الكعبة ليسمع ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فيقولون أنه سمعه يقرأ ((وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخُطّه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون, بل هو آيات بيّناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ))
يقولون أنّ عمر حينما سمع هاتين الآيتين على لسان رسول الله في المسجد الحرام تأثّر فأسلم.
ذكر ذلك ابن عبد الرزاق في المصنف الجزء الخامس الصفحة 326
الآيتان الكريمتان السابقتان من أي سورة؟ من سورة العنكبوت.
 سورة العنكبوت باتفاق أهل علم التنزيل وتفسير القرآن قد كانت آخر ما نزل في مكة قبل الهجرة للمدينة المنورة،وذكر ذلك: السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن.
فإذا كانت هذه السورة آخر ما نزل في مكة وعمر أسلم حين سمع هاتين الآيتين، فعمر متى أسلم؟ في أواخر دعوة الرسول في مكة قُبيل الهجرة الى المدينة أي في السنة الثالثة عشر من البعثة النبوية المباركة.
وهذا دليلٌ ثانٍ يفحم المخالفين ويثبت أنّ عمر كان إسلامه متأخر جداً.
هذه المرة الثانية التي يدعي  فيها عمر الاسلام وهي في مرحلة متأخرة من دعوة الرسول في مكة قبل الهجرة.
المرة الأولى كانت في واحدة من السنوات الثلاث الأولى في دار الارقم ولا نستطيع تحديد اي سنة منها على وجه الخصوص وبعدها نكث وأظهر كفره ، أما المرة الثانية استسلم عمر ولم يجد بدا من الدخول في الاسلام وهاجر الى المدينة
 هذه المرة لماذا عمر لم يتراجع كالمرة الاولى والتحق بالمسلمين وهاجر؟ بأي دافع؟
قلنا أنه اسلم في المرة الاولى لينقذ نفسه من القتل تحت قدمي رسول الله ونعليه.
أما في المرة الثانية ما كان الدافع؟
طبعاً المخالفون سيقولون أنّ الدافع كان هو الايمان الحقيقي والفعلي برسالة الاسلام  وانّ الا يمان قد دخل قلب عمر في المرة الثانية.
لكن نحن نؤكد أن الرجل لم يدخل في الاسلام عن رغبة قلبية وايمان حقيقي وإنما أسلم طمعا ً كما ذكرنا في احدى المحاضرات السابقة.
قد بينا  أنّ الإمام الحجة المهدي عليه السلام في إجابته عن دوافع اسلام ابي بكر وعمر قد قال انهما اسلما طمعاً لانهما قد سمعا ما يذكر الرهبان والاحبار في كتبهم من أنّ هناك نبيا سيظهر على العرب ويصير ملكهم اليه. فطمع أبو بكر وعمر في الحصول على منصب من وراء اتباع ذلك النبي والدخول في دينه, لذا بمجرد أن أصبحت لديه دولة وانصار في المدينة المنورة عرفا أنّ هذه علامات على تحقق ما نُقل في كتب اليهود والنصارى. فهم كما ذكرنا يتعاملون مع تلك الكتب على انها كهانة فهم عباد اوثان مشركون يؤمنون بالكهانة والسحر ولايؤمنون بانبياء تلك الكتب السماوية اصلا.
ولأنّ اسلامهما كان طمعا فقد دخلا في فترة سبقت الهجرة الى المدينة بفترة وجيزة حينما علما انّ محمدا صلى الله عليه واله قد اسس دولة في المدينة وصار له انصار هناك فاستقر في نفسهما اليقين من صدق ما أخبرت به كتب اليهود والنصارى.
 قبل ذلك طوال الفترة التي مكث فيها النبي بمكة قد كانا يشاهدان ما يتعرض له النبي الاكرم من اضطهاد وما يواجهه من حرب وعداء من قبل قريش ولم يؤمنا به. ولكن عندما بدأت تتأسس لرسول الله دولة و أصبحت له قاعدة شعبية وانصار في المدينة المنورة فانهما قد طمعا في الملك فأسلما.
 أسلما عندما أخذت علائم الانتصار النبوي تظهر وتلوح في الأفق, حينها وثقوا من صدق ما أخبر به علماء اليهود والنصارى فدخلوا في الإسلام طمعا في الرياسة وتسللّوا في هذا الدين بُغية الحصول على إمارة بلد ما .
 سنعرض شواهدنا من كتبهم على انّ عمر كان يسمع من علماء اليهود عن أمر هذا النبي الذي سيصير اليه ملك العرب وسينتصر عليهم, وكان ذلك قبل أربعين سنة من بعثة النبي صلى الله عليه وآله حينما كان في بداية شبابه.
 شاهدنا من كتبهم حول مخالطة عمر لبعض علماء اليهود والنصارى وتلقيه تلك الحقائق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم , هو ما ذكروه من أنّ عمر قد ذهب ذات مرةٍ للشام فرآه راهب وأخذ يتحدث معه إلى أن قال له إننا نحن النصارى يروي كتابنا المقدّس أنّ نبيكم في مكّة سيظهر على العرب ويتسلّط عليهم، وأنت ياعمر تحمل صفات الرجل الذي سوف يتسلط من بعده ويصل الى الحكم كما تذكر كتبنا.
 ننقل لكم  الشواهد من مصادرهم..
((عن صالح بن كيسان قال: بلغني أنّ اليهود قالوا إنا نجد فيما نقرأ من الأحاديث عن الأنبياء (أي أنبياء بني إسرائيل) أنه يُجلِي يهود الحجاز رجل صفته صفة عمر فأجلاهم))
 تعليق : صالح ابنُ كيسان يبين أنّ اليهود  قد ذكرت كتبهم صفات عمر.
(صفته صفة عمر) اي صفاته مثل صفات عمر ومنطبقة عليه.
  المخالفون قد يشكلون على هذا النص ويقولون ليس في هذا النص مايثبت أنّ عمر كان عنده علم بشأن ما تذكره كتب اليهود والنصار لكي تقولوا انه أسلم طمعا! فما هو الشاهد على انّهم قد أبلغوه بما في كتبهم قبل دخوله الاسلام؟
الشاهد هو هذا النص الذي يرويه عمر بنفسه..
عن عمر قال: ( دخلت الشام في أيام الجاهلية )
تعليق : الشام كان يكثر بها اليهود والنصارى
تقول الرواية عن عمر: دخلت الشام في أيام الجاهلية فانتهيت إلى دير فاستظللتُ بظلِّه، فخرج إليّ رجل منه فقال: يا عبد الله ما يجلسك ها هنا؟ , فقلت: أضللتُ أصحابي، فقال : أُدخل فأصب من الشراب والطعام، فدخلتُ فأتى بطعام وشراب, فقال: يا هذا قد علم أهل الكتاب أنه لم يبقَ على وجه الأرض أحد أعلم مني بـالكتاب
تعليق : هذا الراهب يذكر أنّ أهل الكتاب مجمعون على أنه أعلم رجل بينهم بكتابهم. 
 تقول الرواية : (فقال: يا هذا قد علم أهل الكتاب أنه لم يبقَ على وجه الأرض أحد أعلم مني بـالكتاب, وإني لأرى صفتك الصفة التي تخرجنا من الدير وتغلبنا عليه)
تعليق : راهب الدير يقول لعمر أنا أعلم اهل الكتاب بما في الكتاب و أجد صفتك في كتبنا.
كتبنا تبين أنّ الذي يخرجنا من هذا الدير ويغلبنا عليه يحمل ذات مواصفاتك.
  لقد ذكروا له أنه سوف يأتي زمان تغلب  فيه على هذه البلدة وهذا لا يتحقق الا إن صار اليه الحكم وبالفعل قد حصل ذلك في فترة خلافة عمر لعنه الله من خلال ما يسمى الفتوحات  التي كانت في الواقع بغرض توسيع رقعة دولة الحاكم باسم الاسلام.
 هذا شاهد على صدق ما اخبر به ائمتنا من كون عمر وصاحبه قد أسلما طمعا
إنّ علماء اليهود والنصارى قد كشفوا له أنه  سوف يصل الى الحكم وسوف يصير اليه أمر الخلافة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وآله, وإن لم تذكر رواية عمر هذا بالدقة فلا شك الرجل يخفي ما يدينه ويفضحه ولكنّ رواية عمر تلك قرينة وشاهد على صحة ما ذكره أئمتنا من مخالطة عمر لعلماء اليهود والنصارى وعلمه بأمر ظهور نبينا الكريم على العرب منهم ومن خلال اتصاله بهم. بل إنّ عمر قد انبؤه عن مستقبله السياسي وبينوا له الوقائع المستقبلية التي تذكرها كتبهم ومنها صيرورة الخلافة اليه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
 فعندما يسمع عمر هذا الكلام ويجد أنّ الاحداث التي صاحبت ظهور هذا النبي موافقة لتلك الانباء , فلماذا لا يندس بين صفوف المسلمين لينتهز الفرصة ويحقق هدفه في الوصول الى الحكم؟ المسألة واضحة.
روى ذالك (الطبري في الرياض النضرة في مناقب العشرة ص 219 , تحت عنوان: باب في خلافة عمر, ذكر ما اخبر به أهل الكتاب )
القوم ينقلون نزرا من الروايات التي تذكر  أنّ أهل الكتاب قد تنبؤا بأمر عمر.
 مل يلفت النظر  بقوة هو أنّ عمر كان شديد الإتصال بعلماء اليهود و دائم التردد عليهم سواءا في زمن الجاهلية أو حتى بعد دخوله في الاسلام.
 هل تصدقون بأنّ عمر كان يتردد على مجلس درس اليهود في كل يوم سبت؟
 كان يذهب ليدرس عند اليهود وفي بعض الاحيان كان يستنسخ كتبهم المحرفة ويأتي بها للنبي ويتسبب بذلك في ايذاء قلب رسول الله واغضابه فيقول له أوَمتهوكون أنتم ؟ أي هل انتم مشككون متحيرون؟ ما حاجتكم لليهود وما عند اليهود؟ هل تريدون اعتناق ملتهم والتهود؟
فهذا دليل على انّ عمر لعنه الله لم يؤمن بشيء من الاسلام اصلا ولم يدخل الايمان قلبه.
في كثير من الاحيان كان يبجِّل اليهود ويقربِّهُم إلى درجة أنّ من أبرز مستشاري عمر شخص اسمه كعب الأحبار اليهودي, و راجعوا التاريخ لتجدوا عشرات الشواهد والأدلة على ذلك.
 كعب الاحبار لعنه الله طوال فترة حياة النبي الاعظم كان يعاينه ويسمع دعوته ولم يؤمن به لكنه بعد ما ارتحل النبي وانتحل عمر لعنه الله الخلافة أظهر إسلامه و أصبح مستشاراً لعمر وكان عمر لعنه الله يسأله عن الدين ومن هنا دخلت الإسرائيليات في دين الإسلام.
 التحريف في الإسلام من هنا كانت أحد منافذه ومن هنا دخلت الأحاديث التي تصغّر من مقام النبي الأعظم، وترفّع من مقام أنبياء بني إسرائيل!
ذُكر في صحيح البخاري حديث مكذوب على رسول الله يرويه ابو هريرة وكان من تلامذة كعب الأحبار الذي عُقدت له مجالس تدريسية في مسجد رسول الله بأمر من عمر لأنه كان يُعظم هذا اليهودي الخسيس فرووا عن طريقه وكذبوا على رسول الله
روى أبو هريرة في صحيح البخاري حديثا مكذوبا على رسول الله يقول فيه (من قال أني خير من يونس بن متى فقد كذب)!!!
أي أنا لست سيد الأنبياء, و النبي يونس الذي ليس من أولي العزم أفضل مني ومن قال أنا خير منه فقد كذب.!! اي الان من يقول انّ رسول الله افضل من يونس فهو كاذب وآثم! على أقل تقدير هذا الحديث ينفي افضلية رسول الله على يونس ابن متى وبالتالي على سائر الرسل والانبياء.
من أين جاء هذا الحديث؟ من كعب الأحبار
ذلك الدنيء يصغِّر مقام رسول الله ويرفع من مقامات أنبياء بني إسرائيل الذين منهم يونس عليه السلام. من هنا بدأ التحريف.
ننقل لكم أكثر من رواية تثبت مدى إتصال وارتباط عمر بعلماء اليهود وتلقيه دينه منهم وليس من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
قال عمر: ( إني كنت أغشى اليهود يوم دراستهم -أغشى أي آتي اليهم و أتردد عليهم- فقالوا ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك لأنك تأتينا)
ورد ذلك في كنز العمال الجزء 2 الصفحة 335
والحديث له تتمة مكذوبة كعادة القوم للترقيع , يفندها ويكذبها نهي رسول الله لعمر عن تعلم توراتهم وعدم إذنه له في ذلك. ولكن ما يهمنا هو هذا الجزء الذي نقلناه وهو مورد الشاهد والقرينة على صدق ما ذكرناه حول ارتباطه واتصاله القوي باليهود.
بإعتراف عمر يتبين لنا أنه كان يأتي اليهود يوم دراستهم، وبإعترافهم أنه لم يكن أحد من العرب والمسلمين أحب إليهم من عمر. كان أكثر رجل يحبه اليهود بين العرب. (عمر حبيب اليهود) والسبب والسر في تلك المحبة من اليهود لعمر أنّه كان تلميذاً لهم وكان يأتمر بأوامرهم ويأتم بهم.
في رواية أخرى ((قال عمر: سألت رسول الله عن تعلّم التوراة – أي حاولت أن آحصل على إجازة وإذن من رسول الله في تعلم التوراة- فقال رسول الله: لا تتعلمها وتعلَّموا ما أُنزل عليكم من القرآن وآمنوا به)) أي لا تأخذوا عن هذه الكتب المحرفة ولا تتعلموها ولكن عمر يفعل عكس ما أُمر ويغشى درس اليهود!
ورد ذلك في (كنز العمال الجزء 1 صفحة 372)
رسول الله نهاه ولم ينتهِ واستمرّ في تردده عليهم !
عن عمر بن الخطاب قال: ( يا رسول الله إن أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا – أي استهوتنا هذه الأحاديث وأخذ حبها بمجامع قلوبنا- وقد هممنا أن نكتبها، فقال رسول الله: يا ابن الخطاب أمتهوكون أنتم كما تهوك اليهود والنصارى، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولكني أُعطيت جوامع الكلم واختُصرَ لي الحديث اختصاراً ))
هذه المرة  تجدون عمر رغم نهي النبي له في المرة السابقة الا أنّه عديم عقل وحياء وأدب, جاء  يقول يا رسول الله هذه الأحاديث في قمة الجمال والروعة و تأخذ بالقلوب فنرجوك أن تقدر عشقنا لها و ولعنا بها وأن تعطينا رخصة في التمتع بروائع التراث اليهودي! فما كان من رسول الله الا أن عنّفه أكثر وشدد على نهيه.
 ورد ذلك في (الدر المنثور الجزء الخامس الصفحة 148)
في رواية ثالثة عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنّ عمر بن الخطاب أتى النبي بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب
تعليق : للمرة لثالثة عمر يخالف نهي رسول الله وهذه المرة بكل وقاحة يستنسخ كتابهم وياتي به لرسول الله فيقرأه رسول الله فيغضب هذه المرة كما في نص الرواية!
تقول الرواية : فقرأه النبي فغضب، فقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم فيها بيضاء نقية لا تسألوا اليهود عن شيء لا تسألوا اليهود والنصارى عن شيء فيخبروكم بحق فتكذّبوا به أو بباطلٍ فتصدّقوا به)
تعليق: يقول رسول الله لا تسألوا اليهود والنصارى عن شيء فإنهم قد يخبروكم بحق فتكذبوا به فتكونوا آثمين أو يخبروكم بباطل فتصدقوا به فتكونوا ضالين .
أنتم لا تستطيعون تمييز الصحيح من السقيم في كتبهم. انا النبي وانا من يمكنني تمييز ما في كتبهم  فكيف تتركني أنا منبع العلم الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وتذهب لأتباع الاديان المنحرفة تأخذ منهم الدين؟ انا رسول الله فسلني عما في كتب الاولين والاخرين انبيك بما فيها فما حاجتك لتكفف الدين منهم؟  أنا رسول الله تتركني وتهرع لليهود؟!
عمر هذا بلية عظمى تحملها رسول الله وما بٌلي نبي من الانبياء بمثل عمر
فظ , غليظ, جاهل , أحمق , عديم حياء وفهم وأدب, مشاقق لرسول الله وممعن في عصيانه
نتم الرواية ..
الى أن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي نفسي بيده لو أنّ موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني )
تعليق: رسول الله يقول لو أنّ موسى عليه السلام كان حياً ما كان له سوى أن يتبعني فأنا خاتم الانبياء والمرسلين وخيرهم وافضلهم واعلمهم بكل الشرائع السماوية. ولكن عمر لعنه الله يترك رسول الله ويذهب ليسأل اتباع موسى ويأخذ عن كتبهم المحرفة ولكنّ ذلك الاحمق لا نستغرب ثقته بكتبهم وشدة تعلقه بهم بعد أن عاين وشهد صدق ما أخبرت به كتبهم من ظهور رسول الله على العرب وتسلطه عليهم فبدل أن يكون ذلك سببا في ايمانه برسول الله كان سببا في تعلقه باليهود وايمانه الشديد بهم! رجل أحمق بمعنى الكلمة. ساعد الله قلبك يا رسول الله.
ورد ذلك في (مسند احمد بن حنبل -وهو إمام الوهابية- الجزء 3 الصفحة 387)
في رواية رابعة
قال عمر: (إنطلقت أنا  فانتسخت كتابا من أهل الكتاب)
تعليق: لا  فائدة !  كل تلك النواهي والزواجر من رسول الله وكأنها لم تكن
ساعد الله قلبك يا رسول الله
كم مرة يُعنفه النبي وينهاه ولكن لا فائدة فالرجل متيم بحب اليهود وشديد الايمان والاعتقاد بهم.
   تقول الرواية عن عمر : (إنطلقت أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب ثم جئت به، فقال لي رسول الله: ما هذا الذي في يدك يا عمر، فقلت: يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علماً إلى علمنا، فغضب رسول الله حتى احمرّت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة
تعليق: هذه المرة غضب  النبي غضبا شديدا جدا ونادى الصلاة جامعة، أي هلموا واسمعوا ماذا سيقول رسول الله
تقول الرواية : (فقالت الأنصار – أي الأوس والخزرج- : أغضب نبيكم السلاح السلاح)
تعليق: النصارى قالت عمر أغضب نبيكم  رسول الله فتأهبوا واقبضوا على سلاحكم  فبمجرد أن يطلب منا رسول الله عزل رأسه عن جسده نفعل.
فانظروا ماذا تقول الرواية..
 تقول الرواية : (فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله )
تعليق : رسول الله غالٍ وعزيز وعندما يغضب فإن المسلم يثور وينتفض. فجاءوا حتى أحاطوا بمنبر رسول الله  شاهرين اسلحتهم ولسان حالهم من أغضبك يا رسول الله؟! قل لنا ونحن نمزقه ولا نبقي له باقية. وإذا بالرسول الكريم الحليم يخطب بالكلمات التالية كما في الرواية.
 فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيها الناس إني قد أُوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختُصر لي الحديث اختصارا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنَّكم المتهوكون , فقال عمر: رضيت بـالله ربا ً وبالإسلام ديناً -يحاول أن يهدِّأ رسول الله- ثم نزل رسول الله من المنبر)
ورد ذلك في (مجمع الزوائد الجزء 1 صفحة 173)
تعليق: في قوله صلى الله عليه وآله ( فلا تتهوكوا ولا يغرنَّكم المتهوكون) تعريض بعمر لعنه الله في قوله (ولا يغرنكم المتهوكون) , أي عمر هو المتهوك فلا تغتروا به يا معاشر المسلمين. أنا رسول الله وخاتم النبيين قد جئتكم بالشريعة الصافية بيضاء نقية فكيف تذهبون للمزابل والمياه الآسنة لتأخذوا منها دينكم؟!
 تلك كلها مصادرهم تذكر تلك الحقائق عن عمر وترسم لنا صورة عمر المشاقق لرسول الله وتبين مدى تعلُّقه بـاليهود باعترافه في الجاهلية وحتى بعد الإسلام, تلك كلها شواهد وقرائن تؤكد حقيقة ما ورد عن إمامنا الحجَّة المهدي عليه السلام من مخالطة عمر لليهود وتلقيه معلومات حول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم لذا كان دخوله في الاسلام بدافع الطمع لأنه رأى علائم ظهور النبي الكريم على العرب قد استبانت وبدى ما أخبرت به كتب اليهود امرا واقعا لا محاله.
  لقد ذكرنا غير مرة أنّ معظم رواياتنا التي وردت عندنا إما أن نجد نظيرا لها في كتبهم ومن طرقهم  أو نجد عليها شواهد وقرائن من كتبهم تؤكد صحة ما ورد عندنا في الاحاديث التي رواها أئمتنا عليهم السلام.
 فالرجل أسلم طمعاً وتسللَّ في صفوف المسلمين بهدف الوصول الى الحكم والرياسة. هنا وبخصوص هذا المقطع بالتحديد لدينا تعليق وهو التالي:
  الأمر الأول : إنّ مجرد  سؤال اليهود من قبل عمر عن الدين واستنساخه لكتبهم وحضوره في مجالس درسهم يعني أنّ هنالك خللا في عقيدة هذا الرجل وانه ليس مؤمناً ولم يدخل الإسلام قلبه. فليس معقولاً أنّ شخصاً منا يترك رسول الله ويتوجه إلى علماء اليهود ليسألهم؟ ما الذي عندهم وليس عند رسول الله؟ هل من عاقل يكون بيدي رسول الله فيصرف وجهه عنه ويقبل على اليهود يسألهم؟
أفينا أحد يقبل أن يترك المسلم علماءنا ويذهب لعلماء اليهود والنصارى ليتعلم منهم, فضلا عن ترك رسول الله؟
فكيف يُعقل أنْ يترك مسلما رسول الله جامع علوم الأولين والآخرين وسيد الأنبياء والأولياء؟ أي عاقل فضلا عن مسلم هذا الذي يترك بحر العلم الزاخر ويذهب ليتتلمذ عند علماء اليهود أو يضيع دقيقة من عمره في الاصغاء اليهم وعنده رسول الله؟ بل فوق هذا يأنس بحديثهم ويُفتن به ويجد فيه شُغلا عن الاستماع لرسول الله؟ هذا شخص منحرف ويشكو خللا عقائديا فيه و بهذا لا يصُح أن يتولى رجل مثله الخلافة ولا يستحق كل هذا التقديس الهوائي.
الأمر الثاني: من منا  يا معاشر المخالفين ترجع أصول دينه إلى اليهود؟
نحن أم انتم يا معاشر المخالفين؟
المخالفون لطالما رموا التشيع بهتاناً وزوراً بأنّ منشأه من اليهود. وتلك بالطبع محاولة فاشلة لتغطية سوءتهم فهم يطبقون على الدوام استراتيجية الهجوم افضل وسيلة للدفاع.
صدعوا الرؤوس بالحديث عن شخص أسطوري خارق إسمه عبد الله ابن سبأ أو ابن السوداء, جاء من اليمن وأظهر الإسلام وابتدع التشيع بزعمهم، وقال إنّ رسول الله أوصى لعلي فآمن به الناس وصدقوه وإذا بجمع من الصحابة والتابعين وجماعة من المسلمين في العالم الإسلامي يتبعونه ! قضية أُسطورية خيالية مكذوبة من أجل الطعن في التشيع وتشويهه ورميه بما هو فيهم والهاء الناس والتغطية على حقيقة دينهم وجذوره اليهوديه. وهي اكذوبة أُشبعت نقضا وتفنيدا.
أصلا هم يُكذبون علماءهم ومحققيهم , فالمنصفون منهم يُكذِّبون اسطورة ابن سبأ ولا يقرون بها ويعترفون بكونها شخصية وهمية.
 لا يُعقل أن يتسلل ويخرج فجأة هكذا دون أي مقدمات ويقنع كل هذه الفئات من المجتمع الاسلامي بعقيدة جديدة، ما هذا الكلام؟ لم يكن حاكما كعمر وامثاله لنقول الناس على دين ملوكهم! , و لم تذكر الروايات انه صاحب شأن ومنزلة عند رسول الله او بين الاصحاب او ممن داوم على ملازمة رسول الله فتأثر به الناس وصدقوه!
ليس لمن سُمي بعبد الله بن سبأ أو ابن السوداء وجود حقيقي، فالروايات الطريفة حول هذا الموضوع منقولة عن الكذابين المشهورين بمعاداة التشيع، وليس فيها ما يرقى إلى الصحيح أو المعتبَر، بل هي شخصية اختلقها الحاقدون على التشيّع محاولة منهم لإحلال شخصية يهودية أسطورية محل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في تكوين التشيع وبذر بذرته. وقد اعترف بذلك المنصفون كما قال طه حسين - وهو من المخالفين - ما نصه: "وأقل ما يدل عليه إعراض المؤرخين عن السبئية وعن ابن السوداء في حرب صفين أن أمر السبئية وابن السوداء كان أمرا متكلفا منحولا قد اخترع حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية على أشده وأراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصرا يهوديا إمعانا في الكيد لهم والنيل منهم ولو كان أمر ابن السوداء مستندا إلى أساس من الحق والتاريخ الصحيح لكان من الطبيعي أن يظهر أثره وكيده في هذه الحرب المعقدة المعضلة التي كانت بصفين ـ ولا كان له أثر في أمر الخوارج.
إن ابن السوداء لم يكن إلا وهما وإن وجد بالفعل فلم يكن ذا خطر كالذي صوره المؤرخون وصوروا نشاطه أيام عثمان وفي العام الأول من خلافة علي وإنما هو شخص ادخره خصوم الشيعة للشيعة وحدهم ولم يدخروه للخوارج". (الفتنة الكبرى لطه حسين ص90).
وإن أمر إثبات وجود هذه الشخصية دونه خرط القتاد، وعلى المدّعي البينة. وإن مما يضحك الثكلى أن بعض النواصب والمخالفين قد جاءونا ببعض النصوص في كتب بعض علمائنا الرجاليين ورد فيها اسم عبد الله بن سبأ وذكره كدليل على وجود هذه الشخصية! وقد غاب عن هؤلاء الجهلة أن ما ذُكر في كتبنا عن هذه الشخصية إنما كان تفكها ليس إلا، إذ نقل علماؤنا ما كان يروّجه خصومنا لتكون لنا فرصة تبيّن الأمر.

فتلك كذبة على المخالفين أن يحترموا عقولهم ويخجلوا من ترديدها.
يا معاشر المخالفين, بيننا وبينكم وبين الله، من منّا أصول دينه وجذوره يهودية؟
نحن نتبع أهل بيت المصطفى الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم وأنتم تتبعون رجلا منحرفا جذوره يهودية كعمر، فهو الذي كان يتلقى تعاليمه عن علماء اليهود ويجالسهم ويحضر دروسهم.
 بالقطع واليقين  يتبين لنا من خلال عشرات المصادر والأحاديث أنّ عمر كان يتتلمذ عند اليهود و يقرّبهم إليه, حتى جعل  من كعب الأحبار مستشاراً له، فدخلت الأفكار اليهودية في إسلامهم المحرَّف، و من هنا جاء التشبيه لله و دخلت عقيدة التجسيم لله تعالى , ومن هنا فُتحت أبواب نسبة المنكرات إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فارجعوا للتوراة وانظروا كيف ينسبون المخازي والمنكرات لأنبياء الله , ومنها أنّ نبيا مارس الزنا، و نبيا سكر والعياذ بالله.
مع بالغ الاسف نفس المصير المفجع كان ثمرة الاسرائيليات التي بثها كعب الاحبار لعنه الله وتلميذه ابو هريرة كما في صحيح البخاري ومسلم, حيث ينسِبون أكل رسول الله مما لم يُذبح على الإسلام, أو أنه شرب الخمر كما روى احمد بن حنبل الذي يصور رسول الله على انه عميل قديم لبائع يدعى كيسان والعياذ بالله, أو أنه يقارب عائشة لعنها الله وهي حائض، ويسمل الاعين عقابا للناس او يحلف ويحنث بحلفه كما في البخاري وغيرها من قبائح لا يقبلونها على صحابتهم ولكنهم ظلما وجسارة على الله ورسوله يلصقونها برسول الله لتبرير انحرافات بعض من يسمونهم صحابة وحكام الجور. حتى اذا انكر احد عليهم قبائحهم, قيل رسول الله صنع ذلك؟
 فمن الذي أصوله يهودية؟
أنتم الذين تعتقدون بولاية عمر بن الخطاب وتتبعونه, والرجل تلميذ بارز لليهود فهذا يعني أنّ جذور دينكم يهودية وليست إسلامية. 
نحن نتبع أبناء رسول الله وذريته أهل بيته الاطهار، ومن عساه يكون أقرب إلى رسول الله من ذريته وأهل بيته؟! ومن يكون اعرف منهم بدين وسنة رسول الله القطعية الصحيحة؟
هذا هو الفرق بينكم وبيننا، فمن كان بيته من زجاج فلا يرمينّنا بالحجر.
وصل الله على محمد وأله الطاهرين ولعنة الله على أعداءهم أجمعين.

 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp