تقرير محاضرة: الليالي الفاطمية (1) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير محاضرة: الليالي الفاطمية (1) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

 بسم الله الرحمن الرحيم

 القول مني في جميع الاشياء قول آل محمد (عليه السلام) فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمه للخلائق اجمعين سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين آ
صلى الله عليك يا سيدتي ويا مولاتي يا سيدة نساء العالمين يا فاطمة الزهراء إنا نشهد الله وملائكته أنبيائه ورسوله إنا صدقناك فبشرينا بأن قد طهرنا بولايتك
إن قيل حواء قلت فاطم فخرها
أو قيل مريم قلت فاطم أفضل
افهل لحواء والد كمحمد صلى الله عليه واله؟
أم هل لمريم مثل فاطمة أشبل؟
كل لها حين الولادة حالة تذهل منها عقول ذوي البصائر هذه لنخلتها التجأت فتساقطت رطبا جنيا فهي منه تأكل
وضعت بعيسى وهي غير مروعة أن وحارسها السريّالأبسل والى الجدال وصفحة الباب التجأت بنت النبي فأسقط ما تحمل
سقطت وأسقطت الجنين وحولها من كل ذي حسب لئيم جحفل
هذا يعنفها وذاك يدعها ويردها هذا وهذا يركلها
وإمامهاأسدالأسود يقوده بالحبل, قنفذ, هلك هذا معضل
هذا يعنفها وذاك يدعها ويردّها هذا وهذا يركل
وإمامهاأسدالأسود يقوده بالحبل قنفذ هلك هذا معضل
ولسوف تأتي في القيامة فاطم تشكو إلى رب السماء وتعول ولترفعن جنينها وحنينها بشكايه منها السماء تزلزل رباه ميراثي وبعلي حقه غصبوه وأبنائي جميعا قتلوا
ذاب السم أمسا قلبهم قطعا وهذا بالدماء يغسل

ذكرى استشهاد الزهراء عليها وآلها الصلاة والسلام...
في هذه الأيام التي تُستذكر فيها فاجعة الفجائع مصيبة المصائب المتمثلة باستشهاد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها.
لماذا هذا الاختلاف في تحديد يوم شهادة الزهراء عليها وآلها السلام ؟
ارتأيت ان ابدأ حديثي في هذه الليالي الفاطمية بالجواب على تساؤل طالما دار في اذهان كثير من الناس وهو انه لما هذا الاختلاف في تحديد يوم شهادة الزهراء صلوات الله عليها حيث ان نشهد في كل عام ما يصطلح عليه الفاطمية الاولى والفاطمية الثانيه والفاطمية الثالثه.
لما هذا الاختلاف؟
الجواب: هذا الاختلاف راجع الى تعدد الروايات والاقوال والاثار وهذا التعدد تعدد معهود في كثير من الوقائع التاريخية حتى تاريخ استشهاد النبي الاعظم صلى الله عليه واله.
نلاحظ أنّ الروايات في تحديده مختلفه...
كذلك شهادات المعصومين عليهم السلام ومواليد المعصومين عليهم السلام لعلي لا اكون مجانب للصواب ان قلت انا لا نجد اتفاقا بالنسبة الى احد من المعصومين على تاريخ محدد يرتبط بشهادته, الا الحسين ابن علي صلوات الله عليهم هنالك اتفاق على انه استشهد في العاشر من شهر محرم.
اما حتى ميلاد الامام الحسين عليه السلام للعلم هناك اكثر من روايه مختلفه في هذا الشأن يعني ليس هنالك اتفاق على انه ولد في الثلاث من شعبان.
ما هو منشأ هذا الاختلاف ؟
هذا الاختلاف ما منشأه؟
ليس منشأه تضارب اقوال الائمة (صلوات الله عليهم) يعني علينا هنا ان نفهم ان اختلاف الروايات ليس معناه ان الائمة (عليهم السلام) اختلفوا في تحديد هذه التواريخ.
وانما الاختلاف يأتي من قبل الرواة ومن قبل اختلاف النسخ حيث انه في تلك الازمنة لم يكن يقنع ضبط للتواريخ كما يقع اليوم لعدة اسباب...

اولاً ان التواريخ كلها كانت في تلك الازمنة من المسموعات لم تكن تدون اوّل بأوّل الا نادرا يعني القاعدة العامة انه اعتمادا على المسموعات.
متى ولد النبي الاكرم (صلى الله عليه واله)؟
جماعة سمعوا في يوم كذا وجماعة اخرى سمعوا في يوم اخر.
متى استشهد النبي (الاكرم صلى الله عليه واله)؟
كذلك...
كان اعتمادا فقط على المسموعات والمسموعات هذه من الطبيعي ان تتعرض مع مرور الايام الى النسيان وبالتالي يقع الاختلاف.
ثانياً حركة التدوين اساسا بدأت متأخرة في التاريخ الاسلامي, شهادة الزهراء (صلوات الله عليها) وقعت في الصدر الاول من تاريخنا الاسلامي لذلك لم تكن اناذاك حركة التدوين قد بدأت على النحو الذي بدأت فيه لاحقا, اعتبارا من القرن الثاني تقريبابدأت بشكل يمكن الاعتماد عليه اجمالا.
 فلذلك هذا حركة التدوين لم تكن قد بدأت فأسهمت ايضا في وقوع هذا الاختلاف والتضارب من جهة اخرى.
نفس من دوّن في هذه التواريخ بعد بدء حركة التدوين هذا المدون كان يدوّن على صحف قديمة وعلى وسائل قديمة وبوسائل قديمة, المداد الذي كان يكتبون به انذاك كان يتعرض للزوال من ادنى شي يعني يصيبه قليل من الماء يزول او تصيبه الشمس باشعتها يزول.الصحيفة التي كان يكتب عليها كان يمكن ان تبلى وتفسد.
 الوسائل كانت بدائية لذلك حينما كانوا يعثرون مثلا على صحيفة مكتوب عليها شي رواية معينه
اثر معين او تاريخ معين...
كانوا كثيرا ما يتحرون في اكمال الفراغات في تلك الصحيفة يعني هنا كلمة ظهر فيها بياض هنا كلمة ناقصه وهنا كلمة غير واضحة المعالم.
واضف الى ذلك انه لم يكن هناك تنقيط سابقا...
يعني مع بدء حركة التدوين كان التنقيط قليلا فالاحرف تتشابه ومن هنا يقع ايضا اختلاف في تفسير او قراءة الكلمة الواحد فضلا عن الجملة او العبارة الواحده.
هذا كله ناهيك على انه الشيعه والائمة قبل الشيعه (صلوات الله عليهم) كانوا يعيشون في اجواء من الاضطهاد والظلم الذي كان يحول دون توارد المعلومات, دون انسيابية المعلومات.
هذه القيود التي كانت مفروضة على الائمة الاطهار (عليهم السلام) وعلى اصحابهم الابرار وشيعتهم المخلصين.هذه القيود كانت تسهم في ضياع كثير من الروايات وتحريفها ,لان المعلومة ليست حرة في تنقّل الرواية ليست حرة ماكان احد يجرأ ان يقول حدثني جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) مثلا...
الا في فترات زمنية محدوده, زمن الاضطراب بين دولتي بني امية وبني العباس (لعنة الله عليهم اجمعين) ,حيث القلائل هذه كانت تعطي فرجة ما للتحرك اما على العادة والقاعدة لم يكن احد يستطيع التحدث بطلاقة!
فمن هنا كانت جماعة مثلا يسمعون شيئا من الامام (عليه السلام) مع مرور الزمان وتغير الاجواء ومع التعتيم الذي تفرضه السلطات ومع حالة الخوف كان ينسى بعضهم,يشتبه بعضهم, يسهو بعضهم فتنتقل المعلومة بشكل خاطئ الى الاخرين ولعلها اصلا لا تنتقل وبالتالي يقع فراغ كبير وهائل في ضبط المعلومات (ضبط الروايات)...

الروايات مختلفه في خصوص شهادة الزهراء (عليها وآلها السلام)
الروايات عن ائمتنا (عليهم السلام) في خصوص شهادة الزهراء (عليها السلام) وقع فيها هذا الاختلاف لهذه العوامل التي سقناها.
اضافة الى هذا هنالك اقوال لغير الائمة (عليهم السلام) يعني للمؤرخين ولاصحاب السير تلك الاقوال ايضا من جهتها بينها وبين تلك الروايات شيء من الاختلاف والتباين.
لهذا إن لدينا اقوالا كثيرة في تحديد شهادة الزهراء (عليها السلام) ربما تناهز على ما بحثت قبل كم سنة ربما ثمان اقوال او اكثر...
نستطيع ان نقول ان ليس لدينا مناسبات فاطمية ثلاث فقط وانما ثمان مناسبات ولكن انما يقوم المؤمنون بالاهتمام بهذه المناسبات الثلاث لأنها اشهر الاقوال اعتمادا.
ثم دققوا من هذه الثلاث هناك اثنتان اقوى ثم من هاتين الاثنتين هنالك واحد اي مناسبة فاطمية واحده هي في نظرنا ونظر جمهره كثيره وكبيره من المحقيقين والعلماء هي التي تعتبر الاقوى والاثبت وهي التي يصطلح عليها اليوم بالفاطميه الثالثه(التي تكون باليوم الثالث من جمادى الاخرة).

الفاطميه الثالثه تبدوا هي الاثبت والاقوى في تحديد شهادة الزهراء (عليها وآلها الصلاة والسلام)
هذه بحسب الجمع الذي سأبيّنه وبحسب التدقيق تبدوا الفاطميه الثالثه انها اقوى الروايات وارجحها واثبتها في تحديد شهادة الزهراء (صلوات الله عليها).
لكن على كل حال من الجيد للمؤمنين جميعا ان يحييوا شهادة الزهراء (عليها السلام) في كل يوم محتمل ان تكون فيه قد وقعت هذه الفاجعة وهذه من علامات شدة الايمان وقوة الارتباط بالزهراء (صلوات الله عليها)
وروحي فداها.
طائفتان في تحديد يوم استشهاد الزهراء (عليها وآلها الصلاة والسلام)
هنالك طائفتان من الروايات والاقوال, الطائفة الاولى تحدد يوم استشهاد الزهراء (عليها السلام) اليوم الذي استشهدت فيه.
الطائفة الثانية تحدد المدة التي تفصل ما بين شهادة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) وشهادة بضعته الزهراء البتول (صلوات الله عليها).
الطائفه الاولى:
نستعرض الطائفة الاولى, وهي كما قلنا في روايات واقوال متعددة من ابرزها أنّ يوم شهادتها (عليها السلام) كان في الثالث من شهر جمادى الاخرة (كما بيّنا اين وردت هذه الرواية ووردت في دلائل الامامة للطبري الامامي ومسار الشيعة للشيخ المفيد ومصباح المتهجد لشيخ الطائفة الطوسي والاقبال للسيد بن طاووس اقبال الاعمالوبحار الانوار للعلامة المجلسي وغيرها من مصادر).
الرواية الثانية ان يوم شهادتها (عليها السلام)كان في العشرين في شهر جمادى الاخرة لا الثالث من جمادى الاخرة (هذا ورد في اقبال العكال للسيد بن طاووس).
القول الثالث ان شهادتها (عليها السلام) كان الثالث في شهر رمضان هذا ورد في كشف الغمة للأردبيلي.
القول الرابع من الطائفة الاولى التي تحدد يوم الاستشهاد انه كان في الحادي والعشرين من شهر رجب (وهذا ذكره شيخ الطائفة في مصباحه هذا فيما يتعلق بتحديد يوم الاستشهاد المفجع ).
اما الطائفة الثانية التي تحدد المدة الزمنية الفاصلة بين شهادة الرسول الاعظم وشهادة الزهراء صلوات الله عليهما والهما, فيها ثلاث روايات بارزة.
الرواية الاولى أنّ هذه الفترة كانت خمسة وتسعين يوما, (هذا ورد في كشف الغمة للاربلي القول الثاني ان الفترة كانت خمسة وسبعين يوميا وهذه الرواية في الكافي الشريف لشيخنا الكليني رضوان الله عليه).
الرواية الثانيه أنّ هذه الفترة كانت اربعين يوما وهذا رواه صاحب الاحتجاج الطبرسي.
نجمع الطائفتان لنصل الى النتيجه
اذاً عندنا طائفتان على هذا النحو حينما نجمع بين الطائفتين نصل الى هذه النتائج كما بيناه في جواب سابق قبل سنوات على سؤال وردنا بهذا الخصوص.
نقول أنّ الرواية الاشهر من الطائفة الاولى التي تحدد يوم الاستشهاد الرواية التي تذكر أنّ يوم استشهادها كان في الثالث من شهر جمادى الاخرة لانها مروية عن الامام الصادق (عليه السلام) بسند حسن وصرح بها ايضا الشيخ الاقدم المفيد في مسار الشيعه فمن الطائفة الاولى من الروايات تبرز هذه الرواية ان هذه الرواية هي الاقوى والاشهر.
من الطائفة الثانية التي تحدد المدة الزمنية بين الشهادتين نلاحظ التالي وهذه نكته مهمّهأن يلتفت اليها بعض الاخوة أنّ الرواية الاولى والثانية هي رواية واحده بالاصل.
الرواية التي تقول إنّ المدة بين شهادة الرسول الاعظم والزهراء (عليهما وآلهما الصلاة والسلام) كانت 95 يوم هي نفسها الرواية التي وردت بالكافي الشريف وفيها ايضا أنّ المدة الزمنية كانت 75 يوما.
هي رواية واحدة لكن منشأ الاختلاف هو في قراءة المدوّن -كما بيّنت- لم يكن هنالك تنقيط بالسابق لذلك كلمة سبعين تكتب وترسم على نحو الذي تكتب وترسم عليه كلمة تسعين اربع سنّات قبل العين ثم سنّه ثم نون والخط الكوفي القديم وبدون تنقيط ,فأنا حينما استقبل هذا على سبيل المثال انا صاحب كشف الغمة استقبلت هذه الرواية من الاصل فحينما دونتها كتبتها عندي في كشف الغمة قرأت هذه الكلمة على انها تسعين فصارت الرواية خمسة وتسعين يوما.
الشيخ الكليني حينما استقبل هذه الرواية قرأها على انها سبعين قرأ الكلمة على انها سبعين او من جاء بعد الكليني ممن نقلوا او نسخوا كتابه الشريف
كلمة سبعين وكلمة تسعين تتطابقان بحسب الكتابه العربية القديمة التي كانت خالية من الاشكال.
هذه الرواية ايضا التي كما قلنا رواية واحدة لكن الاختلاف في انه الكلمة كيف تقرأ كيف تُضبط؟ هذه الرواية صحيحة السند قوية معتبرة عن الامام الصادق (عليه السلام) وايضا تماثلها رواية اخرى عن الامام الباقر (عليه السلام) ورواية اخرى عن امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)
الان النتيجة ماهي؟ انه عند مطابقة الرواية الاشهر من الطائفة الاولى التي تحدد اليوم ,والتي قلنا تلك الرواية المروية بسند حسن عن الامام الصادق (عليه السلام)أنّ يوم الاستشهاد كان في اليوم الثالث من شهر جمادى الاخرى حينما نطابقها مع الرواية الاصح من الطائفة الثانية التي تحدد المدة الزمنية نصل الى هذه النتيجة هي ان يوم اسشهادها (عليها السلام) كان في اليوم الثالث من شهر جمادى الاخرة اي اننا نرجح ان المدة بين استشهاد الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) واستشهاد الزهراء (عليها السلام) 95 يوما نرجح ان يكون هذا ضبط الكلمة لانه يطابق الرواية الاشهر...
إذا حسبنا من يوم 28 من صفر الى اليوم الثالث من شهر جمادى الاخرة فتكون المدة خمسة وتسعين يوما وهذا القول هو نتيجة هذا الجمع والترجيح بين الروايات الاشهر والاقوى من الطائفتين,لأنّ سائر الروايات الاخرى دون تلك الروايات في الشهرة او في قوة السند.
الفاطمية الثالثة التي تستند الى رواية 95 يوما والى رواية الصادق (عليه السلام) بأنه وقع استشهاد الزهراء (عليها السلام) في اليوم الثالث من جمادى الاخرة هذا هو عليه المعول بمعنى ان هذا المضنون الاقوى بأن يوم شهادة الزهراء (عليها السلام) وقعت فيه.
لابد من احياء الفاطميه الاولى والثانيه والثالثه
ولكن يبقى ان هذا مضنون لا مقطوع ليس بامكاننا ان نقطع لذلك لا بأس من ان نحي الفاطمية الثانية التي تستند الى رواية خمسة وسبعين يوما بعد شهادة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) فيوافق ذلك يوم الثالث عشر من جمادى الاولى كما نحن الان فيه.
وكذلك الفاطمية الاولى التي تستند الى رواية ان المدة الزمنية بين شهادة الرسول الاعظم وشهادة الزهراء (صلوات الله عليهما وآلهما) كانت بمقدار اربعين يوما فيوافق ذلك اليوم الثامن من ربيع الاخر.
سيرة المحبين والموالين لاهل البيت (عليهم السلام) انهم يحييون هذه المناسبة في كل يوم محتمل ان تكون قد وقعت فيه وهذا امر حسن لان حق الزهراء (صلوات الله عليها) عظيم جدا لا يمكن لاحد ان يقدره وبالتالي لعلنا حينما نكثر مناسبات احياء ذكرها لعلنا نؤدي شيئا قليلا ويسيرا من حقها علينا (صلوات الله عليها) وارواحنا فداها ,ولكن من المهم جدا أن نهتم بأن يكون مستوى الاهتمام بالفاطمية الثالثة على اعلى مستوى لان هذه الرواية او هذه المناسبة هي الاقوى بحسب اي مدركها ومستندها هي الاقوى لذا ينبغي الاهتمام بهذا الامر.
الزهراء (صلوات الله عليها وآلها الطاهرين)مقامها فوق حد التصوّر والتخيّل !
الزهراء (صلوات الله عليها) مقامها فوق حد التصور والتخيل مقامها العالي صلوات الله عليها كيف يكون؟ في اية منزلة هي حتى نقترب شيئا ما من فهم مقام الزهراء عليها السلام؟

اطرح امامكم هذه الاطروحة.
ابدأها برواية شريفة مروية بسند عالم عن امامنا ابي محمد الحسن الزكي العسكري (صلوات الله وسلامه عليه) عن اباءه الاطهار عن رسول الله (صلى الله عليه واله) هذه الرواية رواها العلامة المجلسي في البحار عن كشف الغمة للاردبيلي بسنده عن الحسين بن احمد بن خالويه في كتاب الآل ,قال حدثني ابو عبدالله الحنبلي ويبدو ان هذا الرجل من محدثي العامة الحنابلة قال حدثنا محمد بن احمد بن قطاعه قال حدثنا ابو معاذ عبدان بن محمد قال حدثني مولاي ابو محمد الحسن بن علي اي الامام العسكري عن ابيه علي بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن موسى عن ابيه موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه الحسين بن علي ابي طالب )عليهم الصلاة والسلام( قال: قال رسول الله )صلى الله عليه واله(:”لما خلق الله ادم وحواء تبخترا في الجنة تبخترا اعجبتهما انفسهما فمشيا متبخترين في الجنةفقال ادم لحواء ما خلق الله خلقا هو احسن منا
هكذا اظهر آدم لمرأته حواء حتى يوصل المفهوم الينا, حتى يوصل المعنى الينا, المعصومون لابد لهم في احيان من ان يقوموا بدور اشبه بالتمثيل والتصوير حتى تتاح الفرصة لايصال المعلومات والمفاهيم للبشرية لولا هذا الموقف منآدم (على نبينا وآلها وعليه الصلاة السلام) لما كان هذا المعنى وهذه الرواية لما كانت تصل الينا هذا اليوم ...
قال آدم لحواء بمعنى مالذي اريد ان اوصله هنا؟ اريد ان اقول, آدم يعلم ان هنالك خلق اعظم واحسن منه ومن امرأته حواء (عليهما السلام) وهم محمد وال محمد (عليهم السلام) ولكنه بحاجة بأمر من الله (تبارك وتعالى) الى أن يقوم بعمل كهذا حتى يصل الينا هذا الامر على تعبير سيدنا الاستاذ دام ضله ان الامر اشبه بمسرحية فقال ادم لحواء مسرحية على النحو الذي قام به ابراهيم (عليه السلام)...ابراهيم حين اشار الى الكواكب قال الشمس هذا ربي قال القمر هذا ربي قال النجم هذا ربي هذا العمل كان مسرحية, تصويرا حتى يستطيع ان يوصل مفهوم للناس وإلا هو عالم بأن هذا ليس بربه.فقال ادم لحواء ما خلق الله خلقا هو احسن منا...
فأوحى الله (تعالى) الى جبرائيل (عليه السلام) إاتي بعبدي الفردوس الأعلى
هذا جواب الهي لادم على كلمته ما خلق الله خلقا هو احسن منا ..اين كان ادم؟ في الجنة ولكن الجنة درجات وطبقات, فأمر الله (عز وجل) جبرائيل (عليه السلام) قائلاً ااتي بعبدي آدم الى الفردوس الاعلى,اي صعّده الى اعلى درجة, الى الفردوس الاعلى فلما دخلا الفردوس من الذي دخل؟
إما آدم وحواء واما آدم وجبرائيل ,لانه المفترض أن يأتي جبرائيل بآدم الى الفردوس الاعلي اي يصحبه الى هناك.
فما دخل الفردوس نظر الى جارية على درنوك من درانيك الجنةدرنوك اي بساط او وسادة التي تسمى الطنفسه هذه التي كانت توضع على ظهر الناقة مثلا حتى يتكأ عليها الانسان او وسادة وثيرة.
او بساطالبساط الذي يكون وثيرا, بساط من بسط الجنة او وسادة من وسائد الجنة هذه الجارية المشرقة كانت جالسة على تلك الوسادة او على ذلك البساط على هذا الدرنوك, درنوك من دناريك الجنة وعلى رأسها تاج من نور وفي اذينها قرطان من نور قد اشرقت الجنان من نور وجهها هذه الجارية اي بمعنى هذه الشابه في مقتبل الشباب هذا التسامح والتجوز في الوصف فقال آدم عجيب امر هذه الجارية هذه الشابة المشرقة التي تشرق الجنان جمع الجنة يعني طبقات الجنة وبساتين الجنة كلها كانت تشرق من نور هذه الجارية التي على الدرنوك التي على رأسها تاج من نور وفي اذنيها قرطان من نورفقال آدم: حبيبي جبرائيل من هذه الجارية التي اشرقت الجنان من حسن وجهها؟ فقال هذه فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله) نبي من ولدك يكون في اخر الزمان.
لا تفكر يا آدم انك وحواء احسن خلق الله, بل هذه احسن منكما واهلها اهل الكساء احسن منكما قال هذه فاطمة بنت محمد نبي من ولدك يكون في اخر الزمان قال فما هذا التاج الذي على رأسها؟اي التاج من نور... قال بعلها علي بن ابي طالب )عليهما السلام)هذا التاج من نور مقتبس من نور علي امير المؤمين )عليه السلام(. قال: فما القرطان اللذان في اذوناها؟ قال: ولدها الحسن والحسين (صلوات الله عليهما) قال ادم حبيبي جبرائيل اخُلقوا قبلي؟ هؤلاء من صلبي كيف خلقوا من قبلي؟ نعم خلقوا من قبلك في عالم الانوار".
وهذا يفسر القول تاج من نور وقرطان من نور هي نفسها من نور الزهراء نور الانوار ثم اودع هذا النور في صلبك.
لما سأل النبي (صلى الله عليه واله) سأله جابر بن عبدالله الانصاري:" ما اول ما خلق الله (عز وجل)؟ قال: نور نبيك يا جابرنور نبيك... )صلى الله عليه واله( وروحي فداه
هذا النور العظيم قال اخلقوا قبلي؟ قال هم موجودون في غامض علم الله (عز وجل) قبل ان تُخلق باربع الاف سنة".

ولا نعلم هل ان هذا من سني الدنيا ام سني من عند ربك.
هذه الرواية الشريفه بسند عال لانها عدد الذين يروون انتهاء الى المعصوم لا يتجاوزون الثلاث او الاربعه ... اربعة افراد
وثم سلسلة ذهبية في سند هذه الرواية من الامام العسكري الى رسول الله (صلوات الله عليهم اجمعين)
اذا هذه السيدة العظيمة سيدة نساء العالمين (عليها وآلها السلام) مقامها عال جدا لدرجة انها خلقت قبل آدم في علم الله (تبارك الله وتعالى)
قبل ان يخلق آدم بأربعة الاف سنة وهي في الفردوس الاعلى هناك على درنوك من درانيك الجنة.
لمحة من مقامات الزهراء (صل الله عليها وآلها الطيبين الطاهرين)
هذه الرواية اتخذها مدخلا لبيان هذا الذي انا بصدده الآن مما يعطينا لمحة عن شي من مقام الزهراء (عليها السلام) لا ارى أنّ بالامكان استيعاب مقام الزهراء (عليها السلام) وانما الذي نستطيع ان نقوم به هي محاولة القياس, أن نقيس مقام الزهراء (عليها السلام) بمقام غيرها حتى نعلم هل انا استطعنا حقا أن نحدد ترتيب الزهراء عليها في الافضلية والاشرفية ام لا؟
انا اعطيكم مثالا:
التصور الشائع عندنا نحن المسلمين أنّ الزهراء (عليها السلام) لا شك سيدة نساء العالمين فهي خير من جميع النساء, خير من امها خديجة وخير من مريم (صلوات الله عليهما) هذا امر واضح ولكن بالنسبة للرجال التصور الشائع الآن انه الزهراء (عليها السلام) دون رسول الله (صل الله عليه  واله) في المقام ودون علي امير المؤمنين صلوات الله عليه.
فإن اردنا ان نفضلها فإننا نفضلها على الحسن والحسين ثم سائر الائمة ثم الانبياء اولوا العزم ثم المرسلون ثم الانبياء ثم الاوصياء وهكذا
ولكن حقا نقول انه لا يمكن لنا بضرس قاطع ان نقول ان عليا عليه السلام افضل من الزهراء يمكن لنا الى حد معقول ان نقول ان محمد المصطفى صلى الله عليه واله
افضل من الزهراء لما دل متضافرا انه سيد الاولين والاخريين بلا استثناء وافضل ما خلق الله (تبارك وتعالى).
ولكن بضرس قاطع أن نقول أنّ الزهراء (عليها السلام) دون علي اي أنّ عليا افضل افضل من الزهراء لا نستطيع يبقى هذا محتملا.
للعلم العلماء اختلفوا في هذا الامر,, تحيروا في مقام الزهراء, محيرة الزهراء... لماذا يقول المعصوم (عليه السلام) فاطمة احدى معاني فاطمة عليه السلام معاني اسمها الشريف انهم فطموا عن معرفتها.
فعليا نحن لا نعرف عن مقامها شي لا نتمكن من ان نستوعب هذا المقام.
من الافضل الزهراء ام علي صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما الطاهرين ؟!
لهذا تحيرنا قسم من العلماء يقول ان عليا افضل من الزهراء وقسم يقول ان الزهراء افضل من علي وقسم يقول كلاهما في مرتبة واحدة.
كان احد اساتذنا يقول انه يرجح ان رسول الله وامير المؤمنين وفاطمة الزهراء في مرتبة يعني من حيث الافضلية والاشرفيه هم في مرتبة واحدة هم اعدال... قلت له كيف؟ قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) افضل الخلق هذا معلوم وامير المؤمنين وانفسنا وانفسكم ... نفس رسول الله اذا هو في نفس المرتبة.
بالنسبة للزهراء عليها السلام لولا علي ما كان لفاطمة كفؤ ادم فمن دونه, اي ان فاطمة كفؤ لعلي يعني هما في نفس المرتبة.
اذا فاطمة في نفس مرتبة علي, وعلي في نفس مرتبة الرسول الله صلوات الله عليهم أجمعين يعني جميعهم في مرتبة واحده.
أن سألتموني عن رأيي في انه أيهماأعظم؟ أوأفضل؟ علي أم الزهراء... لا استطيع أن احدد...
عندنا أدلة كثيرة على انه بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه واله)أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ولكننا نفاجأ أيضاأن هنالك أدلةأنأمير المؤمنين الذي مقامه ذلك المقام العالي الذي لا يدخل ولا يتصوره مقام أنفسناوأنفسكم مقام علي خير البشر ومن أبا فقد كفر كما يقول الرسول (صلى الله عليه واله).
مقام الذي من هو علي بن ابي طالب (عليهما السلام) لما يسأل انت افضل من آدم يقول انا افضل, انت افضل ام نوح يقول انا افضل, انت افضل ام ابراهيم يقول انا افضل, انا افضل من موسى انا افضل من عيسى انا افضل من هؤلاء.
هذا المقام العالي كما في الرواية المفصلة التي يرويها صاحب الاحتجاج. علي بن ابي طالب, هذا المقام العالي نجد حين تعامله مع الزهراء (صلوات الله عليها) كان يتعامل معها على نحو كأنه خادم لها.
يعني حينما كان يخاطبها يقول لها يا سيدتي... يا سيدتي..!!
يعني انتي افضل مني هذه كلمة من معصوم وليست من شخص عادي..!!
يقول لها يا سيدتي, يدخل عليها حينما يريد ان يخرج ماذا يصنع لا يعطيها ظهره يرجع القهقرة على قفاه يرجع
هكذا يرسم لها آيات التبجيل والاعظام... هذا شي غريب..!!
هذا تسميه الزهراء افضل من علي ام علي افضل من الزهراء؟
اذا هذا علي بن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليهما) الذي بالقطع واليقين افضل من جميع الانبياء والمرسلين الا رسول الله (صلى الله عليه واله) هكذا يتعامل, الزهراء بمضاه روايات تبين انها اعلى مقاما منه وشأنا منه ولذا كان يتعامل معها تعامل الخادم, مع مخدومته.
نحن حينما نقرأ الرواية التي يقول فيها انه افضل من جميع الانبياء ولما يسأل انت افضل ام محمد (صلى الله عليه واله)؟ يقول انا عبد من عبيد محمد.
يظهر انه بالفعل انه خادم لرسول الله (صلى الله عليه واله) فهنا نعلم انه مقام رسول الله فوق التصور.
اذا هذا علي ابن طالب بذاك المقام العالي ان انبياء الله خدم له يقول انا عبد من عبيد محمد.
هو نفسه علي بن طالب يقول للزهراء (عليها السلام) ما يماثل ذلك حينما يقول لها يا سيدتي.
حينما يرجع عنها القهقرة مطأطأ رأسه محترما لها مبجلا معظما لها وكأنها ملكته.
اتقول انه امير المؤمنين رسول الله صاحب الفضل عليه, لانه هو الذي علمه الف باب يفتح له من كل باب ومن كل باب الف باب, باب مدينة علم رسول الله يعني علي تتلمذ على يد رسول الله (صلى الله عليه واله) تفاجأ أيضا بأن عليا تتلمذ على يد الزهراء (عليها السلام).
هل تصدق هذا أم لا؟علي بن ابي طالب (صلوات الله عليهما) باب مدينة علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكون تلميذا عند الزهراء (عليها السلام) تعطيه من علومها؟ نعم هذا موجود عندنا في الروايات.
كانت تعلمه بعض الأشياء.
علي ابن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما) يُؤمر من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بأن يمتثل لأوامر الزهراء (عليها السلام).هذا أيضا فيه إشعارا بأن لها شأنيه تفوق شأنيه علي بن أبي طالب ( عليهما وآلهما السلام )إلا أن قيل أن هذه خصائص للزهراء (عليها السلام).
لكن لسان الروايات لا يفيد هذا المعنى.. لا يفيد هذا المعنى إي أنها ليست واستثناءات وخصائص على النحو الخصائص والاستثناءات التي كانت للحسين (عليه السلام).
صل الله عليك يا زهراء ولعنة الله على من قتلك وآذاك وصلى الله على سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp