تقرير كلمة سماحة الشيخ في الاحتفال بهلاك عائشة 17 شهر رمضان 1432 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير كلمة سماحة الشيخ في الاحتفال بهلاك عائشة 17 شهر رمضان 1432 

افتتح سماحة الشيخ ياسر الحبيب «حفظه الله» كلمته في الاحتفال المبارك الثاني لذكرى هلاك عائشة بنت أبي بكر «لعنة الله عليها وعلى أبيها وجملها وبنيها» بتقديم أصدق التهاني والتبريكات لرسول الله الأعظم ولأهل البيت الطاهرين وللمؤمنين في كل مكان بمناسبة ذكرى هلاك عدوة الله المدانة من فوق سبع سماوات، أتى ذلك في حفل بهيج أقامته هيئة خدام المهدي «عليه السلام» في العاصمة البريطانية في اليوم الموافق للسابع عشر من شهر رمضان المبارك 1432 من الهجرة النبوية الشريفة.

وفلسف سماحته دواعي الاحتفال بهذه الذكرى وغيرها من احتفالات البراءة وأهميتها، بأنها ترادف أصدق مظاهر التولي كالاحتفال بذكريات مواليد الأئمة الأطهار «صلوات الله عليهم» التي نظهر بها ولائنا لمن أمر الله «عز وجل» أن نواليهم فنجدد ولائنا لهم، فاحتفالات البراءة بذكريات هلاك أعداء الله وأعداء رسوله وأهل بيته «صلوات الله عليهم» هي أصدق مظاهر التبرّي ممن أمر الله «عز وجل» أن نبرئ منهم فنجدد بها برائتنا منهم، والدليل أمر رسول الله في الحديث الشريف: «إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة. (الكافي/ج2/ص375)» مما يدل على استحباب اظهار البراءة من عائشة على سبيل المثال لا كتمانها.

وأردف سماحته أن فلسفة حربنا على عائشة هو ما جاء عن الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» في الأحاديث الصحيحة والحسنة التي رواها كذلك أهل الخلاف ومنهم مثلاً أحمد بن حمبل في مسنده و ابن أبي شيبة في مسنده والطبراني في معجمه و ابن حبان في صحيحه بسندٍ حسن عندهم عن زيد بن أرقم وأبي هريرة أن الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» قال لعلي وفاطمة وحسن وحسين «عليهم السلام»: «أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم» ، وبما أنه لا يختلف أحد على أن عائشة حاربت أهل البيت عندما ركبت جملها الملعون لتحارب زعيم أهل البيت من بعد الرسول وهو الإمام أمير المؤمنين «صلوات الله عليه» فأنها أعلنت الحرب على علي الذي كان ممن قال لهم الرسول «أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم» ، ونظرًا لأننا نقتدي بالرسول «صلى الله عليه وآله» التزامًا بالآية الكريمة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} فأننا نعلن الحرب على عائشة.

لقد لقـّنونا أئمتنا «عليهم السلام» أن نقول هذه العبارة – أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم – في زيارة عاشوراء والزيارة الجامعة وغيرها من الزيارات، ولذا فنحن نحارب من حاربهم ولا نحارب بعض من حاربهم، أي لا نكتفي بعشرة عاشوراء لمحاربة بعض أعداء أهل البيت كأمثال معاوية ويزيد، بل نحارب عائشة أيضا التي حاربت أهل البيت «صلوات الله عليهم» كي نجدد برائتنا من هذه الشخصية المنافقة المجرمة الحربية العدائية وغيرها من خلال احتفالاتنا البرائية التي نستثمرها لكشف مخازيها وآثامها وجرائمها حتى تهتدي الأمة وتبرئ من هذه الشخصيات وتنزّه نفسها عن موالاتها بإيصال صوتنا للآخرين بأن عائشة هي من قتلت رسول الله «صلى الله عليه وآله» صاحب أغلى دم عند كل مسلم ومسلمة، ولا نسكت عنها لأن ذلك يعد استرخاصًا لدم رسول الله الغالي.

كما أن هنالك حديث يرويه أهل الخلاف أخرجه الخطيب البغدادي يمكن الاستئناس به وهو: «عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: إذا مات صاحب بدعة فقد فـُتِح في الإسلام فتح. (تاريخ بغداد/ج4/ص158/ح1831)»  ، وحينما نطبق هذا الحديث على عائشة:
• مع الإعراض عن قتلها للرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» بدس السم إليه.
• مع الإعراض عن مشاركتها في إيذاء الزهراء البتول «صلوات الله عليها» واظهارها السرور في يوم شهادتها.
• مع الإعراض عن محاربتها لخليفة الله على أرضه الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» وتسببها بمقتل ثلاثين ألف من المسلمين الأبرياء.
• مع الإعراض عن سجودها شكرًا يوم بلغها نبأ مقتل علي «عليه السلام».
• مع الإعراض عن رميها جنازة سبط رسول الله الأكبر الإمام الحسن «صلوات الله عليه» بالسهام لكي تمنع دفن جنازته إلى جوار جده الرسول «صلى الله عليه وآله».
وذلك لكونها صاحبة بدعة ، فمن بدعها الكثيرة بدعة رضاع الكبير التي لم تكن في شرع رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وغيرها من الفتاوى والأحكام التي جائت بها عائشة من كيسها، بتطبيق الحديث نكتشف أن اليوم الذي تموت فيه هذه المرأة هو يوم فتح يفرح به المسلمون، وقد أقرت عائشة على نفسها في أواخر أيام حياتها بأنها صاحبة بدعة حيث روى ابن قتيبة «أنه حينما قاربت عائشة السبعين قيل لها: ندفنكِ عند رسول الله؟ فقالت: لا أني قد أحدثت بعده فادفنوني مع أخواتي ؛ فدفنت بالبقيع. (المعارف لابن قتيبة/ص135)» ، وبمقتضى الحديث الشريف المعروف «كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» يكون اعتراف عائشة بأنها قد أحدثت اعترافًا بأنها صاحبة بدعة، وعليه فأن يوم موت عائشة هو يوم من فتوحات الإسلام وقد اقترن بالفعل هذا اليوم بيوم فتح بدر العظيم في معركة بدر الكبرى أول فتوحات الإسلام.  

ثم استعرض سماحة الشيخ الحبيب شواهد متعددة تدل على نفاق عائشة، نافيًا سماحته القول بأنها مؤمنة فضلا عن القول بأنها ”أم المؤمنين“ ، ومؤكدًا في الوقت نفسه بأن هذا المفهوم هو ما نسعى لإيصاله لمخالفينا كي لا يغتروا بحال عائشة لمجرد كونها زوجة للنبي «صلى الله عليه وآله» فيقضون حكمًا بإيمانها، فقد كان في أزواج الرسول «صلى الله عليه وآله» منافقات كما في أزواج الأنبياء السابقين «صلوات الله عليهم» ، وعائشة كانت واحدة من المنافقات والدليل يتطلب من المخالفين أن يلاحظوا ويدققوا ويتدبروا فقط فيما نقول، فنحن ليس لدينا عداء شخصي مع عائشة بل عداءًا مبدئيًا، وما سنعرضه هو بعض الدلائل فقط على نفاق عائشة التي لم تكن تؤمن بالدين وإنما كانت تظهر الإيمان بالدين لكنها في باطنها كافرة، والدلائل هي:

1- ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما مع جمع كثير من أرباب الحديث عند أهل الخلاف، عن هشام عن أبيه قال: كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي «صلى الله عليه [وآله] وسلم» فقالت عائشة: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل؟ فلما نزلت {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا} قلت: يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك!.

هذه الكلمة الكفرية من عائشة تصادم كتاب الله الذي نزّه نبيّه عن الهوى في سورة النجم حيث قال {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ ؛ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ؛ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ؛ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ؛ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} ، فكيف تتعدى عائشة على ذلك وتنسب إتباع الهوى إلى الله؟ 

2- أخرج أبو يعلى وأبو الشيخ الأصبهاني صاحب كتاب طبقات المحدِّثين بأصبهان في كتابه «أمثال الحديث» أن عائشة قالت للنبي في كلامٍ غضبت عنده: ”وأنت الذي تزعم أنك نبي الله“ فتبسم النبي.
كما روي في كتاب ”السيرة الحلبية“ لمؤلفه ”علي بن برهان الدين الحلبي“ وهو أحد مؤرخي أهل الخلاف وعلمائهم، رواية مضمونها هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمّا أمر زوجتاه عائشة وصفية أن تتبادلا جمليهما كي لا يتأخر الركب حيث أن جمل عائشة كان سريع وحمله خفيف على العكس من جمل صفية، فقالت عائشة للنبي: أنك تزعم أنك رسول الله؟ فقال: أفي شكٍ أني رسول الله أنتِ؟ قالت: فمالك لا تعدل؟ فكان أبو بكر فيه حدة فلطم عائشة على وجهها ، فلام رسول الله أبا بكر على ذلك فقال له أبو بكر: أما سمعت ما قالت؟ فقال: دعها فأن المرأة الغيراء لا تعرف أعلى الوادي من أسفله!
 
هنا طعنت عائشة في عدالة رسول الله وأظهرت ما بداخلها من عدم إيمانها بأن رسول الله هو رسول الله حقـًا، ويتضح أن هناك زيادة مختلقة لتتمة الرواية الأخيرة على لسان النبي صلى الله عليه وآله ليبررون قول عائشة بالغيرة الشديدة، وهذا العذر غير مقبول لأنه مهما بلغت الغيرة فأن لها حدودًا لابد أن تتوقف عندها فإذا ارتكبت المرأة الغيراء جريمة فأن الغيرة لا تبرئها من الجريمة، كما لم تبرئ تلك المرأة الكويتية التي قامت قبل سنتين في منطقة الجهراء بإحراق خيمة عرس طليقها الذي تزوج بعدها، فها هي الآن محبوسة ومحكوم عليها بالإعدام وتنتظر الاستئناف، فإن قبلنا العذر الذي جاء أهل الخلاف به لعائشة فأن علينا تبرئة هذه المرأة الكويتية الغيراء التي مات بسببها العشرات وعلينا إخراجها من السجن!.
فما فعلته عائشة هو تعدي الحدود وارتكاب جريمة بالطعن في رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم نسمع بأن إمرأة أخرى من نساء النبي الأخريات تفوّهت بمثل هذا الكفر إذ ”ما أضمر أمرؤ شيئـًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه“ كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فمن يريد أن يعذر عائشة بالغيرة فليسلّم على عقله.

3- أخرج الطبراني في الأوسط والخطيب في التاريخ «جرى بينه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم وبين عائشة كلام، حتى أدخلا بينهما أبا بكر حكما واستشهده، فقال رسول الله: تكلَّمين أو أتكلّم؟ فقالت: بل تكلّم أنت ولا تقل إلاّ حقا، فلطمها أبو بكر حتى دُمي فوها وقال: يا عديّة نفسها، أ ويقول غير الحق! فاستجارت برسول الله وقعدت خلف ظهره، فقال له النبيّ: لم ندعك لهذا ولا أردنا منك هذا».
فهذا شاهد على أن هذه المرأة لا تؤمن بالرسول فأن المسلم يعتقد بأن النبي كل ما يكون منه هو الحق ولا يشك فيه ويقول له قل ولا تقل إلا حقا!

4- أخرج عبد بن حميد في مسنده والطبراني بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على عائشة مع أبي بكر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عائشة أطعمينا. فقالت: والله ما عندنا طعام. فقال: أطعمينا. فقالت: والله ما عندنا طعام. فقال: أطعمينا. فقالت: والله ما عندنا طعام. فقال أبو بكر: يا رسول الله؛ إن المرأة المؤمنة لا تحلف على الشيء أنه ليس عندها وهو عندها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أَ مؤمنة هي أم لا؟! إن مَثل المرأة المؤمنة في النساء كمثل الغراب الأعصم من الغربان، وإن النار خُلِقت من السفهاء، وإن النساء من السفهاء إلا صاحبة القسط والمصباح". (مسند الشاميين للطبراني/ج4/ص91)
وهذا الحديث يقصم ظهر عائشة وظهر جملها ويثب عدم ثبوت إيمانها.

وتسائل سماحته عن دواعي إخفاء هذه الأحاديث عن أهل الخلاف والمسلمين بينما هي أحاديث حسنة وصحيحة ومعتبرة، مردفـًا سماحته أنه حتى في حال الإعراض عن كل هذه الأحاديث من المخالفين المتعنتين فأنه يكفي الأخذ بكتاب الله الذي فيه سورة التحريم التي أجمعت الأمة الإسلامية على أنها نزلت في ذم عائشة وحفصة باعتراف الطاغية عمر بن الخطاب في روايات صحيحة أخرجها البخاري ”عن ابن عباس قال: لم أزل حريصا أن اسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} حتى حج وحججت معه وعدل وعدلت معه بإداوة فتبرّز ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ، فقلت له يا أمير المؤمنين: من المرأتان من أزواج النبي اللتان قال الله تعالى {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}؟ قال: وا عجبا لك يا ابن عباس هما عائشة وحفصة“.  
وبما أن الآية تطالبهما بالتوبة عن زيغ قلوبهما عن الإيمان أي أنها تثبت كفرهما ولم يأتينا ولو حديث واحد ضعيف يفيد أن الله تعالى تاب على عائشة وحفصة بعد أن زاغتا عن الإيمان بينما يثبت كتاب الله التوبة لآخرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مثل توبته على ثلاثة متخلفين عن الزحف في غزوة تبوك فأنزل الله {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (سورة التوبة/آية 118) ، بينما لم ينزل الله «عز وجل» توبة عائشة وحفصة ولم يبلغنا رسول الله أنهما تابتا، فعليه نحكم بكفرهما وأنهما الآن في النار إذا أخذنا بكتاب الله.     

وفي الختام دعا سماحته المؤمنين لشكر الله تعالى على نعمة البراءة من عائشة وعدم الانخداع بها وإلى أداء صلاة ركعتين شكرًا لله تعالى على نعمة هلاكها، سائلين حوائجهم من الله عز وجل بأن يطلبوا هداية سائر الإخوة المسلمين إلى نعمة البراءة من رأس الكفر كما سمّاها النبي صلى الله عليه وآله.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp