بيان آل محمد في أعدائهم (1) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
بيان آل محمد في أعدائهم (1) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطن الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمةً للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعداءهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين ...

  كل إنسان يريد أن ينجو وأن يدخل جنة الله سبحانه وتعالى ويبتعد عن ناره وعذابه فإنه ينبغي له أن يكون مؤمناً وفي نفس الوقت ينبغي له أن يكون كافراً ، بل ربما نقول أنه ينبغي أولاً أن يكفر ثم يؤمن ، يكفر بمن ؟ ويؤمن بمن ؟ ..

يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله تبارك وتعالى
كما قال  سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :
{ فَمَنۡ يَكۡفُرۡ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤۡمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسۡتَمۡسَكَ بِالۡعُرۡوَةِ الۡوُثۡقَىَ }
فإذاً كل مسلم يريد أن ينجو ينبغي عليه أن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ، والإيمان بالله كما نعلم في قوله تعالى الإيمان بأنبياء الله وأوليائه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والكفر بالطاغوت في طوله ، الكفر بكل ما يعبد من دون الله عز وجل سواءا كان هذا المعبود صنما أو كوكبا أو حيوانا أو نباتا أو إنسانا أو إماما من أئمة الضلال أو حاكما من الحكام والسلاطين أي معبود وعلى اختلاف مصاديق العبادة فتارة تكون العبادة إعتقاد الألوهية في ذلك المعبود وتارة تكون لا ، تقديم أوامر ذلك الشيء أوذلك الشخص على أوامر الله عز وجل فيكون الإنسان كمن عبده ، مصداقا إلى قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام :
(من أصغى  إلى ناطق فقد عبده )
  فإذا أصغيت إلى الشيطان وأهملت كلام الله عز وجل فإنك تكون كمن عبد الشيطان فإذا عبدت الطاغوت ولم تكفر به، وإذا نفذت أمر حاكم وضعي يخالف الله عز وجل فأنت تكون تعبد ذلك الحاكم ولا تعبد الله عز وجل فتكون قد كفرت بالله وآمنت بالطاغوت العكس تماما .

من هم أعداء الله وأعداء أهل البيت عليهم السلام :
  في التفاسير أن الطاغوت كلمة تطلق على كل ما يعبد من دون الله ويشمل ذلك أئمة الضلال أو الطواغيت فلا ريب ولا شك أنه عندنا نحن المتبصرون بطريق الإيمان من أتباع أهل البيت عليهم السلام أن الطغاة في المرحلة الإسلامية أو في التاريخ الإسلامي كانوا على هذا الترتيب أبوبكر، عمر، عثمان بن عفان، معاوية بن أبي سفيان  ويزيد بن معاوية وهلم جرا إلى حكام البلدان الإسلامية في هذا اليوم كلهم ثبت عندنا أنهم طواغيت فجميعهم نحن نكفر بهم ونؤمن بالله حتى نتمسك بالعروة الوثقى، هذا هو مبدأ البحث وإذا عرفناه يجدر بنا أن نرجع إلى أقوال أئمتنا صلوات الله عليهم وما أحلى الرجوع إلى أخبارهم ونصوصهم الشريفة، هذه الأقوال تبين وتؤكد لنا بشكل أكثر وضوحا وجلاءا من هم الطواغيت وماذا فعلوا وبعبارة ثالثة  من هم أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل بيته الطاهرين وماذا فعل أولئك الأعداء الطغاة في أهل البيت عليهم السلام بعبارة أخرى نحن نريد من خلال هذا البحث أن نقف على آهات أهل البيت وشكايات أهل البيت وآلام أهل البيت وبيان أهل البيت في أعدائهم نريد أن نعرف ماذا قال الأئمة الطاهرون عليهم السلام في أبي بكر و عمر وعثمان ومعاوية وفي غيرهم من الطغاة والجبابرة، هذه الزاوية مخفية مع الأسف أو المغيبة، هذا التراث العظيم الذي لا يجرؤ أحد على إظهاره للعلن ..

  تراث أهل البيت صلوات الله عليهم رواياتهم، أقوالهم، حكمهم ، سيرهم موجودة  في بطون الكتب متناقلة جيلا بعد جيل والأجيال ضحت إلى أن أوصلتها إلينا لكننا في هذا الزمان مع الأسف نشارك عمداً في دفن وتغييب جزء مهم من هذا التراث وهو الجزء المتعلق بالبراءة، أقوال أهل البيت في أعدائهم، من يجرؤ من الخطباء على أن يذكر تلك الروايات الصريحة التي تفضح خلفاء الجور والضلال على المنابر لا أحد!!!  تذهب إلى الحسينيات تجلس إلى المنابر تستمع إلى الآلاف المؤلفة من الخطب والمحاضرات وما أشبه ولكن كلها تدور في نطاق محدود:  سيرة، أخلاقيات، حكم، مواعظ ... كل هذا جيد، أما لماذا نظلم أهل البيت عليهم السلام أو نجافيهم؟ عندما نحرم الأمة من سماع آهاتهم وشكاياتهم تجاه أعدائهم لماذا؟!
  نحن ارتئينا أن نخصص البحث بعنوان بيان آل البيت عليهم السلام في أعدائهم نريد أن نلقي الضوء على هذا التراث المغيب الذي يجب أن يصل إلى الناس ليستمع الناس إلى أقوال أئمتهم عليهم السلام في أعدائهم ..

وجوب الجهر بالحق والدليل عليه:
  قبل أن نبدأ بأولى الروايات التي سنتلوها ينبغي أن نصدر البحث بمجموعة مقدمات وهذه المقدمات تجيب على شيء من التساؤلات والإعتراضات التي يمكن أن تظهر في مقام إظهار هذه الروايات إلى العلن، المقدمة الأولي هي:
  أن نجهر ببيان محمد وآل محمد في أعدائهم وأن نقول كلمة الحق ولو أهلكتنا ..
  ما هو الدليل على جواز أن يقول الإنسان كلمة الحق حتى ولو أهلكته؟
 بين يدينا مجموعة من الروايات تؤكد جواز ذلك واستحبابه وأنه من أعظم الأعمال وأفضلها حتى وُصف المرء الذي يقوم بهذه الوظيفة بالمجاهد الذي يجاهد، مثلاً وصية الإمام عليّ للإمام الحسن في نهج البلاغة يقول له:
  (وأمر بالمعروف تكن من أهله وأنكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله بجهدك  ]باين يعني ابتعد عمن فعل المنكر باقصى ما تستطيع[ وجاهد في الله حق جهاده ولا تأخذك في الله لومة لائم)  أما في هذا الزمان إذا توجه بعضكم إلى بعض الخطباء وقال له: لم لا تطرح هذه الأشياء على المنبر يقول يلوموني هذا خطأ - ويقول الأمير عليه السلام وخض الغمرات  للحق حيث كان- اذهب  وراء الحق وبيّن الحق حتى ولو كنت تدخل في الغابات وفي الأهوال والمصائب فلا يخاف أحد بعد اليوم -  ومن وصية أخرى للأمير تجدونها في آمال الطوسي موجهة إلى الحارث الهمداني قال له:
( يا حارث إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد )
  الصادع يعني المظهر له والمجاهر له  إصدع بما تؤمر جاهر واكشف للناس الحقائق التاريخيه وبين للناس بيان أهل البيت في أعدائهم تكون بذلك مجاهداً بنص أمير المؤمنين
  وفي رواية للإمام الكاظم عليه السلام :
(قل الحق وان كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك)
  قل الحق، أيها الناس إن ولاية أبي بكر وعمر باطلة وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك في الآخرة ..
(ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك) 
 طبعاً سنشرح فيما بعد ربما تتساءلون ما موقع التقية ها هنا سنأتي على بيانها إن شاء الله وذكرها ..

وجوب كسر النواصب:
  في رواية للإمام العسكري صلوات الله عليه أنه قال: ( قال جعفر بن محمد عليهما السلام) من كان همّهُ في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين لنا أهل البيت  ويكشف عن مخازيهم أي النواصب ويبين عوراتهم ويبين فضائحهم ويُفخم أمر محمد وآله  ]الذي يقوم بهذه الأعمال ما الذي يحصل؟ يقول الإمام[ جعل الله همة أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره، يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكاَ قوةً وأحد من هؤلاء الملائكة  تفضل عن حمل السماوات والأرض(  فكم من بناء وكم من نعمة وكم من قصور لا يعرف قدرها إلا رب العالمين، قم بهذا العمل أيها الموالي المخلص الشيعي الشجاع ..
  رواية أخرى (اجتمع قوم من الموالين والمحبين للإمام العسكري، وقالوا: يا ابن رسول الله إنّ لنا جار من النصّاب يؤذينا في تفضيل أبي بكر وعمر وعثمان على أمير المؤمنين ويحتج علينا في هذه المسألة، ويورد علينا حججاً لا ندري كيف الجواب عنها والخروج منها. فأمر الإمام أحد تلامذته ليفحم ذلك الناصبي، فأمر واحد منهم: مُر بهؤلاء إذا كانوا مجتمعين متكلمين استمع لما يقولون فيستدعون منك الكلام فتكلم وأفحم صاحبهم واكسر غرته وفل حده ]يعني اكسر شوكته وادعس على رأسه[  ولا تُبقي له باقية،  فذهب الرجل وجرت المحاضرة وكلم الرجل فافحمه لا يدري  في السماء هو أم في الأرض من شدة التوتر فوقع علينا من الفرح والسرور وعلى الرجل والمتعصبين له من الحزن والغم مثلما لحقنا من السرور، فلما رجعنا إلى الإمام قال لنا: إن الذي من السماوات من الفرح والطرب لكسر عدو الله كان أشد وأعظم من فرحكم والذي كان في حضرة إبليس  من الحزن والغم أشد ولقد صلى على هذا الكاسر الذي أفحمهم من كشف فضائح أبوبكر وعمر وعثمان ملائكة السماء والحجب والكرسي كل ملك من هؤلاء الملائكة صلوا على فلان وقابل الله صلواتهم من الإجابه فأكرم إيابه وعظم ثوابه ولعنت تلك الملائكة عدو الله المكسور وقابلها الله بالإجابة  وسيطيل الله عذابه)

وجوب سب ولعن أهل البدع والريب :
  رواية عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال :
  قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ]حتى لعن وسب هؤلاء فيه ثواب مع أن السب من أشد المحرمات ولكن سب أعداء الله ما فيه إشكال يقول الرسول أكثروا من سبهم ، من هم ؟ أهل الريب والضلال من بعدي[ وباهتوهم ]من البهت[ كي لا يطمعوا في الفساد ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ]مشكلة العامة والطوائف الأخرى مخدوعة وجاهلة يتلقنون من الصغر فضائلهم المكذوبة إذا استطعنا أن نقوم بحملة لفضح هؤلاء الناس حتى يحذرهم الناس، المشكلة أننا لا نطبق وصية نبينا[  يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة)، قال تعالى في محكم كتابه :
 (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الۡجَهۡرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الۡقَوۡلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا)  ...
  إذا كنت مظلوماً اجهر بالسوء ، فكيف بمن ظلم سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟! يجب على الإنسان أن يجهر، أيها الناس إن عمر بن الخطاب قاتل مجرم، قتل فاطمة الزهراء، الله جل وعلا يحب ذلك إجهر اكشف ذلك للناس، قال تعالى :
(فَاصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ الۡمُشۡرِكِينَ)

شروط العمل بالتقية :
  المسألة فيها بيان للتقية  هناك من يقول (لا دين لمن لا تقية له) لذا يجب علينا أن نعمل بها .. بجواب مختصر أوضحنا مراراً أن التقية لها شرائط إذا لم تتحقق هذه الشرائط فالعمل بالتقية يكون حرام مثل التيمم له شرائط فكذلك الأمر بالنسبة لمسألة التقية، الأصل هو الجهر إبلاغ الأمر بالمعروف، الصدع بما أُمرنا حتى ننتقل للتقية  تجدون شرائطها في الكتب الفقهية كتاب للشيخ الأعظم الأنصاري يُفصِّل التقية ويفصلها إلى أحكامها الخمسة: تارة تكون التقية واجبة، تارة تكون مستحبة، تارة تكون مباحة، تارة تكون مكروهة، تارة تكون حراماً، هناك موارد مفصلة إن التقية لا يقع فيها وجوب إلا إذا جرّ تركها إلى هدم الدين مثل ما فعل الإمام الحسن عليه السلام فصالح معاوية، إذا كنت في عمل آخر تكون التقية بها هدم الدين لا تعمل بها كما فعل الإمام الحسين (عليه السلام) .. يكون العمل بالتقية مستحباً إذا كان به إعزاز للدين ولك أن تعمل بالتقية أو لا تعمل بها وبهذا تكون رخصة، هي رخصة من الله ليس بوجوب، الخطأ عند الناس أن التقية واجبة بكل مكان وزمان، مثلا اذهب صلي على السجاد، اذهب وقل الإمام عليّ رضي الله عنه وأبو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه كما فعل بعض من وضع العمامة على رأسه، التقية تكون إذا وجدت السيف على رقبتك يجوز أن تعمل بها أو تتركها فتكون شهيداً، مشكلة الناس هي عدم التمييز ثم (لا دين لمن لا تقية له) تعلمون في أي مورد جاء؟
  القضية كانت قضية خارجية لا حقيقية حسب الإصطلاحات الحوزوية، الإمام في زمن بني أمية وبني العباس يقول :
(لا دين لمن لا تقية له)
  التقية واجبة في ذاك الزمان، أما واحد يعيش في لندن يعمل بالتقية؟! لاحظوا أين وردت هذه الرواية (أحد خدمة الإمام الصادق يقول: كنت عند أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) في يوم الشك، فقال: يا غلام اذهب فانظر هل صام الأمير أم لا، فذهب ثم عاد فقال: لا، فدعا بالغداء فتغدينا معه، قال الصادق (عليه السلام):
( لو قلت أن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً )
  وقال عليه السلام  :
(لا دين لمن لا تقية له )
  يعني كان ذلك اليوم يوم صيام شهر رمضان أما الإمام الصادق (عليه السلام) اضطر أن يفطر لأن قرار الدولة أنه يوم عيد فإذا خالفه ربما يقتلونه يؤذونه يسجنونه.
   في رواية أخرى تؤكد، (عن خلاد بن عمّارة:  قال أبي عبدالله: دخلت على أبي العباس في يوم شك وأنا أعلم أنه من شهر رمضان وهو يتغدى، فقال: يا أبا عبدالله ليس هذا من أيامك ، قلت يا أمير المؤمنين ما صومي إلا بصومك ولا إفطاري إلا بافطارك ، فقال أدنو فدنوت وأكلت وأنا أعلم أنه والله من شهر رمضان) ذاك كان تقية عرفتم الآن مورد التقية ما هي؟! والآن من عنده استعداد أن يعمل هذا وهذا الشيء دائما يحدث عندنا بدول الخليج  هل يفطرون بيوم صيام حالياً؟ مستحيل لأنه في ذاك الزمن إن لم يفطر الإمام فيه هدم للدين أما نحن فلا نعمل بالتقية لأن فيها ظروف خاصة وليست عامة.

  مسألة أخرى وردت في بعض الروايات أنه (لا تفشوا أسرارنا) فيقولون إن هذه الروايات فيها نفي عن ذكر أمر أبي بكر وعمر، نقول لهم إن القضية قضية خارجية فقد نهى الأئمة عن ذكرها لأن في ذكرها هدم للدين أما بعد أن تبدلت الأوضاع مثل زماننا هذا مع الإنفتاح والتطور فلا يكون التحريم شامل لكل مكان وزمان، فنفس الأئمة حرموا أن تذكر فضائل أهل البيت  مثل رواية في الكافي (يقول الإمام  الصادق (عليه السلام):
 (إياكم وذكر عليّ وفاطمة بالخير فإن الناس ليس شيء أبغض إليهم من ذكر عليّ وفاطمة)

  نقول للمعترضين هل أنتم مستعدون أن تمتنعواعن ذكر فضائل الإمام وتلتزموا بالنص اليوم يقولون لا! لماذا؟ كلام إمام؟! يقولون نعم  الظروف تغيرت هذا الأمر مربوط في ذلك الزمان  وليس زماننا الحالي. ربما يعترضون أنّ الأحاديث التي نذكرها هي غير معتبرة سندا وغير صحيحة، ونحن نقول بلى هذه الروايات التي سنذكرها كلها روايات معتبرة أما كيف حكمنا عليها بالإعتبار ذلك ليس مرهون بالسند، يحتاج علم الدراية ومفصول الحديث وأحكامه حتى يعرف كيف يحكم على الرواية بالإعتبار أو لا،  ليس كل رواية ضعيفة السند غير معتبرة  وإلا كثير من الروايات التي بها أحكام نعمل بها مفروض ما نعمل بها لأن مستندها يكون ضعيفاً، هناك روايات ضعيفة تتقوى بالمعضدات أما حتى تعرفوا أن كل رواية معتبرة فلا يأتي أحد ويقول غير صحيحة السند علما أنه كثير من صحاح السند ولكنها معتبرة أي قوية ويمكن الإعتبار بها حسب أصول علمية معروفة ويعتمدون بالقول.
 هل هناك في سيرة المعصومين أنهم كانوا يقتحمون المجتمعات ويهينون الرموز المقدسة ؟ نحن نقول نعم، ومن رأس المعصومين هو الرسول  الأعظم (صلى الله عليه وآله)
الصدع بأمر الله في تسفيه أعداءه :
  (عن محمد إبن إسحاق في قضية قال الله تعالى:
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}
  فصدع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر الله تعالى "صدع يعني جهر" - وبدأ قومه بالإسلام فلما فعل ذلك لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه بعض الرد  حتى ذكر آلهتهم وعابها فلما فعل ذلك ناكروه وأجمعوا على خلافه وعداوته إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام) يعني الرسول بدأ يعرض الفضائل فما اهتموا فجاء يعيب آلهتهم يعني رموزهم المقدسة عند ذلك بدأت المشكلة وأكثرت قريش ذكر رسول الله بينها وتذامروا فيه وحض بعضهم بعضاً عليه، (فقالوا: انطلقوا بنا إلى أبي طالب فلينصفنا منه فيأمره بالكف عن شتم آلهتنا، فبعث إليه أبو طالب فلما دخل الرسول قال: يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وقد سألوك النصف أن تكف عن شتم آلهتهم فيدعوك وإلهك، فقال: أي عم أو لا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها؟ فقال: وإلى ما تدعوهم؟  قال: أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم،  فقال أبو: جهل ما هي؟ لنعطينكها وعشر من أمثالها، قال: تقولون لا إله إلا الله، فنفروا وقالوا: سلنا غير هذه، قال لو: جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها، فغضبوا وقاموا من عنده غضبى، وقالوا: لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا، فأنزل الله قوله تعالى :
{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ}

   فإذاً لاحظوا، نستدل من سيرة الرسول (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنه كان يقتحم المجتمعات، عرض سلبيات الملة المنحرفة بدأ يهاجم رموزها في حين أن أعداءه قالوا له  -ابقى على إلهك ونبقى على إلهنا-  يقولون لنا ابقوا على عليّ ونبقى على أبو بكر وعثمان، لماذا تهينون رموزنا؟ أول شيء برآءة ثم ولاية ... عداء ثم ولاء، وهكذا من سيرة النبي نستدل، حتى وإن كان في مسيرنا شيء من إيذاء مشاعر المخالفين أو إهانة رموزهم فهذا ما يتطلبه البحث العلمي هذا هو التاريخ والحقائق الواردة في كتبكم أما أن تقبل به أو تكفر بالإسلام -لماذا تتعبنا وتتعب  نفسك؟!-  وهناك  مسألة يستدلون بها وهي قوله:
{ ولَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}
هذه المسألة خارجية منوطة في ذلك الزمان والدليل أن الله سبحانه وتعالى في آيات أخرى أهان الأصنام وهذه الآية تتعلق لو كان هناك محظور من سب الآلهة فإذا كنت في مكان تعلم أنك لو أهنت إله من آلهة المشركين فيسبوا الله فأنت تتوقف ..  بمعنى آخر إذا أهنت عمر لا يهينون عليّ إلا إذا كان شخص خارجي  والخارجي محكوم بكفره وفي القضية تفاصيل عديدة هذه هي أهم الإعتراضات،  نبدأ برواية في بيان لحديث مطول نشرح بقيته في المحاضرات القادمة نأتي على ذكر روايات صريحة في تجريم أعداءهم ..

بيان آل محمد في أعداءهم :
  رواية  لسليم بن قيس الهلالي ورواها عنه إبان بن عياش قال سليم :
 ( شهدت عليّ عليه السلام حين عاد زياد بن عبيد بعدما انتهت معركة الجمل بانتصار أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) على عائشة (لعنها الله) وأتباعها، دخل أمير المؤمنين البصرة لزيارة زياد ابن أبيه وسمي فيما بعد بإبن أبي سفيان  -حسب الأعراف آنذاك- ذهب الإمام لزيارته  وكان من الذين انضووا تحت لواء أمير المؤمنين ثم انحرف، قال سليم شهدت عليّ حين عاد زياد بن عبيد بعد ظهوره على أهل الجمل وأن البيت لممتلئ من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيهم عمار وأبو أيوب وجماعة من أهل بدر وزياد في بيت عظيم شبه البهو ]البيت العظيم المطول[ إذ أتاه رجل بكتاب لأمير المؤمنين من الشام، قال فيه: إن معاوية استنفر الناس ودعاهم إلى الطلب بدم عثمان وكان في ما يحضهم به أن عليّاً قتل عثمان وآوى قتلته وأنه يطعن على أبي بكر وعمر فنفرت العامة والقرآء واجتمعوا على معاوية إلا قليلاً منهم ]فهنا نقل هذا الأمر بمحضر أصحابه، فكيف رد أمير المؤمنين؟ اقرأ أول سطر وإن شاء الله إن أحيانا الله ونكون موجودين تستمعون إلى الفقرات وهي مهمة وعلى كل موالي أن يتدبر فيها[ فحمد الله وأثنى عليه: أما بعد ما لقيت من الأمة بعد نبيها  ملأ قلبي قيحاً  ]إن شاء الله نعرف ذلك في المحاضرات القادمة وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين[  ....

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp